ابتسام أشرف

شهدت المرأة المصرية خلال السنوات الأخيرة مكتسبات غير مسبوقة على المستويات الاجتماعية والقانونية، بفضل إدارة سياسية داعمة ورؤية إستراتيجية واضحة، فقد تحولت شعارات تمكين المرأة إلى واقع ملموس عبر قوانين وتشريعات تحميها، ومبادرات قومية تعزز مكانتها في العمل والمجتمع، الأمر الذي جعل عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي يوصف بالعصر الذهبي للمرأة المصرية، وفي هذا السياق، تتحدث قيادات مجتمعية بارزة عن أبرز هذه المكاسب.

فى البداية تقول عبير الغازي، مقرّرة سكرتارية السلامة والصحة المهنية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر وعضو المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة: تبذل مؤسسات الدولة جهودا متكاملة لتمكين المرأة على الصعيد الاجتماعى وفى مقدمتها المجلس القومى للمرأة والذى يحرص على الوصول إلى كل فئات المرأة فى المجتمع، من العاملات في المصانع إلى ربات البيوت في القرى والمناطق النائية، من خلال قوافل ميدانية تشمل؛ حملات التوعية بحقوق العاملات داخل مواقع العمل والمناطق الصناعية، مع تقديم إرشادات عن معايير السلامة والصحة المهنية وكيفية الحصول على حقوقهن التأمينية، وإطلاق برامج دعم المشروعات الصغيرة، حيث يتم تدريب السيدات على إدارة مشروعات منزلية مثل صناعة المخبوزات، وإعادة تدوير الخامات، وتسويق المنتجات عبر المنصات الرقمية، ما يفتح لهن أبوابًا جديدة للدخل المستدام، بالإضافة إلى تنظيم ندوات التثقيف الصحي التي تركز على الوقاية من الأمراض المزمنة، والفحص الدوري، وأهمية التغذية السليمة خاصة للأمهات العاملات.

وتضيف: يتعاون المجلس مع وزارة القوى العاملة لتنظيم ورش عمل عن قواعد السلامة داخل أماكن العمل، وكيفية الإبلاغ عن أي انتهاكات أو مخاطر، مع توفير خط ساخن لتلقي الشكاوى بشكل سري وسريع، كما تم توسيع نطاق حملات استخراج بطاقات الرقم القومي المجانية لتشمل السيدات ذوات الإعاقة وكبار السن، إلى جانب تدريبهن على استخدام الخدمات الرقمية الحكومية لتسهيل حياتهن اليومية، وقد امتدت المبادرات التى يطلقها المجلس لتشمل التثقيف الأسري، حيث تُعقد لقاءات مفتوحة حول قضايا التربية الإيجابية، والتعامل مع العنف الأسري، وأهمية مشاركة الزوج في المسئوليات المنزلية، ما يعزز مفهوم الشراكة الحقيقية بين الرجل والمرأة.

مشاركة سياسية ونقابية غير مسبوقة

تؤكد رشا حسين، أمينة المرأة بالنقابة العامة للبريد المصري ونائب سكرتارية المرأة باتحاد عمال مصر أن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى أن ما تحقق من مكتسبات غير مسبوقة يعكس إيمان الدولة الحقيقي بقدرات المرأة ودورها المحوري في بناء الوطن.

وتقول: منذ إعلان عام 2017 عاما للمرأة تحت شعار عظيمات مصر شهدنا حراكًا واسعًا من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لتمكين المرأة وتأهيلها لتولي المناصب القيادية، من خلال إعداد صف ثانٍ من الكوادر النسائية القادرة على إدارة مختلف القطاعات، كما أن القرارات التاريخية التي تبناها الرئيس، وعلى رأسها تخصيص كوتة للمرأة في المجالس النيابية والمحلية مثلت دفعة قوية للمرأة العاملة والنقابية، حيث أصبحت ممثلة في جميع اللجان النقابية العمالية، بل وتولت لأول مرة رئاسة نقابة عامة ورئاسة اتحاد محلي العاصمة الإدارية، فضلاً عن مشاركتها في مجالس إدارات النقابات العامة.

من جانبها تشيد د. جميلة نصر، نقيب الأطباء بمحافظة الإسماعيلية وأستاذ أمراض القلب ورئيس قسم القلب بمجمع الإسماعيلية الطبي بما تحقق من مكتسبات خلال السنوات الأخيرة، واصفا إياه بالتحول الاستثنائي في تاريخ مصر الحديث، ليس فقط من حيث القوانين، بل من خلال الإرادة السياسية التى دعمت حضور المرأة في كل القطاعات.

وتقول د. جميلة: شمل تمكين المرأة الأبعاد والنواحى الاجتماعية حيث تم إطلاق مبادرات قومية مثل حياة كريمة التي رفعت مستوى المعيشة في القرى والمناطق الريفية، وأتاحت فرصًا أكبر للتعليم، ونجحت في تقليل نسب التسرب المدرسي وتحقيق توازن ملحوظ بين الذكور والإناث في الجامعات، أما في مجال الوعي والحماية القانونية فقد تم إنشاء وحدات متخصصة لمكافحة العنف ضد المرأة في الجامعات والمجتمعات المحلية، وتم تعديل القوانين الخاصة بالحضانة والطلاق والنفقة ما وفر مظلة حماية قوية للمرأة المصرية.

تشريعات رادعة

يؤكد محمود سلامة، المستشار القانوني والخبير في قضايا الأسرة أن مكتسبات المرأة في السنوات الأخيرة لا مثيل لها خاصة فيما يخص التشريعات التى واجهت ختان الإناث والتمييز والميراث وحماية الأطفال من جميع أشكال الاستغلال، بما فى ذلك التحرش الجنسي بهم وذلك عبر تعديلات متتالية لقانون العقوبات خلال السنوات الأخيرة، ويضاف إلى هذه المكتسبات الامتيازات التي كفلها قانون العمل الجديد والتي تمثل نقلة نوعية في حماية المرأة العاملة وضمان حقوقها الأسرية، حيث حرص على وضع ضوابط واضحة توازن بين متطلبات سوق العمل واحتياجات الأمومة.

وتقول د. هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع: إن إيمان القيادة السياسية بقدرة المرأة ودورها الفاعل في المجتمع كان العامل الأهم وراء ما حققته من مكتسبات، فقد انعكست هذه الجهود على المرأة البسيطة من خلال حزمة القوانين والقرارات التي انتصرت لها، فحمتها من العنف الأسري، ووضعت حدًا لمعاناة المطلقات والمعيلات عبر برامج مثل "تكافل وكرامة"، إلى جانب قوانين النفقة والرؤية التي حلت كثيرًا من المشكلات الأسرية، ورسخت حقها الشرعي في الميراث، وشددت العقوبات على التحرش والاغتصاب.

وتضيف: نال ملف الصحة اهتمامًا خاصًا من خلال إطلاق مبادرات رئاسية رائدة، أبرزها "100 مليون صحة" التي استهدفت علاج الأمراض المزمنة، إلى جانب حملات موجهة للمرأة تحديدًا مثل صحة المرأة صحة الأسرة، والكشف المبكر عن أورام الثدي، كما امتدت المبادرات لتشمل الأطفال بالكشف عن السمنة والنحافة والتقزم وتقديم العلاج المجاني، ما جعل الصحة أولوية حقيقية تمس كل أفراد الأسرة.

المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 21 مشاهدة
نشرت فى 6 أكتوبر 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,579,168

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز