أسماء صقر
أكد د. وليد هندى، أستاذ الطب النفسى واستشارى الصحة النفسية أن الاستخدام الخاطئ لمواقع الفيديو والتواصل الاجتماعي وممارسة الألعاب الإلكترونية الخطيرة تؤثر على تفكير الأبناء وتدفعهم للانتحار وتعرضهم للإصابة بالأمراض النفسية والعضوية التي تحدث خللا في بناء شخصياتهم وسلوكياتهم.
وأوضح د. وليد فى حواره مع "حواء" الأمراض العضوية المصاحبة لفرط استخدام الإنترنت كالشعور بالأرق والتوتر والقلق النفسي والميل للوحدة والعزلة الاجتماعية عن الآخرين والاكتئاب والتبول اللاإرادي وعدم الاهتمام بالمذاكرة وتحقيق النجاح الدراسي، وعدم القدرة على التركيز وتشتت الإنتباه وضعف مهارات التواصل مع الآخرين، والإصابة بجفاف العين وآلام الرقبة والظهر.
كما قدم عددا من النصائح التى تمكن الأسرة من تجنيب أبنائها مخاطر الاستخدام الخاطئ لهذه المواقع وإلى نص الحوار.
في البداية ما الأمراض العضوية والنفسية التي تصيب الأبناء عند استخدام مواقع الفيديو والتواصل الاجتماعي بشكل خاطئ؟
أصبح الإنترنت جزءا لا يتجزأ من حياة الأشخاص خاصة الأطفال، وعلى الرغم مما يوفره الإنترنت من فرص معرفية كبيرة إلا أن استخدامه المفرط يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تصيب الأبناء نفسيا وجسديا وسلوكيا، كضعف النظر وآلام الظهر وتشوه القوام والتهابات المفاصل، وهذه الأمراض كانت تصيب الكبار فقط، لكن الآن أصبح هناك أطفال مصابون بها، بجانب السمنة والسكري وتصلب الشرايين التى قد تصيب الأبناء نتيجة عدم ممارسة الرياضة، فضلا عن الإصابة بالأمراض النفسية وضياع بهاء الوجه وتشوه صورة الجسم والإصابة بالاضطرابات النفسية، لذا من الضروري تفاعل الوالدين مع الأبناء والحرص على وجود حوار أسري بينهم يشكلون من خلاله وعيهم ووجدانهم النفسي بشكل سليم، وبجانب هذه المشكلات الصحية قد يصاب الطفل بأمراض عقلية كمتلازمة اسبرجر وهي عبارة عن اضطراب في النمو العصبي يعانى فيها الطفل صعوبة التفاعل الاجتماعي والتواصل غير اللفظي، بالإضافة إلى أنماط مقيدة ومتكررة من السلوك والاهتمامات، حيث يقضي الطفل أغلب وقته أمام التابلت والتواصل على الإنترنت ما يجعله يعاني القسوة العاطفية وهذه المتلازمة يصاب بها الأطفال من سن 4 سنوات لما فوق نتيجة الإفراط في استخدام مواقع الفيديو والتواصل الاجتماعي، وهناك أمراض أخرى منها التوحد وضعف المهارات الاجتماعية، ومن الأمراض النفسية التي يصاب بها الأبناء الاكتئاب والعزلة عن الآخرين والميل للوحدة والانطوائية عند التعامل مع الآخرين والشعور بفقدان الثقة بالنفس وتدني احترام الذات.
وما الأضرار النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأبناء نتيجة الاستخدام الخاطئ للإنترنت؟
التعرض للتنمر والابتزاز الإلكتروني وانتهاك الخصوصية، بجانب إيذاء النفس والانتحار الذى يحرض عليه عدد من الألعاب الإلكترونية، وهناك أضرار اجتماعية منها فقدان الهوية وعدم التفكير المنطقي والموضوعي وعدم الرغبة في تكوين صداقات مع الآخرين، وفقدان القدرة على التفاعل الاجتماعي مع المحيطين به، وتشير الدراسات التربوية إلى أن الاستخدام المفرط للإنترنت يعرض الأبناء إلى التأخر الدراسي لاسيما في مراحل التعليم المختلفة سواء الأساسي أو المرحلة الإعدادية والثانوية، فاستخدام مواقع الفيديو المصورة والتواصل الاجتماعي بشكل خاطئ يعطل القدرات العقلية للأبناء نتيجة الإنشغال العقلي بمشاهدتها وممارسة الألعاب الإلكترونية وإدمانها.
وكيف نوجه الأبناء لاستخدام مواقع الفيديو والتواصل الاجتماعي بطريقة إيجابية؟
من خلال تحقيق البعد الاجتماعي والنفسي لهم، وتوحيد جهة تلقي القيم والمعايير الأخلاقية والتي يجب أن تكون من الوالدين، وإعطائهم الثقة بالنفس وتقوية روابط الحب والأمان النفسي، ومناقشتهم بصفة مستمرة عن العادات والتقاليد والقيم السليمة التي تربينا عليها، وذلك بجانب دور المعلم في المدرسة وقدرته على تشكيل الوعي السليم لدى الطلاب في الفصل، وأيضا النوادي ومراكز الشباب من خلال عقد ندوات توعوية بمخاطر تلك المواقع، كما لا يمكن إغفال أهمية الخطاب الديني في تعزيز القيم والأخلاق الحميدة.
عند إصابة أحد الأبناء بمثل هذه الأمراض النفسية كيف يمكن التعامل معهم؟
يقوم الأخصائي النفسي في البداية بتحديد المشكلات النفسية والسلوكية التي يمر بها الأبناء، ثم يضع خطة للعلاج مع الأسرة والمدرسة تشمل التوعية وتقنين استخدامه لتلك المواقع أو حجبها بالكلية، والتركيز على الرقابة الأسرية ومتابعة سلوك الطفل أو الشاب وطريقة تفاعله مع أصدقائه في المدرسة وتعاونه معهم في الأنشطة المدرسية، ومعرفة مستواه الدراسي باستمرار، ودعمه نفسيا من خلال تحفيزه على النجاح ومكافأته وترك حرية الاختيار له ليتعلم تحمل مسئولية اختياراته وقرارته.
وما طرق الوقاية لتجنيب أبنائنا الإصابة بهذه الأمراض؟
البداية تكون من الأسرة وأهمية تنظيم الوقت لدي الأبناء وعدم استخدام تلك المواقع لمدة طويلة واصطحاب الوالدين لهم للترفيه، وتوجيههم لمعرفة كيفية تكوين أصدقاء جدد بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي سواء في النادي أو المدرسة، وإشراكهم في الأنشطة الفنية والرياضية، كما يمكن وضع تطبيق على الهاتف أو التابلت من خلاله يقوم الوالدين بمراقبة الأبناء لمنعهم من مشاهدة المحتويات غير اللائقة اجتماعيا وأخلاقيا، ومشاركة الوالدين الأبناء سماع الفيديوهات والمحتويات التي تناسب الفئة العمرية لهم، وتشجيعهم على عرض مواهبهم من خلال عمل فيديوهات فنية وموسيقية جيدة لتنمية قدراتهم الإبداعية، كما يمكن تعليم الطفل كيفية البحث عن المعلومات الصحيحة، وهذا يشبع رغبته في استخدام مواقع الفيديو والتواصل لاستكشاف مجالات جديدة تشبع فضوله بشكل مفيد وآمن.
أخيرا بماذا تنصح الأبناء عند استخدام مواقع الفيديو والتواصل الاجتماعي؟
يجب على الأبناء الاستفادة من هذه المنصات في التعلم والتواصل مع الآخرين، وتنمية المهارات بشرط وضع ضوابط وحدود زمنية معينة عند مشاهدتها، والتأكد أن ما تقدمه من محتوى هادف يمكن من خلالها التعرف على الثقافات الأخرى مع الحفاظ على ثقافتنا وقيمنا المجتمعية.
ساحة النقاش