أسماء صقر

لأن الأطفال والشباب هم أمل المستقبل والذراع التى تبنى بها الأوطان كان تعزيز الانتماء بداخلهم وغرس حب الوطن بنفوسهم ضرورة قصوى لمواجهة التحديات وحمايتهم من الانجراف وراء الشائعات والوقوع فى شراك أعداء الوطن، ويعد تعريفهم بما حققته الدولة من إنجازات فى مختلف المجالات أنسب الطرق لتحقيق هذا الهدف، لكن كيف يمكن تعريفه بهذه الإنجازات بطريقة تتناسب مع عقولهم ومستوياتهم الفكرية؟

في البداية يقول د. حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: توعية الأبناء بالإنجازات التى حققتها الدولة واجب وطني على الأسرة، وهناك أساليب تربوية يمكن اتباعها لتحقيق ذلك، فالطفل في سن الحضانة يمكن تعريفه من خلال الألعاب والأناشيد الوطنية، وعلى المعلم في الفصل المدرسي دور في معرفة الطلاب بالإنجازات والمشروعات التنموية التي قامت بها الدولة، كما أن للأسرة دورا في غرس المواطنة في نفوس الأبناء منذ الصغر، فهي المسئولة عن تنمية وبناء شخصيتهم السوية.

ويتابع: يتطلب بناء الوطن تنشئة جيل قادر على تحمل المسئولية، لذلك يجب على الوالدين تربية أبنائهما على تحمل المسئولية وتعويدهم على مساعدة الآخرين من خلال المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية وذلك لتعزيز السلوك الإيجابي بداخلهم، مع ضرورة توجيههم لوضع أهداف في حياتهم والسعى لتحقيقها، وكذا ممارسة الرياضة فهى من الأمور التي تساعد على تعليم الأبناء تحمل المسئولية خاصة الرياضات الجماعية، ويمكن الاعتماد على الإنترنت في معرفة إنجازات الدولة ومتابعة الأحداث السياسية والمشروعات التنموية، وحتى نربي أبناءنا على حب الوطن يجب على الوالدين تعويدهم الاعتماد على النفس وتوجيههم بشكل سليم واتباع أسلوب المرونة في التعامل معهم ومساعدتهم على مواجهة المشكلات والتفكير في حلها بطريقة منطقية فهذا من شأنه بناء شخصيات متزنة تتسم بالعقلانية والتفكير المنطقي والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة في حياتهم اليومية والمستقبلية. 

من جانبها تثمن د. حنان محمد فوزي، أستاذ تربية الطفل ووكيل كلية التربية للبحوث والدراسات العليا بكلية التربية للطفولة جامعة المنوفية من دور وسائل الإعلام المختلفة في عرض الإنجازات التي تحققها الدولة أمام أعين الأبناء باستمرار كي يتشكل الوعي لديهم، لافتة إلى ضرورة تقديم نماذج ناجحة يقتدى بها الأبناء، وتثمين دور الشهداء فى تحقيق رفعة الوطن والحفاظ على سلامته وأمنه، مع التأكد على أهمية دور الشرطة المدرسية وتحية العلم والنشيد الوطني في طابور الصباح لتعزيز حب الوطن داخل الأبناء.

مراحل عمرية

أما عن المرحلة العمرية المناسبة لتعزيز حب الوطن فى نفوس الأبناء فيقول د. شحاتة سليمان محمد حسب الله، أستاذ علم نفس الطفل والصحة النفسية والتربية الخاصة ورئيس قسم العلوم النفسية بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة القاهرة: يجب تنمية مفهوم الانتماء لدى الطفل منذ نعومة أظافره، فى مرحلة الروضة يتعلم الطفل الانتماء للفصل وممارسة الأنشطة الجماعية مع الأصدقاء كالمسابقات والتى يتعلم من خلالها المشاركة والتعاون، أما عن الدور الذي تقوم به الدولة والجيش والشرطة لحماية المواطنين والمنشآت العامة والمشروعات التنموية فيمكن تعريفهم به فى مرحلة المدرسة من خلال  الأنشطة الدرامية التي تبرز أهمية دور ضابط الشرطة والجيش في المجتمع، على أن يكمل الوالدان ذلك الدور داخل الأسرة بمعرفتهم بنجاح الدولة في القضاء على العشوائيات وتقديم كافة الخدمات التى تضمن حياة كريمة للمواطنين.

ويؤكد د. حسن شحاتة، أستاذ التربية بجامعة عين شمس على أن الإعلام والمدرسة والمنزل المثلث الذهبي لتنمية الولاء والانتماء للوطن لدى الأبناء، ويقول: على الوالدين اصطحاب الأبناء فى زيارات ميدانية للمتاحف العسكرية وبانوراما حرب أكتوبر للاستماع إلى المحاضرات التى تتضمن قصص البطولات والتضحيات التى قدمها الشهداء والرجال الأوفياء، بجانب العريف بإنجازات الدولة من إقامة المشروعات العمرانية والمدن الجديدة والمصانع وتمهيد الشوارع وبناء الكباري والتوسع الزراعي وإقامة المعارض وغيرها من إنجازات متنامية حضارية واجتماعية واقتصادية وسياسية وجهود وطنية على مستوى الجمهورية. 

المحافظة عليها واجب وطنى 

تقول د. منار عبد الفتاح، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية: قامت الدولة بالعديد من الإنجازات التي تستحق أن يعرفها الأبناء كي يتشكل بداخلهم حب الوطن والذى يعد القيمة الإيجابية التي يجب على الأسرة غرسها في نفوس الأبناء منذ الصغر، وتعريفهم أن العادات والتقاليد المجتمعية جزء لا يتجزأ من الانتماء للوطن واحترام قوانينه وثقافته.

وتنصح د. منار بأهمية تعليم الأبناء المحافظة على المشروعات التنموية التى نفذتها الدولة، فعلي الطالب في المدرسة المحافظة على بناء ونظافة الفصل والمدرسة، كما يجب تعريف الأبناء من خلال الأسرة ووسائل الإعلام المختلفة ببرامج الحماية الاجتماعية التى عنيت بتحسين مستوى معيشة الفرد، فضلا عن إنجازات الدولة في تطوير  التعليم واستخدام الذكاء الاصطناعي، وأيضا تنمية القرى الريفية.