بصراحة أنا تعبت جدا مع «نوبى» بواب عمارتنا . استنفدت معه كل السبل والطرق لردعه عن تصرفه الذى كلما شاهدته قفزت إلى وجهى عفاريت الدنيا . «نوبى» مصر على تنظيف السلم بكميات رهيبة من المياه . ولم يكتف بذلك بل بعد الانتهاء من سلم العمارة المكون من «12» طابقاً يبدأ فى رش الماء أمام بوابتها الكبيرة ويظل مستمتعاً وهو ممسك بالخرطوم والماء ينساب أمامه على الرصيف .

«نوبي» ليس وحده الذى يفعل هذا التصرف ويسلك مثل هذا السلوك بل كثيرون وليس بالضرورة أن يكونوا من أصحاب نفس المهنة . بالعكس هناك أصحاب مهن أخرى يعتبرون رش الماء أمام المقهى ، الدكان متعة يومية لا يجب التخلى عنها يضاف إليهم عامل الجراج الذى يصر على غسل السيارات بجرادل المياه دون توقف .

هؤلاء الناس يعيشون فى زمن بعيد جدا . زمن كان رش الماء فيه وقت العصارى لتلطيف درجة حرارة الجو من السلوكيات اليومية الأساسية . ولكن الآن ومع أزمة المياه وماينتظرنا مستقبلا يجب أن تكون هناك توعية حتى يتخلص هؤلاء من عاداتهم السيئة ويتلاشى هذا المشهد المستفز .

ولأنه مع كل سلوك مرفوض أو أزمة نطالب الصحافة والإعلام بالتحرك ونلقى بالمسئولية كاملة على كاهلهم . أتوقف هنا لأقول وأنا واحدة منهم . على الإعلام أن يتحرك بوعى ودراسة لنفسية هؤلاء حتى يوجه لهم الرسالة الإعلامية المطلوبة التى تؤتى بثمارها المرجوة . وأذكر هنا ونحن صغار اعلان «ست سنية» ، هذه السيدة التى كانت تسرف فى استخدام المياه وتترك الصنبور مفتوحا دون مراعاة لما تحتاجه أو ما ينتج عن هذا السلوك غير المحمود وكيف استطاعت أن تخاطب كل السيدات من مختلف الشرائح والطبقات وتؤثر فيهن وكنت أسمع صديقات والدتى «رحمها الله» يلقبن من تسرف فى استخدام المياه «بالست سنية» .

إن الرسالة الإعلامية الهادفة مطلوبة وبشكل قاطع فى هذه القضية المصيرية . وان «نوبى وأقرانه» بحاجة ضرورية وملحة لرسالة تخاطب ثقافاتهم وسلوكياتهم حتى يستطيعوا التخلى عن هذه العادة القاتلة بإرادتهم . وكما فعلت الست سنية سابقا . أكيد هناك «عم محمد أو الأسطى عبدة أوسيد جراج لمخاطبتهم والتأثير على سلوكياتهم» ..