<!--<!--  <!--[endif]-->

هل أعجبك العنوان؟!

أعتقد ذلك .. فطوال هذه الأيام ، تصبح «قطعة الطرشى» هي المرام من رب العباد، حتي نستطيع أن نبتلع الطعام مع غياب أو بالأصح مع «ضياع النفس» عن الأكل ، وغياب الشهية عن الطعام

وهنا من حقك أن تسألينى ، من أين اتيت بهذا الكلام، لأنك طبعاً ، وأنا معك ، سوف نأخذه كجواز مرور رسمى لكى نأكل .. بل لكى نتمادى فى اكل الطرشى بشراهة، يعنى لا يمنع أن «نرصع» كل ملعقة اكل ، أو كل «لقمة عيش، بقطعة محترمة ، من الطرشى.. وقد يتخذها البعض هنا «تأشيرة» موافقة رسمية على أن «ننهل» نهلاً من ماء «الطرشى» ..

وتتلخص فرصتنا اليوم بالمعلومة الرائعة أنه ، وطوال الأعوام الفائتة ، قد ركز الاطباء ، والباحثون العلماء على تحذيرنا من أكل الطرشى «ضمنا» .. وتحذيرنا من أكل الملح عموما .. وخصوصا فالطرشى يعتمد فى صناعته، على كميات محترمة من الملح - وكلما ارتفع معنا رقم وعدد سنوات العمر، إلى حد النضوج والكهولة ، أو كلما انخفضت السن إلى حد المراهقة أو الطفولة.

خطورة الملح

بعض الباحثين العلماء الأمريكيين ، خرجوا لنا برأى آخر .. حيث أعلنوا رأيا مؤسسا على العديد من الابحاث والدراسات الجادة ، يقولون فيه ان اضافة الملح للطعام يقوم «بتحسين المزاج» ليس هذا فقط، بل ان الملح يمكن أن يعتبر دواء طبيعياً للأعصاب ، وللأكتئاب.

وهنا، لم يترك العلماء «الاذكياء» الحبل على الغارب ، لنا ولكل الاكلين.. بل اسرع الباحثون بجامعة «ايوا» الامريكية بتقديم نصيحة صادقة ، وتوجيه علمى، وهو ضرورة أن يتناول الشخص العادى 6 جرامات (ستة جرامات) من الملح فقط فى اليوم ، ولا أكثر منها .. وذلك لأن الزيادة عن تلك الكمية المقننة قد تتسبب فى الإصابة بارتفاع فى ضغط الدم.

ولقد أضاف العلماء وأوضحوا وجهة نظرهم، بأن الدراسات التى قاموا باجرائها ، أوضحت أن فئران المعمل قد تصرفت بنفس الطريقة التى تصرفت بها عند حرمانها من المخدرات، ومن الملح.

وزاد الباحثون بأن أشاروا إلى أن الدراسة تكشف بهذا عن سبب ميل بعض الأشخاص إلى الاكثار من الملح فى طعامهم ، وذلك بالرغم من يقينهم ، وتأكدهم من خطورته على الصحة.

لا للتشاؤم

عموماً ، ولأننا فى أيام مفترجة ، ولأن الجو، والمزاج، والاحوال ، تدفع بنا ، أو بالأصح تغرينا بأكل مختلف أنواع المخللات» فلنركز على الجوانب المشرقة ، أو على الأصح على الجوانب المريحة والمطمئنة للموضوع، بشرط أن تكون ، ايضاً ، مؤسسة على آراء علمية موثقة ، وعلى دراسات طبية وتحليلية ، ومعملية مؤكدة.

فمن الثابت أن الجسم البشرى ، فى حالة احتياج مستمر إلى الملح. كما تبين من الدراسات التى تأكدت خلال القرن الماضى أن الشخص العادى يحتاج من أربعة إلى عشرة جرامات ملح فى اليوم - أى من نصف إلى واحد وثلث ملعقة «شاى» ، ومن بينها جرامان على الأكثر ، يحصل عليهما الشخص من تناول المواد الغذائية التى تحتوى على الأملاح فى عناصرها.

