أميرة إسماعيل 

منذ انطلاق مبادرة حياة كريمة في مختلف قرى مصر عام ٢٠١٩ وهي تعمل على رفع مستوى المعيشة والارتقاء بالترتيب العالمي لمستوى معيشة المواطن المصري من خلال مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الحاسمة وفي كل مناحي الحياة لتغيير الوضع الاقتصادي للأسر والدولة، وللتعرف عن قرب عن مدى تأثير المبادرة كان لحواء لقاء مع د. السيد خضر، مدرس الاقتصاد جامعة الزقازيق ومدير مركز الغد للدراسات الإستراتيجية والاقتصادية.

كيف أثرت مبادرة حياة كريمة على الوضع الاقتصادي للأسرى خاصة وقرى مصر عامة؟

لا أحد ينكر دور "حياة كريمة" فى تحسين جودة الحياة في القرى الأكثر احتياجًا من خلال مجموعة من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التى تهدف إلى تحسين البنية التحتية والتى تشمل تطوير شبكات الطرق والمياه والكهرباء بما يسهل حركة التجارة ويزيد من فرص العمل ويعزز القدرة الاقتصادية للأسرة.

ما هو دور حياة كريمة الاقتصادى فى القرى الأكثر احتياجا؟

يتمثل دور حياة كريمة الاقتصادى فى عدة محاور ، أولها دعم المشروعات الصغيرة، حيث يقدم البرنامج تمويلًا وتدريبًا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بما يعزز من القدرة الاقتصادية للأسر، بجانب زيادة فرص العمل من خلال تحسين البيئة الاقتصادية، حيث يتم خلق وظائف جديدة بما يسهم في تقليل معدلات البطالة، بجانب تعزيز الخدمات الصحية والتعليمية، كما يركز البرنامج على تحسين الخدمات الأساسية ما يؤدي إلى تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية، وبالتالي زيادة الإنتاجية، كما يشجع البرنامج على المشاركة المجتمعية وزيادة وعي السكان وتعزيز روح التعاون بين أفراد المجتمع، كما ساهمت المبادرة فى تشجيع الاستثمار من خلال جذب المستثمرين إلى القرى عن طريق تحسين البيئة الاقتصادية ما أدى إلى إنشاء مصانع ومشروعات جديدة توفر وظائف لقاطنى هذه المناطق، كما يقدم البرنامج دورات تدريبية لتطوير مهارات السكان الأمر الذى انعكس على تأهيلهم للتوظيف في مجالات مختلفة.

دعم الزراعة وتعزيز السياحة

يقول د. خضر: ساهم تعزيز الزراعة المستدامة وتوفير موارد ووسائل حديثة للمزارع في زيادة الإنتاج وخلق فرص عمل في القطاع الزراعي، كما عززت السياحة المحلية وتطوير المعالم السياحية والأنشطة الثقافية جذب الزوار، مما يخلق فرص عمل في مجالات السياحة والمطاعم والخدمات، بالتالي يسهم البرنامج في رفع مستوى المعيشة وتقليل معدلات البطالة من خلال تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل متنوعة للسكان.

أما عن دور حياة كريمة فى دعم المرأة المعيلة فلفت أستاذ الاقتصاد إلى أن "حياة كريمة" قدمت دعمًا كبيرًا لها ما ساعد في تعزيز دورها الاقتصادي والاجتماعي، وذلك من خلال تمويل المشروعات الصغيرة، حيث يوفر البرنامج قروضًا ميسرة للنساء لبدء مشروعات صغيرة، كما يقدم دورات تدريبية في مجالات مثل الحرف اليدوية والتصنيع والزراعة، مفضلا عن مساعدتهن للوصول إلى الأسواق، حيث يسعى البرنامج لتوفير منصات تسويقية لمنتجات مشروعاتهن، بالإضافة إلى دعم الجمعيات النسائية حيث يعزز البرنامج دور الجمعيات الأهلية التي تدعم المرأة، وينظم ورش عمل توعوية حول حقوق المرأة وأهمية دورها الاقتصادى، فضلا عن توفير الخدمات الصحية والاجتماعية وتحسين الخدمات الصحية والتربوية التى تعزز من جودة حياة المرأة وأطفالها.

سكن كريم

يشير د. السيد خضر إلى أن "حياة كريمة" ساهمت في توفير سكن كريم في القرى الأكثر احتياجًا من خلال تطوير البنية التحتية وتحسين الطرق والمرافق العامة ما سهل الوصول إلى المناطق السكنية وضاعف قيمة العقارات وحفز على بناء وحدات سكنية جديدة، كذلك يقدم البرنامج قروضًا ميسرة للأفراد لبناء أو ترميم المنازل ما يساعد الأسر في الحصول على سكن ملائم من المشروعات السكنية المتكاملة، كما نفذ البرنامج مشروعات إسكانية توفر وحدات سكنية بأسعار معقولة ما سهل على الأسر ذات الدخل المحدود الحصول على مسكن مناسب.

وكيف يعزز "العمل التطوعى" الدور الاقتصادى ل"حياة كريمة"؟

لبرنامج "حياة كريمة" تأثير كبير في تشجيع العمل التطوعي بما يسهم في تدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل من خلال توفير الفرص التطوعية التى تكسبهم خبرات عملية ومهارات جديدة، كذلك يعقد البرنامج ورش عمل تدريبية في مهارات مثل القيادة والعمل الجماعي وإدارة المشاريع ما يعزز من قدرات الشباب ووعيهم المجتمعي، كما يتيح العمل التطوعي للشباب التواصل مع محترفين وأفراد ذوي خبرة مما يفتح أمامهم فرص عمل مستقبلية.

وينهى د. خضر حديثه قائلا: تطوير الاقتصاد في القرى الأكثر احتياجًا يساهم بشكل كبير في مساعدة السكان على التسويق لمشروعاتهم من خلال تحسين الوصول إلى الأسواق عبر تمهيد الطرق وتسهيل حركة النقل الأمر الذى يمكن أصحاب المشروعات من الوصول إلى الأسواق بسهولة أكبر، وبالتالي زيادة مبيعاتهم وتقليل تكاليف النقل ما يسمح لهم تقديم أسعار تنافسية وفتح أسواق جديدة ما يزيد من قاعدة عملائهم ويعزز فرص تحقيق الأرباح، كما تتيح لأصحاب المشروعات الصغيرة فرصة تسويق منتجاتهم للزوار وتسهيل الوصول إلى المواد الخام.