ابتسام أشرف
نبحث جميعا عن سبل وأساليب لتربية أبنائنا تحافظ عليهم أسوياء وتخرجهم أشخاصا نافعين لأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم، ولتحقيق ذلك يجب أن تكون العلاقة صحية بين الطرفين ولا تعرضهم للخطر في المستقبل فتربية الأطفال ليس بالأمر السهل، فإما أن تكون صحيحة وسليمة وإما أن تكون فاشلة تنتج عنها سلبيات بسبب عدم قدرة الوالدين على تأدية واجبهما على أكمل وجه، وللتعرف على أساليب وأسس التربية السليمة التقت "حواء" د. هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء، ورئيس اللجنة الوطنية لتيسير الأعمال لبرنامج المنح الصغيرة فكان هذا الحوار.
في البداية كيف نعطي الطفل التدليل اللازم دون إفساده؟
يعد التدليل أحد طرق التربية ويحافظ على الصحة النفسية للطفل لكن تختلف طريقة التدليل حسب السن والموقف والظروف والوقت، وكذلك درجة التطور الجسمي والوجداني للأبناء، حيث إننا نستطيع أن ندلل الصغير بضحكة على عكس مرحلة المراهقة يتمثل التدليل فى خروجه مع أصدقائه لكن كل يتوقف على قواعد ومبادئ الأسرة.
وهل رفض طلبات الأبناء يعد أسلوبا خاطئا فى التربية الحديثة؟
لا شك أنه من الصعب النزول على كافة رغبات الأبناء وتلبية طلباتهم بل هناك وقت يجب إعلان الرفض فيه خاصة عندما يأتي الأمر بأذى للطفل أو لغيره بالقول أو الفعل، أو عند محاولة كسره للثوابت وقواعد الأسرة الأساسية، وعند استشعار خطر يحيط بهم لم يدركه عقله بعد، لكن يجب أن تكون كلمة "لا" قائمة على قواعد، ويجب شرحها وتفسيرها ومناقشة ذلك سواء قبل الموقف أو بعده.
هل رفع الحواجز المادية والمعنوية بين الآباء والأبناء صحيح؟
لا غير صحيح خاصة مع السن الصغيرة، حيث إن رفع الحواجز ليس نوع من أنواع المشاركة وقد يصل إلى حد الإفساد، وهو مرتبط بالسن، ففي السن الصغيرة يحتاج الأطفال إلى مرشد يضعون فيه ثقتهم، لكن فى سن المراهقة والشباب يحتاج أكثر للصداقة لكن مع حفظ الهيبة وأن يعرف أنه في النهاية سواء الأب أو الأم أنهما نقطة قوته.
ما أهم المبادئ التي يجب زرعها في الصغار؟
الصدق والأمانة في القول والفعل، واحترام الكبير وتوقيره، وأيضا الكرم وحب الوطن والانتماء للأسرة والمجتمع والوطن.
وما أفضل الهوايات التي يجب تعليمها لأطفالنا؟
يجب أن تتنوع الهوايات التي نعلمها لأطفالنا بين رياضية وفنية، وفردية وجماعية، فلا ضرر من لعب لعبة رياضية فردية لكن يجب الاشتراك في لعبة جماعية تعلم المشاركة والعمل الجماعي، ويجب تعليمهم الهوايات الفنية كالرسم والموسيقي التي تنمي الروح لديهم وتوسع مداركهم، وفي النهاية يجب أن نرجع إلى قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمْ السِّبَاحَةَ والرِّمَايَةَ وركوب الخيل".
هل يمكن التعرف على بعض السلوكيات التى لا ينساها الطفل من أبويه؟
أولا الصلاة فإذا رأى الطفل الأب والأم ملتزمين بالصلاة سوف يلتزم بها وتصبح شيئا أساسيا في حياته، بالإضافة إلى توقير كبار السن، وزيارة الأقارب وصلتهم، والعطف على الفقير والمحتاج ووضعهم ضمن أولياتهم، وحسن معاملة من يقدمون خدمات معاونة لهم سواء في المنزل أو العمل أو المدرسة كالسائق وعامل النظافة والمساعدين بالمنزل وكذلك الرفق بالحيوان.
وماذا عن الصفات السيئة التي لا ينساها الأطفال من آبائهم؟
التعنيف بكل أشكاله سواء موجه له أو لأي فرد في الأسرة فهو أيضا يظل متأثرا به، وكذلك المقارنة بين أبناء الأسرة الواحدة في التحصيل الدراسي أو الشكل أو المقارنة بينه وبين أقرانه.
ساحة النقاش