سماح موسى
بعد النجاح الباهر للمرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة تبدأ الحكومة تنفيذ المرحلة الثاني من المبادرة لاستكمال أهدافها فى توفير حياة أفضل للمواطن المصري، د. آمال إبراهيم، رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية تتحدث إلى "حواء" عن الآثار الاجتماعية للمشروعات والحملات التى نفذتها المبادرة فى مرحلتها الأولى، وتطلعاتها لما يمكن أن تشمله مرحلتها الثانية.
فى بداية حديثها أوضحت د. آمال أن المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة تسعى نحو ريف أكثر عدالة وازدهارا، وترسيخ مبدأ توسع نطاق التنمية لتجعل من الريف المصري نموذجا حيا للتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
وتقول: هذه المرحلة الجديدة ليست فقط استكمالا للمجهودات السابقة بل هي نقلة نوعية تستهدف تحسين جودة حياة الملايين في القرى المصرية وتوفير بيئة داعمة للإنتاج، وتستهدف هذه المرحلة 20 محافظة مصرية يستفيد منها أكثر من 21مليون مواطن ما يعكس التوسع الكبير في مظلة الدعم والخدمات، وترتكز مشروعات هذه المرحلة على البنية التحتية والخدمات الأساسية التى تمس الحياة اليومية للمواطن.
إذا تحدثنا على الصعيد الاجتماعى كيف غيرت المبادرة حياة المواطن المصري؟
لم تقتصر أهداف المبادرة على تحسين الخدمات بل ساهمت في إحداث تحول في الوعي المجتمعي وسلوك الأفراد تجاه قراهم، فعندما تتوفر طرق ممهدة وخدمات ومياه وكهرباء يصبح التنقل أسهل وتقل تكلفة الإنتاج ما يشجع على الاستثمار في الزراعة والصناعات الصغيرة الأمر الذى يشجع المواطنين على البقاء في قراهم بدلا من النزوح لمحافظات القاهرة الكبرى، وعندما يرى المواطن قريته تتغير للأفضل يشعر بالفخر والانتماء والمسئولية ويصبح أكثر وعيا بدوره في تطوير محيطه وحماية مكتسباته، كما أن المرحلة الثانية ليست مجرد تطوير عمراني أو خدمى بل رؤية شاملة لإنصاف الريف المصري وإعادة دمجه في معادلة التنمية وتعزيز شعور المواطن بأن له مكانا ودورا في مستقبل الوطن، وهذا تجسيد عملي لحلم العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة في أبسط صورها وأكثرها تأثيرا، كما أن إنشاء المدارس استثمار في الإنسان وبنائه للانتماء حيث انعكست إيجابا على حياة الطلاب وأسرهم، تجلى ذلك فى تحسين جودة التعليم والحياة الأسرية من خلال تقليل الوقت والجهد على الطلاب وذويهم وكذا التكلفة المالية للتنقل من قرية لأخرى، فضلا عن مواجهتها لتسرب الفتيات من التعليم نتيجة بعد المدارس عن محل سكنهن، كما أن قرب المدرسة سهل من التواصل المستمر بين الأسرة والمعلم ما عزز من متابعة الأداء المدرسى والسلوكي للطلاب، وقد عززت المدارس الانتماء المجتمعي وأصبحت أكثر من مجرد مكان للتعليم بل تحولت إلى مركز ثقافي واجتماعي داخل القرية وجعلت الطلاب أكثر وعيا بمحيطهم واستعدادا للمساهمة في تنميته.
ما الذي تطلعين أن تسعى المرحلة الثانية من المبادرة إلى تحقيقه؟
"حياة كريمة" واحدة من أعظم مشروعات التنمية المتكاملة في تاريخ مصر الحديث ونموذجا ملهما لما يمكن أن تفعله الإرادة السياسية حين تتوجه نحو المواطن البسيط، إلا أن اكتمال العيشة الكريمة لا يتحقق فقط بالبنية التحتية والخدمات الأساسية بل يتطلب نظرة أعمق إلى الإنسان ونفسيته وطموحه في البقاء لا الهجرة، والانتاج لا الاستهلاك، لذا أتمنى تكثيف حملات التوعية المجتمعية بالسلوكيات والمهارات الحياتية التى تزرع في المواطن الإحساس بالمسئولية والانتماء وتفتح أمام الشباب آفاق التفكير والتخطيط لمستقبل أفضل، بالإضافة إلى الاهتمام بالصحة النفسية فهي أساس التنمية الحقيقية وذلك من خلال إنشاء وحدات دعم نفسي أولى داخل القرى مع تدريب كوادر محلية على التدخلات النفسية البسيطة خاصة القرى التي تتزايد فيها معدلات الطلاق والتفكك الأسري والعنف، أيضا العدالة الثقافية والإبداع المحلي فالثقافة ليس رفاهية بل هي ما يصنع شخصية المجتمع لذا أقترح توفير مكتبات متنقلة وورش فنية للأطفال ودعم المواهب الريفية في الحرف والفنون حتى يشعر الطفل أنه يستطيع أن يحلم داخل قريته لا أن يهرب منها، كما يمكن تشكيل مجالس قروية تطوعية تضم الشباب والنساء وكبار السن لمتابعة التنفيذ.
وأخيرا ما رسالتك إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي مع انطلاق المرحلة الثانية من المبادرة؟
رسالتى شكر من القلب إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، شكرا لأنك لم تنس القرى ولا الإنسان البسيط ولا الكرامة التي لا تقاس بعدد المبادرات أو المشروعات التنموية بل بضحكة طفل وبكرامة امرأة وأمل شاب قرر أن يبق في أرضه يصنع مستقبله فيها، "حياة كريمة" ليست مجرد مشروع بل رؤية دولة وضمير قائد وصوت مجتمع يريد أن يحيا بكرامة ويصنع الفرق.
ساحة النقاش