<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->
إن مقاومتي للزلل فيها إخلاص لزوجي الحبيب، وفيها إخلاص لصديقة عزيزة.. وفيها الخراب لعشنا الصغير!
بالله عليكن الطريقين اختار..؟ خذن بيدي إلى النور
حيرة
أخيرا تزوجنا...
فقد نشأ ابن عمي " سامي" معي في بيت واحد، إذ فقد والديه وهو في العاشرة من عمره، فكفله أبي، وكنت في الخامسة، يتيمة الأم، حين أتى سامي ليقيم معنا...
وكان أابي رجلا عطوفا، واسع القلب، فحرم نفسه من متع الحياة، وكرس وقته وجهده لرعايتنا. وقد نشأ بين هذا الأب العطوف، المثالي، وبين أخ يحبني ويبذل جهده ليدخل السرور على نفسي، وهو سامي... فبادلته حبا بحب، ووفاء بوفاء...
وكانت لأبي أمنيتان: أن يتم سامي دراسته الجامعية، فيتاح له بذلك ما لم يتح لأحد في أسرتنا، وأن يراني زوجة لسامي، زوجة وفية، كاملة...
صدمة... وزواج
لكن أبي مات في صيف سنة 1953، بعد أن تخرج سامي في كلية التجارة بنحو شهر، وقبل أن يتوفق إلى عمل مناسب، وقبل أن يتم زواجها طبعا...
وكانت صدمة عنيفة لي ولسامي، وعشنا شهورا سوداء، في حزن بالغ، وضيق مالي شديد، فقد كان والدي موظفا صغيرا في ديوان من دواوين الحكومة، ولم يترك سوى معاش لا يغني شيئا...
وجد سامي في البحث عن عمل، ولم يكن هذا ميسورا، فنحن من أسرة رقيقة، ليس بين أفرادها من يشفع له... وأخيرا وفق سامي إلى عمل بإحدى الشركات الكبرى... كان المرتب قليلا، لكننا فرحنا به فرحا عظيما...
وأخيرا، تزوجت سامي.... تزوجت حبيبي، وأخي، وأبي، وعمي، وخالي... فسامي هو كل أولئك بالنسبة لي....
مدير الشركة
وعشنا في سعادة كاملة، رغم ضآلة دخلنا.... وكان زوجي موفقا في عمله، محبوبا من زملائه ورؤسائه، وسرعان ما قدر الأستاذ ماهر، مدير الشركة، كفايته وإخلاصه، فعينه مديرا لمكتبه... وقويت لروابط بين زوجي والأستاذ ماهر، وتبادلا زيارات سريعة في الأعياد والمناسبات... ثم بدأ لنا أن نزيد هذه الروابط قوة، وثقة، فدعونا المدير وزوجته لتناول الشاي في منزلنا... وقبلا الدعوة.. ومنذ التقينا، أعجبت بزوجته غاية الإعجاب، فرغم أن " زهيرة" هانم قد تجاوزت الأربعين، ورغم أنها أم لخمسة أولاد، فهي جميلة، فاتنة، أنيقة، لا تفارق الابتسامة شفتيها، تتحدث في الأدب، والسياسة، والاقتصاد حديثا سهلا،ممتعا، فيه حكمة وفيه آصالة... فهي نعم الزوجة لمدير شركة كبيرة مرموق... ويظهر أنني أيضا نزلت من قبلها منزلا حسنا، فقد أبدت نحوي كثيرا من العطف، والود، والتقدير، وأصبحت صديقتها الأثيرة عندها.
وبدأت الحياة تبسم لنا، وكان سرور سامي عظيما حين أنبأته أنني أنتظر مولودا... ولم يكن ينغص على حياتي الجديدة، سوى نظرات السيد المدير المنهومة، التي كنت أحس بها بين الحين والحين، فيقشعر لها بدني، وتثور نفسي... ولكن تصرفات الأستاذ ماهر السليمة، وسلوكه المؤدب كان يعيد إلى نفسي الثقة به، وبالصداقة العائلية التي أصبحت تربط أسرتينا، فأقول في نفسي أنني أتوهم أمورا لا وجود لها، ولا حقيقة...
الوغد
حتى كان أمس... فبينما زوجي في الشركة، حضر السيد المدير وحده وعلى غير عادته، فاستقبلته مرتبكة، فسألني عن زوجته زهيرة هانم، مؤكدا أنها طلبت منه أن يحضر إليها بمنزلي، ليعيدها إلى البيت بعربته... ودخل ينتظر زوجته، ثم أخذ يتودد إلى، والتهمتني نظراته الجارحة، ثم أمتدت أصابعه إلى شعري فنهرته، لكنه تمادى وأراد أن يقبلني...
وانتقل الوغد من التلميح إلى التصريح، فإما استجبت لرغباته الأثيمة، وإما فصل زوجي من الشركة، فصله من وظيفته التي حصل عليها بعد جهد جهيد، وهي مورد رزقنا الوحيد...
فماذا أفعل؟
محال أن استجيب لرغباته الأثيمة المجنونة، وأخون سامي، سامي الذي أخلص له الحب، والود والوفاء! محال أن أهدر كرامتي، وكرامة زوجي، وكرامة هذا العزيز المنتظر... محال!
ثم كيف أسيء إلى صديقتي زهيرة هانم، تلك السيدة اللطيفة، الصافية النفس والقلب، واستجيب لزوجها في نزوة من نزوات الرجل الطارئة... فالأستاذ ماهر يحب زوجته، ويعيش لها وبها ما في ذلك شك...
وهل أترك الأستاذ ماهر يفصل زوجي، ويفتعل له العثرات ليسيء إليه، ويحطم مستقبله؟ وكيف نعيش؟ وهذا الطفل الذي ننتظره كيف نستقبله بهذه الكارثة؟ ما ذنبه يا إلهي؟!..
أم أثيرها ضجة، وأرفع أمره إلى مجلس إدارة الشركة، فما أظنه انتدب الأستاذ ماهر مديرا للشركة ليسلك هذا السلوك المشين؟
ثم ماذا أقول لسامي؟ هل أخفي الأمر عنه؟ أم أصارحه بكل شيء، فأثير في نفسه الريبة والغيرة، وأحطم بنفسي هذه الثقة الغالية التي نتبادلها منذ الطفولة؟
مذا أفعل؟
لقد أظلمت الدنيا في وجهي، وأخذت الأفكار تتزاحم في رأسي، ويطرد بعضها بعضا في عجلة، وفي غير انتظام... فماذا أفعل؟ ومن استشير؟ لا صديق لي إلا زوجي وزهيرة هانم! وزميلاتي من قارئات حواء.
إنها حائرة فهل تقدمين لها يد المساعدة؟
والآن أيتها لقارئه العزيزة، وقد عرضت عليك زميلة لك مشكلتها الشائكة، وشرحت لك لظروف والدوافع، بأي شيء تشرين عليها؟!.. أبعثي برأيك في مشكلتها وبالحل الذي تقترحين إلى " حواء الجديدة" وراعي أن يكون رأيك موجزا، وسوف تمنح " حواء الجديدة" صاحبة أصدق رأي جائزة قدرها خمسة جنيهات وخمسة جنيهات أخرى للآراء الخمسة الصحيحة التالية.
ساحة النقاش