أسماء صقر

السعادة من المشاعر التي تعطينا الطاقة الإيجابية والتفاؤل وتحقق لدينا التوازن النفسي، فهي كالمرآة تعكس ما بداخلنا من الشعور بالفرحة والأمل والاستمتاع بالوصول إلى الأهداف التي نرغب في تحقيقها والعيش في سلام وانسجام بين الجسد والعقل والروح وتقبل الذات، ولأنها غاية يتمنى الإنسان تحقيقها يلجأ بعض الأشخاص في الاعتماد العاطفي على الآخرين حيث يتم اكتساب ذلك الشعور من خلالهم وافتقاده بدونهم.

د. أحمد عبد الرحمن، خبير التنمية البشرية واستشاري تطوير الأعمال والتسويق والموارد البشرية يقدم لك فى هذا الحوار أفكارا يمكن من خلالها تحقيق سعادتك دون الاعتماد على الآخرين.

كيف نحقق السعادة دون الاعتماد على الآخرين؟ 

على المرأة معرفة وفهم الأسباب الكامنة وراء الاعتماد العاطفي على الآخرين في تحقيق الشعور بالسعادة مثل الخوف من الوحدة أو الحاجة للحب والأمان والتقبل من الآخرين، مع ضرورة التغلب على ذلك الشعور من خلال تعزيز الثقة بالنفس والاكتفاء الذاتي واكتشاف الأنشطة والاهتمامات التي تثير حماسك وتمنحك إحساسا بالهدف ما يساعد ذلك فى التركيز على نفسك وتنمية جوانب تميز شخصيتك الفريدة، والتركيز على تكوين علاقات عاطفية متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل والثقة والأمان، وضرورة إدراك الفتاة أو المرأة أنه إذا لم تستطع إسعاد نفسها لن تستطيع إسعاد أحد، وللشعور بالسعادة يجب التخلي عن الأفكار السلبية التي تحفز الجهاز العصبي وتزيد من التوتر والعصبية، وممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل وبث الرغبة في الحياة والنجاح داخل النفس.

وكيف نعزز الثقة بالنفس كي نصل لمرحلة الرضا النفسي والإحساس بالسعادة؟ 

 نعزز الشعور بالثقة بالنفس من خلال الاعتماد على القراءة في عدة مجالات كالأدب والفن والرياضة وغيرها، وتكوين علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين، والتفكير في النجاح والإبداع في المجال الذي يرغبه الإنسان، وتعلم شيء جديد أو هواية يحب ممارستها فهذا ينعكس على الحالة النفسية ويجعل الفرد أكثر إيجابية ولديه رغبة في البدء من جديد، وكذلك يجب على المرأة التخلص من المواقف المؤلمة والمشاحنات النفسية والضغينة تجاه الآخرين، وتذكر الأحداث السعيدة لتعزيز روح التفاؤل بداخلها كي تصل لمرحلة الرضا النفسي الذي به يكتمل شعورنا بالسعادة. 

بعد التعرض للصدمات العاطفية وتجارب الماضي كيف يمكن البدء من جديد واستعادة الشعور بالسعادة؟ 

 الشعور بالسعادة بعد التعرض لمواقف حياتية صعبة كالفراق أو الانفصال أو فقدان أحد الوالدين متوقف على تغيير نمط التفكير الخاص بالمرأة ورغبتها في تخطي الأزمات، فالمرأة تتميز بالصبر والعزيمة عند إدارة الأمور ومواجهة المشكلات، مع ضرورة وضع أهداف تسعى لتحقيقها بشرط أن تكون مناسبة لوضعها المادي والنفسي لتجنب الشعور باليأس والإحباط، وحضور الدورات التدريبية التي تساعد على تعزيز مهاراتها في التفكير والتحليل المنطقي، كما يجب التخطيط للقيام بالرحلات الترفيهية وزيارة أماكن سياحية جديدة لتجديد الطاقة الإيجابية والشعور بالسعادة، وبالنسبة للفتاة التي أنهت علاقتها قبل الارتباط يجب عليها التفكير بشكل إيجابي وبدء علاقة جديدة في الحب والزواج ومحاسبة نفسها جيدا، وهذا أمر ضروري لمعرفة ما انتهت العلاقة عليه والتعلم من أخطاء الماضي وعدم الندم عليها.

وبالنسبة للمرأة العاملة كيف تشعر بالسعادة وسط ضغوط العمل والحياة اليومية؟ 

تبذل المرأة العاملة جهدا أكبر وتتحمل مسئولية أكثر ما يجعلها تفقد الشعور بالسعادة، لذا يجب عليها أن تفكر في إسعاد نفسها من خلال التنزه والترفيه مع الصديقات دون اصطحاب الزوج والأبناء كي تتخلص من الضغوط النفسية، كما أن النجاح في العمل يسبب الشعور بالسعادة لذلك لابد من القيام بالتخطيط الجيد ووضع هدف للنجاح والترقى. 

وأخيرا ما النصيحة التي تقدمها للمرأة حتى تحفاظ على سعادتها؟ 

تجنب الاعتماد العاطفي على الآخرين سواء الأصدقاء أو شريك الحياة أو الأقارب، فالاستقلال العاطفي يمنحنا الحرية في الاختيار واتخاذ القرار السليم، وضرورة أن تحب المرأة والفتاة وضعها في كل حال، والتفكير بشكل إيجابي واتباع نمط حياة صحي كالحرص على سماع الموسيقي التي تعد غذاء للروح حيث تمنح الهدوء النفسي والاسترخاء والشعور بالبهجة والسعادة، وكذلك لابد من كتابة وتدوين ما تمر به المرأة من مواقف وأحداث سلبية وإيجابية لتفريغ طاقات الحزن والإحباط التي قد تشعر بها، مع ضرورة تقبل المرأة لذاتها وإدراكها بأنها قادرة على أن تعيش الحب تجاه ذاتها دون الاعتماد على الآخرين.