سمر عيد
في المدروسة وحدها يمكن أن تشاهد ما لا تجده في أي بلد آخر، لا تستطيع أن تفرق بين أعياد المسيديين والمسلمين حيث يتشاركون جميعا مناسباتهم الدينية والوطنية : كفره واحد أجراس الكنائس شميل مع تعالى انان المساجد معلنة مائة من وحدة هذا الشعب وحدى تماسكه
في السطور التالية نستعرض أهم مظاهر احتفال المصريين بعيد الميلاد المجيد وتسترجع مع عدد من الأسر ذكرياتهم وتتعرف على احتفالهم معا بكل الأعياد
البداية مع جاكلين زكى بطرس ربة منزل وتقول بالطبع تختلف الأعياد لكن لا تختلف الفرحة بالعيد والمناسبة سواء إسلامية أو مسيحية فهناك ترابط ووحدة بين المصريين، ومهما حاول الكثير التدخل لي هي الخلق الفرقة بيننا لن يحدث، فأقرب صديقة لي . مسلمة ونتشارك في كل المناسبات والأعياد وانتظر شهر رمضان للاحتفال بالأجواء الرمضانية والطقوس الخاصة به خاصة الكنافة والقطايف والفوانيس اما ابتهال حسن موظفة فتقول: ينتظر الجميع احتفالات رأس السنة وعيد الميلاد المجيد ويعتبرها احتفالات مبهجة وسعيدة وفرصة لإظهار مشاعر الحب المتبادل بين السلم والمسيحي، والكل يخرج ويحتفل ويشارك في ؟ الاحتفالات، ويهتم المسلم قبل المسيحى المسيحي بشراء مستلزمات العيد خاصة شجرة الكريسماس وبابا نويل بجانب تزيين المنزل والاستعداد للاحتفالات وإعداد الحلوى والاستمتاع بالأجواء السعيدة
تقول حنان عبد الله، طبيبة أطفال أتذكر جدتي عندما كنت أذهب معها إلى الكنيسة في أفراح صديقاتها وجيرانها، فلم تكن تترك مناسبة لأخواتنا المسيحيات إلا وكانت تذهب إليها وأول من تتقدم بالتهاني في الأعياد المسيحية وتهتم في الأعياد مثل المولد النبوى بتحضير علبة حلوى للجيران الأقباط وفي رمضان تقوم بإعداد أشهى الأكلات والحلويات وتوزعها عليهم، وهو ما كان يطلقون عليه الطبق الدائر» والذي كان يرمز للحب والترابط، وقبل العيد يجتمع كل الأصدقاء والأقارب في إعداد البسكويت والكعك ونلعب ونلهو كأطفال ثم كبرنا وكبرت معنا العادات والتقاليد، وأحاول أن أفعل جزءا مما كانت تفعله جدتي مع جيراني وزملاء العمل ومشاركتهم في أعيادهم والاستمتاع معهم.
وتقول نوال مهدى مدرسة: مصر لها اجواء مختلفة
في أعيادها وأبنائها لا يختلفون ولا يمكن أن تفرق بينهم، ويتشاركون التهاني والتعازى، ففى عيد الفطر نتقاسم الطعام، فعادة ما أخصص أياما في رمضان الأصدقائي المسيحيين وأهتم بإعداد الأطعمة المميزة خاصة من الحلوى لقضاء يوم ممتع، وففى الأعياد نجتمع ونخرج في الحدائق، وفى أعيادهم نشاركهم فرحتهم ونسعى لتقديم الهدايا لهم.
طعم البيوت
وتتحدث عفاف محمد ربة منزل بمنطقة شبرا عن تفاصيل مشاركتها الاحتفالات مع صديقاتها قائلة: قبيل عيد الميلاد المجيد أذهب وجاراتي بالعمارة لشراء ملابس العيد للأطفال، ولدي جارتين مقربتين هما مارجريت وجورجيت وفي ليلة العيد تذهبان
الحضور قداس عيد الميلاد وأطهو لهما الإفطار بالمنزل كي تتناول أسرنا معا طعام الإفطار، وعادة ما تطهو كل واحدة منا طعاما، ولا يوجد شيء أجمل من رائحة الإفطار الشهي الذي نطهوه معا، إنه طعم البيوت ورائحتها التي تفوح بالمودة والمحبة والإخاء والتي لا يمكن أن نجد رائحة مثلها في أي مكان آخر على وجه الأرض إلا في مصر.
وينقل إبراهيم خليل، صورة واقعية لاحتفالات المناطق الشعبية قائلا: لا تختلف أعياد المسيحيين عن المسلمين خاصة فى شارع شبرا بسبب الترابط بين المسلمين والمسيحيين حيث يتعاون الجيران في بداية كل عام في تزيين الشوارع بأفرع الزينة والإضاءة وشجر الكريسماس لإضافة أجواء الفرحة والبهجة على الشارع والاستمتاع والتقاط الصور التذكارية، ولا تقتصر شراء الزينة والحلوى فى أعياد الكريسماس والميلاد على المسيحيين فقط بل يشارك فيها المسلمون أيضا، والعكس في شهر رمضان تقام الموائد ويتم مشاركة المسيحيين فيها ودعواتهم عليها.
عادات ومواريث
منذ قديم الأزل المسلم والمسيحى إخوة يجمعهما وطن واحد ودم واحد رغم اختلاف عقيدتهما» هذا ما بدأ به محمد الزينى موظف حديثه، ويقول: نتشارك الاحتفالات الدينية، فأول من يهتم بتقديم التهنئة في المناسبات الدينية كالمولد النبوى وشهر رمضان صديقى المسيحى، وعندما ذهبت إلى العمرة كان أول من جاء لتقديم التهاني لي.
وتقول همت وليم ربة منزل: ينتظر المسلم والمسيحى الاحتفالات ويفرح في استغلال المناسبة الكل على طريقته حيث يجتمع الأصدقاء ويحاولون إسعاد أنفسهم فى الاستمتاع بالمظاهر الاحتفالية خاصة مع الأجواء التي تحدث مع بداية العام الجديد والكريسماس، فهذا الاحتفال لا يقتصر فقط على الأعياد المسيحية التي ينتظرها المسلم للتنزه والسفر والاستمتاع بالعروض والتخفيضات التي تحدث مع قرب هذه الأعياد سواء الإسلامية أو المسيحية، بل يظهر ذلك في الشهر الكريم حيث يشارك الشباب الأقباط في إعداد وتنظيم الموائد الرمضانية
دم واحد
يقول مصطفى محمد، حاصل على بكالوريوس هندسة مصر عنوان الوحدة الوطنية فلا يوجد أعياد إلا وهناك مشاركة من كل الأطراف، فنحن المسلمين والمسيحيين نعيش نسيج واحد ويجمعنا الود والحب
والاحترام، نتشارك كل الأزمات والأفراح، ويجمعنا حب الوطن، ويرجع ذلك للأسر المصرية التي لها دور كبير في توعية أبنائها لاحترام الآخر والتعامل مع جميع الأديان بحب وتسامح حتى لا تحدث عنصرية وفرقة في هذا النسيج.
وتصف سهير وليم ربة منزل شعورها بمشاركة المسلمين لها احتفالاتها الدينية قائلة: أشعر بالبهجة عندما أرى السرور على وجوه إخواتنا المسلمين في الأعياد الخاصة بنا خاصة الكريسماس والميلاد، لذا أحرص على حضور أفراح صديقاتي وجيراني المسلمين خاصة في المساجد، كما أهتم بالطقوس الإسلامية في الأعياد والمناسبات خاصة يوم الجمعة.
ساحة النقاش