كتبت: شيماء أبو النصر
"اللى يحسب الحسابات فى الهنا يبات" مثل شعبي يحذر من الإسراف ويدعو إلى الاعتدال فى كافة أوجه الحياة، ولأن الميزانية الشهرية للأسرة مثار مشكلات دائم بين الزوجين كان من الضرورى تحديد الموارد المادية وأوجه إنفاقنا فى ميزانية محددة تراعى الدخل الشهرى أو الأسبوعى والمتطلبات الأساسية وتراعى الفارق بين الضروريات والرفاهيات وذلك بالاتفاق بين الزوجين مع أهمية مشاركة الأبناء لتشجيعهم على المشاركة بإيجابية وتحمل المسئولية.
الميزانية حوار كل شهر وجدل لا ينتهى هكذا ترى أسماء جمال فمنذ زواجها وهى تحاول إقناع زوجها بعمل ميزانية محددة البنود ويمكن تغييرها فى حالة حدوث ظرف طارئ لكنه فى كل مرة لا يلتزم بها ثم يشكو من زيادة المصروفات، وبعد عدة سنوات من الزواج وإنجاب الأطفال وزيادة المصاريف اقتنع أخيرا بأهمية تحديد الدخل والالتزامات الأساسية كالإيجار ومصروفات الطعام والفواتير الشهرية وبعدها يأتى الترفيه فى المرتبة الأخيرة.
"الأكل بره البيت ممنوع" هكذا تؤكد صفاء، ربة منزل والتى قررت الحد من شراء الأطعمة الجاهزة لأنها على حد وصفها "بتخرب الميزانية"، واعتمدت صفاء على تطبيق كل الوصفات التى يحبها أبناؤها فى المنزل للتوفير، كما تحرص على شراء كل متطلبات منزلها من معارض "كلنا واحد" التى تقدم أسعار أقل من السوق بنسبة 30%، فضلا عن التحقق من سعر السلعة قبل شرائها.
"العروض الوهمية بتخل بالميزانية" هكذا أكدت وفاء، موظفة لافتة إلى أنها كانت تشترى كثيرا من العروض التى تقدمها السلاسل التجارية، لكنها اكتشفت أنها عروض غير مفيدة لسلع غير رائجة أو فترة صلاحيتها قاربت على الانتهاء.
خطوات وفروق
حول كيفية إعداد ميزانية محددة للمنزل تقول د. بسمة السباعى، خبيرة الاقتصاد والتدبير المنزلى: يجب اتخاذ بعض الخطوات لإعداد ميزانية البيت وأولها معرفة وتحديد الاحتياجات الأساسية للبيت والتفريق بين الاحتياجات والرغبات، مثل الأكل والفواتير وإيجار والمصروفات المدرسية، بينما الرغبات يمكن تأجيلها أو البحث عن بدائل تكون مناسبة أكثر للدخل مثل شراء ملابس جديدة، وتحديد الأولويات فى الإنفاق مسئولية مشتركة بين الزوجين يساهم كل منهما بأفكاره.
وأكدت على أهمية وجود ثقافة الادخار وتحديد نسبة معينة بحيث لا تقل عن 20% من دخل الأسرة يتم ادخارها لمواجهة أية ظروف طارئة، لافتة إلى أهمية إشراك الأولاد عند وضع ميزانية الأسرة لتدعيم فكرة تحمل المسئولية والمشاركة وتعليمهم معنى التدبير وكيف يتم إعداد ميزانية الأسرة، كما أن مشاركتهم فى وضع الميزانية ستجعلهم حريصين على إنجاحها وعدم إرهاق الوالدين بالطلبات ومعرفة قيمة كل شيء، بل ويمكن مكافأتهم فى حالة التوفير بتلبية أحد الطلبات الخاصة بهم.
ودعت د. بسمة إلى الاستفادة من المبادرات الحكومية التى توفر السلع بتخفيضات تصل ل30% بالمقارنة بالمحلات الأخرى، وعدم تخزين السلع الذي يسبب ارتفاع أسعارها وعدم الانسياق وراء شائعات اختفاء بعض السلع والتى يطلقها بعض التجار لضمان البيع بشكل أكبر وبأسعار مرتفعة.
وحذرت السباعى من اللهث وراء عروض السلاسل التجارية التى تجعل المستهلك يشترى كميات ونوعيات من السلع لا يحتاجها بما يضر بميزانيته لذلك يجب قبل الاتجاه للشراء تحديد وكتابة الأصناف والكميات والبدائل التى أحتاجها قبل الذهاب للتسوق لتجنب إنفاق جزء كبير من الميزانية على بند واحد دون الحاجة لذلك وهذا السبب هو الأكبر لفشل معظم الميزانيات، فنجد بنود الميزانية موضوعة بشكل جيد لكن الإنفاق مختلف عما تم تحديده فى أول الشهر .
بنود الميزانية
من جانبها ترى د. سامية عبدالمطلب، خبيرة الاقتصاد المنزلى أن وضع الميزانية يبدأ بتحديد الدخل أولا سواء مرتب أو إيراد شهرى وأوجه الإنفاق، والميزانية يحددها الزوجين وأول بند هى الأساسيات مثل الأقساط والإيجار فهى التزامات إجبارية ولا يمكن التغاضى عنها ثم الطعام والمصروفات الدراسية ثم توفير مبلغ للصحة ثم بند الترفيه.
وأكدت على أهمية بند الترشيد والذى يمكن تحقيقه فى بند الطعام بالتوقف عن تناول الطعام خارج البيت أو "الدليفرى" وذلك بالتفاهم مع الأبناء وقيام الأم قدر المستطاع بإعداد الأطعمة التى يحب الصغار تناولها فى المطاعم وتوفيرها فى البيت وذلك البديل أفضل صحيا وماديا،.
وبشكل عام الأصل فى الميزانية أن توضع بشكل شهرى للالتزامات الرئيسية والثابتة وشراء السلع التموينية الجافة بشكل شهرى وكذلك المنظفات فيفضل شرائها بأسعار الجملة، محذرة أيضا من العروض لأنها لا تكون من الأساسيات كما أنها تكون قريبة من وقت انتهاء الصلاحية وأيضا كتابة قائمة، محذرة من الشراء بالفيزا لأنها تغرى بالشراء وكذلك عدم الشراء وربة البيت مرهقة للتركيز فى الأسعار والنوعيات والكميات، ويجب أن تتسم الميزانية بالمرونة، فمثلا ميزانية شهور الدراسة وما بها من بند للمصروفات الدراسية تتغير ويظهر بند الترفيه ولكن بحساب أيضا.
وقدمت خبيرة الاقتصاد لقارئات حواء مجموعة من النصائح أولها تحديد مصادر الدخل والإيرادات وكتابتها فى قائمة، ثم وضع قائمة أخرى بالمتطلبات الأساسية وتحديد حجم الإنفاق على أساس أسبوعي، والتفريق بين الاحتياجات والرغبات لتحديد الأولويات، فتكون الاحتياجات هي الأشياء التي لا يستطيع الشخص العيش من دونها.
ويجب أن تراعى الميزانية عدم زيادة النفقات عن الدخل، مع وضع خطة للادخار، ولو مبلغ بسيط بشكل شهرى، فبند الادخار هو ما يميز الميزانية الجيدة من السيئة.
ويجب عمل خطة للميزانية بشكل مكتوب وليس اعتمادا على الذاكرة بوضع عمود لمصادر الدخل، وعمود للنفقات، وعمود لتاريخ الإنفاق، وعمود للمال الذى تم توفيره، مع أهمية عمل حساب لأية مصاريف ثانوية مثل أعمال صيانة أو تجديد رخصة عربية أو أية مصاريف قبل موعد استحقاقها بفترة.
ساحة النقاش