
انفصلت عن زوجي بعد زواج دام عشر سنوات أثمر عن طفلين في سن الدراسة، وقد قضت المحكمة لي بحضانتهما، لكن طليقي يرفض دفع النفقة الشهرية بحجة أنني أعمل ويمكننى الإنفاق على نفسي، فهل يحق لي المطالبة بالنفقة؟، وما الفرق بين نفقة الزوجة ونفقة الأولاد بعد الطلاق؟
ي.ا القاهرة
النفقة حق واجب لا يسقط إلا بالأداء أو التنازل الصريح، وفي حالة الطلاق تنقسم النفقة إلى نوعين: نفقة زوجية ونفقة للصغار، فالأولى تعرف باسم نفقة العدة والمتعة، ونفقة العدة تستحقها الزوجة المطلقة طلاقًا رجعيًا أو بائنًا لمدة العدة الشرعية "ثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر على الأقل"، بينما تمنح نفقة المتعة للزوجة المطلقة دون رضاها، وتُقدَّر بما لا يقل عن نفقة سنتين طبقًا للمادة 18 مكرر من القانون رقم 25 لسنة 1929 المعدل، وتُحسب بناءً على دخل الزوج وقت الطلاق، ونفقة الزوجية بنوعيها لا تسقط حتى لو كانت الزوجة تعمل أو لها دخل خاص، لأن عملها لا يُعفي الزوج من واجبه الشرعي طالما الزواج كان قائمًا وقت الطلاق.
أما نفقة الأولاد فهي التزام دائم على الأب، وتشمل المأكل والملبس والتعليم والعلاج والمسكن، ولا علاقة لعمل الأم أو دخلها بهذه النفقة، فالقانون يُلزم الأب بالإنفاق على أولاده حتى بلوغ الذكر سن الرشد، وحتى زواج البنت أو حصولها على عمل مناسب.
وفي حالة امتناع الأب عن السداد، يجوز للأم رفع دعوى حبس ضده طبقًا للمادة (76 مكرر) من قانون الأحوال الشخصية، والتي تنص على حبس الممتنع عن أداء النفقة لمدة قد تصل إلى سنة، ما لم يقم بالسداد أو التسوية، كذلك يمكن للأم التقدم بطلب إلى بنك ناصر الاجتماعي لصرف النفقة المقررة بحكم قضائي بشكل شهري، ويقوم البنك بعد ذلك بمطالبة الأب بالمبالغ التي دفعها نيابة عنه.
وخلاصة القول: للزوجة المطلقة نفقة عدة ومتعة، ولا يسقط حقها بسبب عملها، أما نفقة الأولاد، فهي التزام دائم على الأب لا يُسقطه طلاق ولا عمل الأم، ويحق لها المطالبة بها قانونًا والحصول عليها عبر المحكمة أو بنك ناصر الاجتماعي، فالقانون وضع حماية كاملة للأسرة حتى بعد الانفصال، لضمان حياة كريمة للأم والأبناء معا.



ساحة النقاش