قلب الأم معجزة الاله .

هل سمعتم القصة الجميلة لقلب الأم الحنون عندما أغري امرؤ يوما غلاما جاهلا بنفوذه كي ما ينال به الوطر ، قال ائتني بفؤاد أمك يا فتي ... ولك الجواهر والدراهم والدرر .. فمضي وغرز خنجرا في صدرها .. والقلب أخرجه وعاد علي الأثر .. لكنه من فرط سرعته هوي فتدحرج القلب المقطع إذ عثر ...

ناداه قلب الأم وهو معفر .. ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر .. فتناول القلب يغسله بما فاضت به عيناه من سيل العبر .. وتناول السكين لطعن نفسه كي ما يكــــون عبرة لمن اعتبر ناداه قلب الأم كف يدا ولا تقتل فؤادى مرتين علي الأثر.

ما أعظم قلبك يا أمى لايتغير وكل يوم بحبك وعطائك وحنانك يكبر ، ومهما نكبر لحضنك الدافىء وحنانك محتاجون .

 

أمي وديعة ورقيقة مثل النسمة

 

كان اللقاء الأول مع الوزيرة الرقيقة الجميلة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان تقول :

فقدت أمى منذ سنتين فقط وأمى إنسانة وديعة جداً ورقيقة مثل النسمة ..

ومن هنا عرفت سبب رقة معالى الوزيرة إنها چينات الوراثة ومازال الحديث للوزيرة مشيرة خطاب تقول : أمى كانت تبدو رقيقة مثل النسمة وعندما تصمم على انجاز شئ لابد أن تحققه وكان عندها حكمة جميلة فكانت لا تتوقف عند الصغائر وتركز على القضايا الأهم وتعلمت منها الكثير .. ومهما بلغ الإنسان من العمر يظل محتاجا لأمه ولحنانها.

طريقة تعاملها معنا كانت حاسمة جداً مثل الحضن المنيع وتضع قواعد واضحة وصارمة فى الأسرة ورغم ذلك فهى تمثل لنا الحنان الكبير جداً .

وماهى هذه القواعد ؟

- تقول لا أتذكر أننى فى فترات المدرسة زرت صديقتى فى بيتها مطلقا وممنوع الذهاب للسينما أو مطعم ولكن ممارسة الرياضة شرط أساسى عمرى ما خلصت مدرسة وعدت إلى البيت مباشرة لابد من الذهاب للنادى ونمارس الرياضة أنا وأخوتى والدى دائم السفر وكانت الفترات التى يبقى فيها يسعدنا وكانت أمى تشعر أنها شايلة المسئولية فى غيابه وكانت الممنوعات كثيرة ورضينا بها وأنا أربى أولادى على نفس النظام والدتى كانت متعلمة خريجة مدرسة السكركير الفرنسية وعلاقتها بزوجها كانت علاقة جميلة جداً كان أبى يحبها ويريحها ومن هنا كان احترامنا لها والرجل الذى يحترم زوجته يحترمها أولادها وكان بين أبى وأمى تفاهم وتوزيع للأدوار، أمى إنسانة وديعة جداً ورقيقة وكانت تعشق أحفادها ولها بصمة كبيرة فى حياتنا لأننا كلنا نعمل فهى المساعد والداعم لنا عندما تغيب عن البيت، أختى الدكتورة مديحة عندما كانت تعمل رسالة الدكتوراة ونجلس نذاكر كانت ابنتها داليا دائماً معنا فى البيت وأنا أيضاً ساعدتنى كثيراً فى تربية أولادى وكذلك ساعدت ماجدة أختى فى تربية أولادها .

كانت دائماً تدعو لنا وتقول «ربنا يحبب خلق الله فيكم» .

- تضحك الوزيرة مشيرة خطاب نعم عندما كان أخى الكبير الدكتور ممدوح مسافرا لنيل الدكتوراة كنا نشعر أنها مهتمة به ومتلهفة عليه وعندما يرجع يصبح مثلنا ، وعندما أحد يمرض تهتم به جداً وبعد أن يشفى يدخل فى الصف مثل أخوته ، كانت تميز بيننا حسب المواقف التى نتعرض لها ولكن لم يكن أحد مميزا عندها الا المطيع المؤدب لا يتعرض إلى التوجيه الكثير ، وأخى الكبير الدكتور ممدوح دائما ملتزم بدراسته فلا يتعرض لأى توجيه منها أما محسن الصغير كان شقىاً فكان يحتاج للتوجيه فحسب الظروف ولكن لاتميز أحداً عن الآخر .