فالملح ، هو ما يسمى باسم «كلوريد الصوديوم» ، الذى ينقسم إلى 61% كلوريد ، 39% صوديوم.

أما مهمة الكلوريد ، فهو أنه يحفظ توازن الماء بين خلايا الجسم ، وما حولها ايضاً ، وكذلك ، فهو يساعد على عملية الهضم ، وكذلك ، فإن يتحد مع «الصوديوم» ، وذلك للحفاظ على توازن الحمض القاعدى للفم ، وهى ضرورية لحياة الإنسان.

أما «الصوديوم» ، فإنه يساعد على تنظيم ضغط الدم ، وكذلك حجم جريانه ، كما أنه يسهل انتقال النبضات العصبية ، وكذلك فإنه ضرورى لانقباضات القلب ، والعضلات..

الكلي والكبد

ويلاحظ ، طبياً أن الاشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى وكذلك الكبد ، ايضاً القلب ، ينبغى عليهم أن يقوموا بانقاص كميات الملح التى يتناولونها فى طعامهم اليومى ، وذلك بحسب ارشادات الطبيب المعالج ، كل بحسب حالته . فبالرغم من أن الملح، الذى هو كلوريد + صوديوم» مهم جداً لينظم ضغط الدم ، وحجم جريانه ، ومهم لتسهيل انتقال النبضات العصبية ، وضرورى لانقباضات القلب ، والعضلات.. إلا أن زيادته فى حالات امراض الكبد، أو الكلى ، أو القلب ، تكون غير مطلوبة بالمرة ، بل يكون من الضرورى تقنين الكمية التى تدخل الجسم منها.

أما فى حالات الاشخاص العاديين ، فمن المعروف أنه إذا تناول الشخص كمية كبيرة من الملح بسبب أو لآخر ، مثل أكل كمية من الطرشى إياه - فإن الكلية تقوم بطرد الكمية الزائدة من ذلك الملح . أما إذا كانت الاملاح التى تدخل إلى الجسم قليلة جداً، ولا تجد ما تطرده خارج الجسم ، فإنها تطرد الماء بلا ملح .

فضل كبير

قارئتى العزيزة، من الثابت علمياً ، وطبياً ، أن الجسم البشرى لا يستطيع أن يؤدى وظائفه بدون هذا المعدن الضرورى ، وهو «الملح» والالما قام الاطباء بحقنه فى أوردة البشر، وفى شرايينهم، وذلك فى وحدات العناية المركزة بالمستشفيات ، على هيئة محلول ملحى، أثناء العمليات الجراحية ، أو عند المرور بأزمات صحية معينة ، وذلك بسبب أنه بدون الملح، فلن تكون فى الجســم قوة ، ومناعة.

ومن فضل الله عز وجل على البشرية ، وكل البشر ، أن وفر «الملح» فى الكثير من أوجه الحياة .. وخصوصاً فى مياه البحر، حيث تبين أن فى كل جالون من الماء الموجود فى البخار يوجد حوالى ثمن كيلو من الملح .. هذا ، بالإضافة إلى ما تخلف على الأرض من بحار ملحية جافة ، هى بمثابة مستودعات للصحة البشرية العامة.

أنت والمخللات

ولننفذ النصيحة الغالية بأكل المخللات فى الصيف، للحفاظ على صحة الجسم ، وفى نفس الوقت لا نسرف فى تناول الملح إلى حد الاضرار بصحتنا ، ولنعمل أنواع المخللات فى البيت ، بحيث نتحكم فى كمية الملح التى نضيفها إلى صنف الخضار ، بحيث يكون مقبولاً وصحياً فى نفس الوقت.p

 

 

 

المصدر: مجلة حواء - ليلى أمين
  • Currently 159/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
53 تصويتات / 1878 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,824,723

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز