<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
أعتقد أن الاعتراف بالخطأ أقصر طريق إلى النجاح، خصوصا إذا كان الخطأ قد نجم عن رغبة في عمل الخير.
وقد أخطأنا بالفعل في وضع برامج تعليم المرأة، وكان غرضنا أن نحسن تثقيفها، للنهض بها أدبيا واجتماعيا، ولكننا في سعينا إلى هذه الغاية الكريمة، ذهبنا من نقيض إلى نقيض، فبعد أن كنا نختص الفتاة بمدارس هزيلة، لا تستطيع إعدادها، حتى لإدارة البيت... إنقلب الوضع رأسا على عقب، فتحول التعليم النسائي بفعل التغيير الذي طرأ عليه، إلى ثقافة مهنية بحتة، تهيئ الذهن للعمل، وتشحذ المواهب للكفاح، وتؤهل الشخصية لخوض معركة الرزق.
ونحن لا ننكر أن المرأة عندنا كانت إلى ما قبل بداية النهضة التعليمية عام 1925 محرومة من الثقافة التي تمكنها من إظهار أثرها، ولمساهمة في خدمة بلادها، فجاءت المدارس الجدية نعمة جزيلة لمسنا فضلها العميم على مختلف مرافق الحياة.
ونحن لا ننكر أيضا أإن أوضاع العصر، ومقتضيات التطور، حرمت المرأة من ترفها القديم، ودفعت بها إلى المدارس والجامعات تحصل فيها على شهادات ومؤهلات، تعينها بحكم الضرورة الاقتصادية على إكتساب رزقها بنفسها، ومساعدة أهلها أو بيتها بثمرة جدها واجتهادها. وقد أصبحت حرية العمل حقا مقررا للمرأة، وسيتوسع هذا الحق بتوسع الواجبات والمسئوليات، ولا ضر في ذلك على بلادنا، فمن طبيعة الحضارة أن تكيف أحوال الفرد حسبما تتطلب ظروفه الخاصة، وظروف البيئة المحيطة به.
ولكن هناك حقيقة أخرى يجب أن نضعها نصب أعيننا، وهي أن عددا وفيرا من نسائنا، لا يميل إلى خوض غمار الحياة المهنية، وظروفه تغنيه عن الاستعداد لها. وكل ما تتمناه هذه الفئة، أن تجد المدرسة الصالحة، التي توفر ثقافة عالية عامة، تعد الفتاة إعدادا رفيعا ممتازا، للقيام بدور إجتماعي بحت، ليست له صلة بالعمل والكفاح في طلب الرزق.
وهذه الفئة لها أهميتها وخطورتها، فكما أن المرأة المتكسبة ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، كذلك المرأة الاجتماعية ضرورة حيوية أخرى، إذ من الأثنتين يتألف التوازن الرئيسي في صنع الحضارات القومية، ومن أوجب واجبتنا أن نوفر لها حاجتها من الثقافة العالية العامة، فنفتح لها الكليات الخاصة، التي تحقق رغبتها وميولها، وتنتهي بها إنتهاء ناضجا كريما إلى الحياة البيتية المنشودة.
كل هذا واجبنا، ولكن الفتاة الحديثة لا ترى أمامها اليوم إلا طريقا واحدا يجب عليها أن تسلكه كوسيلة إلى الثقافة. وكانت النتيجة أن اندفع التيار النسائي إلى هذا الاتجاه الواحد، وشعرت كل فتاة عند تخرجها أنها أهلت للعمل دون غيره، فاشفقت على عملها أن يذهب هباء، وأقبلت على الوظيفة سواء أكانت في حاجة إلى الوظيفة، أم في غنى عنها.
شيء يؤسف له، ولكن فرصة الإصلاح لم تفلت بعد، وبوسعنا الآن أن نغطي النقص، فنفتح كليات خاصة بالبنات، تقصدها الرغبات في الثقافة العامة دون المهنية، فيجدن فيها بغيتهن من إعداد رفيع يتمشى مع حاجة البيت الحديث إلى المرأة المتعلمة. ولتطمئن التقدميات إلى أن هذا الرأي لا ينطوي على جمود أو تزمت، فالمفروض أن يبقى حق الفتاة ثابتا في الجامعات الحاضرة، وتظل أبواب العمل مفتوحة على سعتها،ثم بجانب ذلك تهيأ الفرص للزاهدات في الكفاح المهني.
وليست هذه بدعة، فالكليات النسائية كثيرة في أمريكا وبريطانيا وأوربا، ولم يقل أحد أن الغرب يسعى إلى الحد من حرية المرأة.
ساحة النقاش