وماذا تحبين أن تقولى لأمك الأن ؟

- لحظة صمت وأجد دمعة فى عينيها الجميلتين وسرعان ما تتماسك معالى الوزيرة الرقيقة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان أقول لأمى بفضل دعواتها وثقتها فى وإيمانها بى وباخواتى ، وعلى الرغم من اختلاف الزمن إلا أننى أجد نفسى صورة مكررة منها ، عندما أراجع طباعى وأخلاقى أجد نفسى نسخة منها على اختلاف الزمن والبلاد الكثيرة التى سافرت وعشت فيها وهذا يبين لك أن تأثير الأسرة ، أقوى من أى حاجة ثانية ولابد أن نهتم ببناتنا اللاتى فى المستقبل سيكن أمهات ونربيهن على الاحترام والمساواة وغرس الثقة فى أنفسهن لأنهن هن اللائى يشكلن فكر ووجدان كل واحد منا سواء رجلا أو امرأة وأمير الشعراء كان محقا عندما قال «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق» وهذا كلام صحيح ، اليوم علشان نتكلم عن القضية السكانية نقول فتش عن المرأة ، المرأة لو كانت متعلمة وتأخذ حقوقها تكون الأسرة فى أحسن حال .

 

«خطابات أمي»

 

وكان اللقاء الثانى مع معالى الوزير الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية .. يتكلم عن أمه بحب شديد ورغم أنه أصبح وزيراً إلا أنه يقول أفتقدها كثيراً وأتذكرها دائما ، ذكريات عديدة جداً منذ أن كنت طفلاً إلى أن أصبحت أستاذاً فى الجامعة ، أمى كانت بالنسبة لى نقطة مهمة فى حياتى وكانت أسعد لحظة فى حياتى عندما أتصل بها أو أسافر إلى الأسكندرية لكى أراها، أمى كانت تغذى القسط العاطفى لنا وأبى تارك لها عبء أن تشوف طلباتنا وتريحنا ولم يكن يشعر اطلاقاً بمشاكلنا وطلباتنا والمعوقات التى تصادفنا كانت سيدة عظيمة العبء كله عليها ، والدى كان مشغولاً صباحاً فى مكتبه كناظر للمدرسة وبعد ذلك أصبح وكيل وزارة التربية والتعليم، وليلاً يجلس يقرأ كان يمثل لنا العقل الراجح وهى كانت تمثل لنا العاطفة اللامحدودة ، أمى كان عندها عاطفة لكل الناس كانت تسعى لتقديم الخير للناس، كانت مشهورة فى العائلة أنها الحكيمة لو أحد من الأقارب عنده مشكلة أو خلاف يأتون إليها لحل مشكلاتهم ولذلك كان دائما بيتنا مفتوحا ، أمى اجتماعية للغاية، والدى من بلد اسمه (بساط كريم الدين) فى شربين دقهلية وكان بيتنا فى الأسكندرية يستقبل كل أقارب الوالد ويمكثون أسبوعا وفى الصيف يمكثون شهرا وشهرين كل هذا وأمى الحبيبة ترحب بهم ولا تشتكى أبداً سعادتها فى اسعاد الآخرين وأنا أخذت منها هذه الصفة أمى كانت تمثل لى العاطفة والإنسانية والروح الاجتماعىة وأبى كان يمثل لى العقل والمنطق وقوة الشخصية أمى كانت مدرسة فهى ست بيت متعلمة وتربوية وتجيد كتابة الشعر وعندما كنت فى البعثة فى فرنسا كانت تكتب لى خطاباً كل أسبوع وأتذكر خطاباتها ومازلت محتفظا بها إلى الآن ، ووسيلة الاتصال فى الماضى الخطاب وعندما أجد خطابا موجودا تحت باب السكن أقول خطاباً أمى .... وكانت تبدأ الخطاب ابنى الغالى مفيد وبعد ذلك تكتب لى شعراً «وعلى النفس بالآمالى أرقوها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل» وبعد ذلك تتحدث لى وتقدم لى النصائح من الحرص على تناول الطعام وفريضة الصلاة ثم تبدأ فى سرد أخبار العائلة لى ، ست سنوات فى البعثة الخطاب يصل فى يوم محدد عطوفة وحنينة للغاية وست بيت من الدرجة الأولى .

