ابتسام أشرف

يشكل الشباب المتطوع ساعدا مهما فى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" حيث يشارك آلاف الشباب فى الأعمال والخدمات التى تقدمها المبادرة لقاطنى المدن المستهدفة، لكن إلى أي مدى يسهم العمل التطوعى فى بناء شخصية الشباب؟، وهل له دور فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟

"حواء" سألت المختصين، واستمعت إلى الشباب كيف أسهمت مشاركتهم فى العمل العام فى ثقل مهاراتهم وخبراتهم الحياتية والعملية..

في البداية تحكي لارا مجاهد، طالبة بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة عن تجربتها مع العمل التطوعي وتقول: بدأت العمل التطوعي منذ السنة الأولى في الجامعة أي منذ 4 سنوات وهو ما شكل شخصيتي وعلمني معنى وقيمة العمل الجماعي، كما تعلمت تحمل المسئولية، ففكرة أن تكون مسئول عن تنظيم حدث أو فعالية يجعل منك شخصا يتحمل المسئولية ويواجه حياته ويتعلم النجاح للوصول لتحقيق أهدافه والنجاح، كما أنه ينمي إحساسك نحو وطنك ومجتمعك وتتفهم أن الحياة قائمة على الأخذ والعطاء وأنك حلقة مهمة في المجتمع تستطيع أن تؤثر فيه بنجاحك.

وتقول آيات طارق، مُعلمة: أتطوع منذ أن كنت بالجامعة في إحدي المؤسسات الخيرية وأذهب في قوافل للبيوت والقرى الفقيرة، ومؤخرا توجهت للقرى التي تقوم عليها مبادرة حياة كريمة وللحق هي تجربة ثرية ترى من خلالها مجتمعك ككل تعرف انه من الواجب على الجميع المساهمة والمشاركة وأننا لن ننهض فقط بالتنظير ورمي الحمول علي مؤسسات الدولة وحدها.

وأردفت آيات: سوف ترى أهميتك وأن الله خلقنا لنكون في عون بعضنا البعض وتكون أصدقاء يشاركون معك اهتماماتك ولديهم هدف في الحياة، كما أنه يشجعك على تطوير ذاتك ويبث الروح الإيجابية بداخلك.

أما أسامة الشامي، طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومسئول المشروعات في مؤسسة سفراء العمل التطوعي لدى وزارة التضامن الاجتماعي فيقول "كنت في البداية أساهم في القوافل الخيرية التي تعمل في تسقيف للبيوت وعمل وصلات مياه ثم بعد ذلك تطورت إلى أن أصبحت مسئول المشروعات بالمؤسسة".

ويتابع: يسهم العمل التطوعي فى صنع إنسان مختلف يعلم كيف يفيد المجتمع الذي يعيش به، وأن كل ما يفعله يستطيع وضعه في السيرة الذاتية الخاصة به، فكثير من الشركات المحلية والدولية تبحث عن أشخاص عاشوا تجربة العمل التطوعي العام، كما أنه يساهم في عمل علاقات مع كل فئات المجتمع التي تبني شخصية سوية وناجحة.

 آثار إيجابية

تعلق د. منى الحديدى، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان، ومقرر لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة على أهمية العمل التطوعى وتقول: يعد العمل التطوعي استثمارًا مهما في تنمية الشباب وتحسين أوضاع المجتمع على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية،  فهو أداة فعالة لتنمية شخصية الشباب وتحسين أوضاع المجتمع، كما يساعد على اكتساب العديد من المهارات مثل التواصل والعمل الجماعي والقيادة والتنظيم والتخطيط، ويتيح للشباب فرصًا لتطوير مهاراتهم الفنية والمهنية من خلال المشاركة في مشاريع مختلفة.

وتتابع: يعزز العمل التطوعي قيم التعاون والتضامن والإيثار والتسامح والمواطنة، ويساهم في تنمية الشخصية الإيجابية وتعزيز الأخلاق الحميدة لدى الشباب، ويعزز المسئولية المجتمعية لدى الشباب ويساعد في زيادة الوعي الاجتماعي وتعزيز الشعور بالرضا والانتماء، من خلال التعامل مع مختلف فئات المجتمع ولمس احتياجاتهم والمبادرة لحلها. 

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع أن العمل التطوعي يساعد أيضا في إيجاد فرص التوظيف حيث يكتسب المتطوعون خبرات ومهارات عملية تفتح لهم فرصا ومسارات وظيفية لذا يمكن القول بإن العمل التطوعي له آثار إيجابية كبيرة على الشباب والمجتمع بشكل عام، فالعمل التطوعي استثمارًا اجتماعيًا واقتصاديًا مُجديًا، حيث يُسهم في تنمية الشباب وتعزيز مشاركتهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتطورًا، وبناء على ذلك يجب تشجيع المزيد من المبادرات والبرامج التطوعية التي تستهدف الشباب.

وحول سبل تعزيز ثقافة العمل التطوعى لدى الشباب تقول مقرر لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة: يمكن تحقيق ذلك من خلال عمل حملات توعوية للشباب عبر وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والشبابية، وكذلك تنظيم ندوات وورش عمل لتعريف الشباب بأهمية وفوائد العمل التطوعي وإشراكهم في تخطيط وتنفيذ البرامج التطوعية في مجتمعاتهم، وأيضا التعاون بين الحكومة والمنظمات الأهلية والقطاع الخاص لتنظيم الفرص التطوعية، وإنشاء شراكات مجتمعية لتطوير البرامج التطوعية وتوظيفها بشكل فعال.

خبرات حياتية

ترى هايدي أمين، الأمين العام لمؤسسة سفراء العمل التطوعي لدى وزارة التضامن الاجتماعي أن العمل التطوعي جزء أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من حيث استغلال الطاقات البشرية في القضاء على أهم المشكلات مثل الفقر والجهل، وفي السعي نحو تحسين الأوضاع البيئية، الاجتماعية، الاقتصادية، الوطنية بالنسبة لكافة أفراد المجتمع وأغلب دول العالم تعمل على ذلك.

ونوهت هايدي أن التطوع يعمل على زيادة خبرة الفرد وثراء تجربة المشاركة في العمل التطوعي هو الطريق الذي يساعد الفرد على تحقيق أهدافه المستقبلية وذلك من خلال التجارب والخبرات التي يوظفها في التخطيط لأهدافه، حيث إن الناجحين في يومنا هذا هم من بدأوا حياتهم بتقديم خدماتهم بلا مقابل للحصول على الخبرة الكافية التي أوصلتهم فيما بعد إلى ما هم عليه الآن من تميز، وهو أحد المفاتيح التي تساعد الفرد للوصول إلى أهدافه، كما أن معظم العاملين في وظائف رسمية كانوا في البداية متطوعين ولكنهم أثبتوا أنفسهم بجدارة.

وحول كيفية مساهمة العمل التطوعى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة تقول: نعمل على تدريب الشباب وتفعيل دورهم في المجتمع عبر الكثير من الأنشطة التدريبية والتطوعية، بحيث يكون الشباب جزءا من كيان يسعى جاهدا نحو غد أفضل، وتعاونا فى العمل مع مؤسسة (حياة كريمة) لإدخال وصلات المياه للمنازل وتسقيف المنازل ومساعدة الأسر الأكثر احتياجا.

وتدعو الأمين العام لمؤسسة سفراء العمل التطوعي لدى وزارة التضامن الاجتماعي إلى دمج العمل التطوعي ضمن المناهج الدراسية والأنشطة الصيفية، وتنظيم دورات تدريبية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للعمل التطوعي، وتوفير التوجيه والإرشاد المستمر للشباب المتطوعين لتنمية قدراتهم.

المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 373 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,026,053

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز