حوار: سمر عيد
حماية الوطن والتصدي لمحاولات أعدائه فى إسقاطه والنيل من مقدراته مهمة وطنية تستدعي تكاتف الجهود بين الحكومة متمثلة فى قواتنا المسلحة والشرطة والشعب، ولأن المرأة المصرية كانت وما زالت حائط الصد الأول لأى مخططات خارجية وداخلية تطرح "حواء" عددا من التساؤلات على د. هنداوي عبد اللاهي حسن، عميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة بني سويف حول دورها فى توعية أبنائها وغرس قيم المواطنة والانتماء فى نفوسهم منذ الصغر..
فى البداية ما دور الأم في توعية أبنائها للحفاظ على الوطن ومقدراته؟
يقع على عاتق الأم مسئولية كبيرة لتعريف أبنائها أهمية وطنهم، لذا يمكنها منذ الصغر تعريفهم بالوطن الذي ينتمون إليه وتاريخه وتضحيات شعبه وصموده وما مر به من حروب ومحاولات استعماريه وقدم الحضارة المصرية والموقع الفريد لمصر وقوتها وحجمها ما يجعلها دوما في دائرة الاستهداف، وتقوم الأم بهذا الدور من خلال استثمار ما يعرض على شاشه التليفزيون أو وسائل التواصل ويتم توضيحه وشرحه للأبناء أولا بأول منذ طفولتهم، ومناقشتهم والرد على كافة تساؤلاتهم حول الأحداث الدائرة، ونحن في كلية الخدمة الاجتماعية التنموية يوجد ضمن المقررات الدراسية مقرر حول الخدمة الاجتماعية مع الأسرة والطفولة ويتم تدريب الطلاب في مؤسسات رعاية الأسرة والطفولة، والكلية تهتم بهذا الجانب من خلال الندوات التوعوية للأسرة والأمهات بمختلف مؤسسات المجتمع.
وما دور الأمهات في توجيه الأبناء للتصدي للشائعات؟
تقوم الأم بهذا الدور من خلال تعريف الأبناء بالمعلومات الصحيحة والمصادر الموثوقة التى يمكنهم استقاء معلوماتهم منها، وتحذيرهم من المواقع التى تنشر الأخبار الكاذبة، والحرص على تزويدهم بالمعلومات الصحيحة باستمرار وبطريقة عملية وبالأدلة وليس عن طريق الرد الشفوي فقط، وقد كان للكلية دور مهم في هذا الجانب من خلال الندوات التي عقدتها للتوعية بمواجهة الشائعات وقد تم مناقشة رسالة دكتوراه بالكلية منذ عامين حول مواجهة الشائعات.
وكيف يمكن حمايتهم من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي وما تتضمنه من شائعات وأخبار كاذبة؟
يتم ذلك من خلال تحديد المواقع والصفحات والشخصيات المجهولة والتي تحمل العداء للوطن، ويتم الرجوع لمواقف سابقة لهذه المواقع والصفحات والشخصيات ثبت كذبها، بجانب مد الأبناء بالمعلومات الصحيحة وتعريفهم بالمصادر الموثوقة للمعلومات، وتدريبهم على كيفية الرد على المعلومات المغلوطة وتعريفهم كيفية حجب تلك المواقع وتجنبها وكشف طبيعتها والجهات التي تمولها، وقد تم بالكلية تسجيل عدد من الرسائل حول مواقع التواصل والاستخدام السلبي للانترنت.
كيف يمكن رفع وعي الأطفال بالقضية الفلسطينية؟
يتم ذلك من خلال تعريف الأطفال بتاريخ فلسطين في حكايات موجزة، وتعريفهم بتاريخ الحروب العربية وإسهام مصر فى القضية الفلسطينية منذ اندلاع الحرب قديما، وحجم التضحيات التى قدمتها من أجل القضية.
وما دور مؤسسات الدولة للتصدي للشائعات والأخبار المغلوطة؟
يمكن لمؤسسات الدولة القيام بدور مهم في مواجهة الشائعات من خلال عقد ندوات التوعية وإصدار النشرات التوضيحية باستمرار، واستضافة الخبراء المتخصصين لتوضيح الحقائق، القيام بحملات توعية للمواطنين في المجتمع المحيط، وتنفيذ حملات طرق الأبواب والرد على استفسارات المواطنين، وعقد اللقاءات المفتوحة بين المسئولين والمواطنين في مختلف المحافظات والمؤسسات والهيئات.
وما الواجب على المواطنين لاستكمال دور مؤسسات الدولة؟
دور الأفراد يأتي من وازع وطني يتمثل في الخوف على الوطن والإيمان بأن معركة الوعي هي معركة كل إنسان مصري وليست الدولة وأجهزتها فقط، فالمواطنون هم درع الوطن الداخلي، ويجدر الإشارة إلى أن مستوى وعي المواطن قد ارتفع بشكل كبير نتيجة استراتيجية الدولة المصرية والتي أطلقها فخامة الرئيس منذ عام ٢٠١٧، والتي تمثلت في بناء الإنسان، بجانب ما حدث ويحدث بالمنطقة العربية والدول المحيطة بمصر من حروب وانقسامات وتفكك وانهيار الأمر الذى زاد من وعي المصريين وحرصهم على وطنهم وعدم استجابتهم لأي حملات أو دعوات موجهة أو شائعات تنشر بمختلف الوسائل.
وكيف يمكن أن يساهم الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي في دعم القضية الفلسطينية؟
من خلال نشر القصص الإنسانية، ونشر حجم ما تعرض له الأطفال والنساء، والوعي بمخاطر ترك الفلسطينيين لأرضهم.
أخيرا ما أهمية تسليط الضوء على دور مصر وبالأخص الدور الذي قام به سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الإدارة الأمريكية والقطرية ولإعادة الشعب الفلسطيني إلى غزة؟
كانت مصر بقيادة فخامة الرئيس السيسي سباقة في فهم المخطط الذي استهدف تهجير الفلسطينيين من غزة ورفض ذلك بمنتهى الحزم والقوة والإصرار رغم كل المحاولات والإغراءات وتوضيح هذا المخطط للشعب المصري والشعب الفلسطيني وترتب على ذلك خروج المصريين في مظاهرات رافضة للتهجير ولهذا المخطط، وكذلك رفضه من الشعب الفلسطيني، والاستمرار في مناهضة العدوان المستمر منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، والاستمرار كوسيط رغم كل العراقيل، والحرص على تقديم المساعدات الإنسانية منذ اندلاع الحرب بمختلف السبل لتنفرد مصر بإدخال أكثر من ٨٠ ٪ من حجم المساعدات التي دخلت إلى غزة.
ساحة النقاش