ويا ترى هل تتذكر أكلة جميلة من يديها ؟

- يبتسم الدكتور مفيد ويقول كانت تعمل صينية الكبيبة جميلة جداً وكانت شاطرة جداً فى عمل الأرز ومستخرجاته .

وعن علاقتها بزوجتك الدكتورة هدى ؟

- يقول علاقة طيبة للغاية وتحب زوجتى جداً وكل زوجات أولادها جميعاً وتأتى فى صفهم ضد أولادها لو حدث خلاف ، كانت عاقلة وتقول لازم أكسبهم بالمعاملة الطيبة وهذا من منطلق حبها لأولادها .... أذكرها دائما وفى مواقف كثيرة جداً عندما نجلس أنا وأخواتى ونقول لو كانت الوالدة عايشة كانت اتصرفت كده .. أفتقدها كثيراً .. كانت تعاملنا بمنتهى الحنية وأنا كنت من النوع الهادى المنتظم المطيع ولكن أخى الكبير كان شقى شوية ولذلك تحملت الكثير بسببه وتأخذ المسئولية على نفسها لانقاذ ابنها من العقاب .

تربينا فى بيت علم وثقافة كان أمل الأسرة كلها أن تتعلم كويس وليس المهم أن يتركوا لنا ثروة كانت أمى تغفر لنا وتسامحنا وتشفع لنا عند أبى .... دور الأم مهم جداً فى الأسرة لأن الأب مهما يعطى فهو غير الأم وبما أن الأولاد عاطفتهم نحو الأم أكثر وبالتالى تأثيرها أقوى .

ولكن ماهى الهدية التى كان يأتى بها إليها الدكتور مفيد شهاب؟

- يقول أحضر لها هدايا كثيرة ولكن كانت تفضل أى هدية تنفع البيت.

 

الله علي دعوتك يا أمي

 

كان اللقاء الثالث مع الأستاذة الدكتورة نجوى الفوال عضو مجلس الشورى ورئيس وحدة شكاوى المرأة بالمجلس القومى للمرأة صاحبة الوجه الجميل المبتسم دائماً تقول : أتذكر لأمى كل ماهو طيب ، أمى غرست فى حب التفوق وكانت حريصة أن نكون كلنا أنا وأخواتى متفوقين ، وإلى أخر لحظة فى حياتها كانت تتابع شغلى ، كانت سيدة متعلمة حاصلة على مدرسة المعلمات مثل جيلها ، وكان هذا منتهى أمل هذا الجيل أن تكون معلمة ، وعملت فعلا مدرسة إلى أن انجبت أختى الكبرى وجلست فى المنزل ، أمى كانت تدفعنى دائما أن أكون الأولى وتخاصمنى وتبين غضبها وتحسسنى بالتأنيب إذا لم أطلع الأولى .. للأم دورها قوى وللاسف نجد فى شكاوى المرأة أم تريد رفع قضية على أبنها علشان يصرف عليها ، أرى أشياء تحزن من جحود الأبناء ولكن لا نقول انه منتشر لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال الخير فى وفى أمتى إلى يوم الدين .

دور الأم فى الأسرة هى المحور وأنا دائما أقول لابنتى أنت عمود البيت وهذه كلمة ماما لنا وأنا نقلتها لابنتى ، المرأة هى عمود البيت.

والحبل السرى بين الأم وابنها لاينقطع بعد الولادة والأم الحقيقية هى التى تشعر بأولادها وتتوحد معهم، أمى غرست فى تقوى الله ، والتفوق ، المصحف لايفارقها.

المصدر: مجلة حواء
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 669 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,933,146

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز