حواء: أسماء صقر
تؤثر الشائعات في فترة الانتخابات بشكل مباشر علي العملية الانتخابية حيث تعمل على تضليل المواطنين والتأثير على آرائهم تجاه المرشحين، وحثهم على العزوف عن المشاركة من خلال نشر الأخبار الزائفة التى تشويه الإنجازات وتقزمها، وقد باتت منصات التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لترويج الشائعات خاصة المرتبطة بالمشاعر الداخلية للإنسان وتثير بداخله الخوف والقلق الناتج عن نسج قصص بعيدة عن الحقيقة أو الواقع، فكيف يمكن مواجهة تلك الشائعات خاصة خلال فترة الانتخابات؟
هذا ما يجب عنه د. هنداوي عبد اللاهي حسن، أستاذ الخدمة الاجتماعية وعميد كلية الخدمة الاجتماعية التنموية جامعة بني سويف خلال هذا الحوار..
ما نوعية الشائعات التي تنتشر في الانتخابات وما الهدف من نشرها؟
تنتشر شائعات كثيرة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية حيث إن هذا الاستحقاق هو أهم ثاني استحقاق دستوري بعد انتخابات الرئاسة، ما يجعل من المواطنين عرضة للشائعات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتى قد تنال من المرشحين، وبعضها تتناول العملية الانتخابية مثل الادعاء بأن النتيجة محسومة مقدما أو الترويج عن تزوير أو تعطيل بعض اللجان، وكذلك بعض الشائعات التى قد تفصح عن النتائج قبل إعلانها رسميا لاستباق الحقيقة وإحداث بلبلة، وكل ذلك الهدف منه الترويج ضد شخص معين والتقليل منه والتأثير على رأي الناخبين ونشر الفوضى وفقدان الثقة في الدولة أو في نزاهة الانتخابات، وإحباط الناس ومنعهم من المشاركة أو تقليل نسبة المشاركة.
وكيف نواجهها بشكل شخصي أو على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لمواجهة الشائعات يجب التحقق أولا من المصدر قبل مشاركة أي خبر وإعمال العقل والبحث عن المعلومة الصحيحة، كما يجب الاعتماد على المصادر الرسمية مثل الهيئة الوطنية للانتخابات، والمتحدث الرسمي للحكومة، والصفحات الرسمية للمرشح نفسه، مع الحرص على عدم إعادة نشر الشائعة حتى ولو للتوضيح لأن تداولها يزيد من انتشارها، كما يجب العمل على نشر الحقائق الموثقة بسرعة وبأسلوب بسيط ومن مصادرها.
وما تأثير اصطحاب الأم لأبنائها على تنشئتهم؟
المشاركة في الانتخابات بكافة أنواعها واجب وطني وشكل من أشكال الديموقراطية وأسلوب للتعبير عن الرأي، وتعد المشاركة نموذجا للاقتداء، لذلك يجب على كل شخص مسئول وذو حيثية بالمجتمع أن يشارك برأيه دون إعلان موقفه الشخصي ومرشحه المفضل حتى لا يؤثر على المواطنين التابعين له أو المتأثرين به، أما بالنسبة لاصطحاب الأم لأبنائها عند التصويت في الانتخابات فهو أمر مهم جدا لأن من شأنه تعزيز حب الوطن وغرس قيم المشاركة والمسئولية بنفوسهم.
وكيف نربي أبناءنا سياسيا؟
التنشئة السياسية هي تعريف الأبناء بحقوقهم وواجباتهم تجاه وطنهم ومؤسسات الدولة وتعريفهم بالدستور والقانون والاستحقاقات الدستورية، وتبدأ التنشئة السياسية من البيت والمدرسة والإعلام ويمكن لنا أن نربي أبنائنا سياسيا من خلال الحوار معهم ببساطة وجعلهم يشاهدون الفعاليات السياسية، وغرس قيم الانتماء الأسري أولا بداخلهم وتعويدهم على المسئولية والاستقلالية والمشاركة في كافة الفعاليات والتطوع فيها وتشجيعهم على متابعة الأخبار من مصادر موثوقة وتدريبهم على الحوار الهادف والتفكير التحليلي والبناء وعدم تصديق كل ما ينشر.
وكيف نتعامل مع مواقع التواصل أثناء الانتخابات وننشر الإيجابيات؟
أثناء الانتخابات ومنذ الصباح يتعمد البعض نشر الشائعات وعلينا الحذر الشديد والتأكد من المصادر والاطلاع على الواقع وعدم التفاعل مع المواقع والصفحات المشبوهة ويجب استخدام السوشيال ميديا لنشر مظاهر المشاركة الإيجابية كمشاركة صور من خارج اللجان توضح إقبال المواطنين على التصويت، وتشجيع الناس على التصويت بحرية دون ضغط لصالح شخص معين، وتقديم محتوى وطني راق ومنتمي)، وأيضا نشر بوستات توعية عن أهمية المشاركة وتجنب نشر أي محتوي سلبي أو نشر قصص ومواقف ملهمة عن المواطنين والمبادرات الجميلة في اليوم الانتخابي.
وأخيرا ما الدور التوعوي الذي يجب أن تقدمه الأسرة للأبناء لمواجهة الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي؟
للأم دور كبير في توعية الأبناء بمخاطر الشائعات حيث تقوم بهذا الدور من خلال تعريف الأبناء بالمعلومة الصحيحة والمصادر الموثوقة وتحذريهم من المصادر المشبوهة والأخبار المغلوطة، والحرص على تزويدهم بالمعلومات باستمرار وبطريقة عملية وبالأدلة وليس عن طريق الرد الشفوي فقط، مع ضرورة اهتمام الأم بتوفير أكثر من مصدر لكشف زيف المصادر المشبوهة وتزويد الأبناء بالمعلومات من أكثر من مصدر، مع ضرورة تدريب الأبناء على كيفية الرد على الشائعات بمعلومات موثقة وتعريفهم كيفية حجب تلك المواقع وتجنبها.



ساحة النقاش