نجلاء أبوزيد 

الحائرة

  طيلة حياتى الزوجية التى استمرت 20 عاما لم يخل يوم من المشاكل بسبب إهانات زوجى المتكررة لى وإجبارى يوميا على الذهاب للقيام بطلبات والدته المقيمة بجوارنا، وطلبت الطلاق أكثر من مرة ولكن والدتى كانت تقنعنى بالتحمل من أجل أولادى حتى توفيت أختى الأصغر منذ عام تاركة طفلين صغيرين وبدأت أذهب للاعتناء بهما عند أمى ولا أذهب بشكل منتظم لحماتى، فتشاجر معى ورفض اعتنائى بأبناء أختى التى يعمل زوجها فى الخارج ووالدتى سيدة كبيرة لا تستطيع الاعتناء بهما بمفردها، وأصريت على الطلاق، وعندما رفض قمت بخلعه وتركت له الأولاد لأنهم كبار ولن أستطيع تحمل مصاريفهم، ويأتون لزيارتى بشكل منتظم لأننا نعيش فى منطقة واحدة، وحاليا تقدم لى زوج شقيقتى الراحلة بالرغم أنى أكبره بخمس أعوام، لكنه يريد أن أعتنى بالأولاد الصغار بشكل رسمى، أشعر برغبة فى القبول لأنني مرتبطة بأولادها ولأنه ابن ناس ومحترم وحاليا استقر فى مصر من أجل أطفاله  وأصبحوا أياما يعيشون فى شقتهم وأياما فى بيت أمى، وأصبحوا غير مستقرين، وتحدثت مع أولادى فأخبروا والدهم وجاء وتشاجر معى واتهمنى بأننى خلعته للزواج من زوج أختى الراحلة، ومنع أولادى عنى وأصبحت فى حيرة أرفض الزواج ويظل الوضع على ما هو عليه، أم أوافق وأبدأ حياة جديدة ولا اهتم بما سيقوله عنى أمام الناس والذى قد يشوه صورتى أمام أولادى، أشعر أننى فى لحظة فارقة ولا أعرف أى القرارين أفضل؟

شهيرة

ما تمرين به الآن لحظة فارقة بالفعل فى حياتك، لذا عليك أن تتريثى وتجلسين مع نفسك وتضعى أمام عينيك مكاسب وخسائر كل قرار، فتربيتك لأبناء شقيقتك الراحلة عمل طيب لكن زواجك من والدهم قد يجعلك تخسرين علاقتك بأولادك، فعندما خلعت والدهم ظلت علاقتهم بك لأنكم تعيشون فى نفس المنطقة واستوعبوا عدم قدرتك على الاستمرار مع إهاناته وتحكماته، لكن أن تتزوجى وتبتعدى وتربين أبناء شقيقتك حتى لو كانوا صغارا فهذا سيصعب الأمر عليهم، لذا قبل إقدامك على أى اختيار يجب أن تتحدثى مع أولادك وتوضحى لهم رغبتك فى الابتعاد وبداية حياة جديدة والمساعدة فى تربية هؤلاء الأطفال، وأما ما يهددك به من إدعاءات فلا يجب أن تضعيها فى اعتبارك أساسا أهم شيء أولادك وصورتك فى أذهانهم، لذا يمكنك تأجيل الارتباط فترة حتى يشعر أبناؤك أنك غير متعجلة وأنك لن تقدمى على شيء إلا بمشاركتهم فيه، واستمرى فى الاعتناء بأبناء شقيقتك دون زواج لفترة غير محددة حتى تستقر الأمور من حولك وبالتأكيد سيستوعب زوج شقيقتك ما تمرين به من ضغوط وأن الأفضل لكما الصبر لتبدأ علاقة هادئة بلا مشاكل قد يفتعلها أبو أولادك، فالزمن والصبر هما أدواتك خلال الفترة القادمة حتى تصلين للقرار السليم.

***

تسلية القعدة

مشكلتى قد يعتبرها البعض تافهة لكنها فعلا ضاغطة على أعصابى لدرجة جعلتنى أكره الإجازات والأعياد وكل المناسبات التى تضطرنى للاجتماع مع عائلة زوجى لأنني أعمل مهندسة وكل شقيقاته وزوجات أشقائه لا يعملن، وفى أى مناسبة ينتقدن عملى ويسألن أسئلة محرجة جدا هل أطبخ أم معتمدة على الديلفرى، ويظهرن حزنهن على أولادى الذين يخرجون فى عز البرد وأذهب بهم للحضانة، وحاولت أكثر من مرة تغيير الحديث أو الرد بأدب لكنهن يعتبرننى تسلية القعدة، وشكوت لزوجى أكثر من مرة وطلبت منه عدم الذهاب فى تجمعاتهم لكنه يهددنى بفعل المثل مع أهلى بالرغم من أنهم يعاملونه أفضل معاملة، لقد وصل بى الحال لإصابتى بالضغط المرتفع قبل كل مناسبة رغم أنى لم أتجاوز الثلاثين لكن فكرة أن بكرة هنتجمع بتموتنى ولا أعرف ماذا أفعل؟

أمل

أقدر إحساسك وتوترك الشديد وغضبك مما يفعلنه معك وعدم قدرتك على الرد لكثرتهن، ولكن عليك أن تفكرى فى مشكلتك بصورة أوسع أنت تعلمين جيدا أنهن يفعلن ذلك بسبب إحساسهن بالنقص تجاهك ويريدن دوما أن يضعنك فى موقف المقصر الذى يبحث عن رد، وهنا عليك أن تواجهى الأمر بطريقة تريحهن جدا وهى أن تبدئى أنت الحديث عن الضغوط والمتاعب والصعوبات التى تعانيها للتوفيق بين عملك وبيتك وأنك تحسدينهن على راحة البال وعدم حمل الهم وأن الظروف الصعبة هى التى تجعلك لا تستطيعين ترك العمل الآن، حاولى طيلة جلستك أن تشغلى نفسك إما بمتابعة أولادك أو الرد على تليفون، اذهبى مرة وأوجدى عذرا لعدم الذهاب باستمرار، لا تعلنى صراحة أمام زوجك عدم رغبتك فى زيارة أهله، فكرى فى هدية قيمة بلا مناسبة وأعطيها لحماتك على انفراد، تحدثى مع نفسك بصوت مسموع قبل كل تجمع أن هذا ابتلاء وأن بيتك مستقر وزوجك يحبك وأنها مجرد ساعات وستمر وتعودين لاستقرارك، دربى نفسك كل أسبوع وتدريجيا ستنظرين لهن وتستمعين لانتقاداتهن وأنت بداخلك هادئة لتأكدك أنها عقد نقص وليس أكثر وأن الزمن فى صالحك.

***

الاهتمام احتياج حقيقى

فى حياتنا الزوجية نحتاج دوما للطبطبة من الطرف الثانى، فهذه الطبطبة تعنى أمورا كثيرة، تعنى أن الآخر يهتم ويقدر ويستوعب وآيا كانت ضغوط الحياة التى يمر بها كل طرف منذ الاستيقاظ وحتى موعد النوم فإن طبطبة الطرف الآخر عليه بعبارات التقدير والمساندة تجعله يهدأ وتمنحه الطاقة لبداية يوم جديد، وما يحزننى أن الكثير من المتزوجين ينخرطون فى المشاكل والضغوط ويتشاجرون ويتخاصمون ناسين أن الدعم الأسرى هو ما يمنحنا القدرة على تحمل الضغوط الخارجية، وعلينا الانتباه جيدا أنه إذا كنا نصارع فى الكثير من الجبهات الخارجية فالبيت هو السكن الذى نتزود فيه بالحب والحنان ولا داعى أبدا لتحويله لساحة أخرى للمعارك لمجرد أن كل طرف لا يظهر تقديره لما يبذله الطرف الآخر من جهد لتستمر الحياة.


المصدر: نجلاء أبوزيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 20 أكتوبر 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,830,537

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز