إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا علياء كانت تتحدث مع جدتها عن زميلة لها في العمل دائما ناقمة على كل أوضاع العمل وتشعر بأنها في مكان غير مناسب لها ويحد من طموحاتها، وعندما يكلفها أحد المديرين بأي مهمة تؤديها وهي متذمرة وتدعي أن مثل هذه الأعمال تضيع وقتها، ولا تعطيها أي خبرات.
علقت الجدة بهدوء واصفة زميلة حفيدتها بأنها إنسانة فاشلة.
تعجبت علياء من ذلك الوصف، ففسرت الجدة كلامها بأن الشخص الفاشل يحاول دائما أن يجد مبررات لكسله وعدم اجتهاده وذلك بإلقاء اللوم على الآخرين، وتحميلهم تبعات ما وصل إليه.
وبدلا من أن يحاول البحث عن نقاط ضعفه وتقويتها، ويكتشف ما لديه من قدرات ومواهب ويعمل على صقلها بالدراسة والبحث نجده دائما ما يعيش في وهم أن الظروف المحيطة به لا تعطيه الفرصة للانطلاق، وأنه مكبل بالقيود التي تحول دون تفوقه، وأحيانا يتزايد الأمر لديه ويكيل لزملائه الاتهامات بأنهم السبب هم الآخرين في عرقلته، فالفاشل يجد دائما في هذا الأسلوب الراحلة والمبرر لعدم الاجتهاد والسعي الدؤوب لتحقيق أهدافه.
واستطردت الجدة في كلامها وسألت حفيدتها عما إذا كانت زميلتهم تلك متميزة عنهم في أي شيء، وما تفعله لا يقدر غيرها على القيام به؟
فكرت علياء قليلا ثم أجابت بالنفي بل إنها أكدت أن زميلتها تلك قد تعتبر أقل من كثيرات هي فقط من ترى أنها تتعرض للإحباط وأن ما تكلف به من أعمال أقل من قدراتها.
أكملت الجدة كلامها بأنها لا تحاول حتى الاستفادة من أي شيء تقوم به لأنها قد استسلمت للكسل، لكنها في الوقت ذاته تحاول ألا تجعل الآخرين يدركون حقيقتها بالتذمر الدائم.
ساحة النقاش