لأنهم أغلى من حياتنا، البراءة التى تملأ الدنيا سعادة ، الشقاوة المحببة إلى نفوسنا .. هدية الخالق لخلقه يهبها من يشاء لكل أب وأم .. ليعمرا الدنيا .. فتستمر الحياة وتزدهر بمن نحب .. لتتفتح قلوبهم وعيونهم على العالم من حولهم فتبدأ مسئولياتنا تجاههم وحقوقهم علينا .. ومن هنا كان العالم مهتما بحقوق الطفل.. وحقه فى الحياة ليكون يوم إعلان هذه الإتفاقية لحقوق الطفل العشرة التى أعلنتها الأمم المتحدة بالجمعية العامة.. وهى حقوق ملزمة لكل الدول.. حقه فى الغذاء والكساء والرعاية الصحية.. فى التعليم والحياة الكريمة .. وأن تكون له هوية وشهادة ميلاد وأن ينسب لوالديه .. وتكون له شرعية .. وعدم التمييز بينه وبين الآخرين بسبب الجنس أو اللون أو العقيدة أو الدين .. حق الطفل فى اللعب وأن نكفل له حمايته من العنف .. وأن يكون له ما يحميه من القوانين ممن قد يغدر به .. وقبل كل شىء حقه فى أن يكون له بيت آمن يحيا فيه..

ومن هنا كان يوم 21 نوفمبر عيدا عالمياً للطفولة وهو دعوة لكل العالم وتذكرة بيوم إعلان حق الطفل فى الحياة .. وإعلان اتفاقية حقوق الطفل بالأمم المتحدة.

كيف ينمو طفلك سليما ذكياً ؟

ولأن شخصية الطفل تتشكل وهو جنين فى رحم أمه فإن علينا أن نوفر له الهدوء بعيداً عن المشاحنات والضوضاء .. أن نشعره كأمهات وآباء بسعادتنا به ورغبتنا فى قدومه .. وأن نتحدث إليه ونغنى له بصوت حنون ونربت بحنان عليه بلمسات حانية من الأم فوقه على البطن.. فيخرج إلينا هذا المخلوق الرقيق .. طفلاً هادئاً محباً للحياة.. ولهذا يجب الاهتمام برعاية الأم وصحتها وتغذيتها وسلامة صحتها النفسية وتفهم متاعبها ومعاونتها على مسئولياتها الجديدة.. فلا نكلفها فوق طاقاتها فينعكس كل ذلك على تكوين الجنين الجسمانى وتغذيته وصحته وتكوين سمات شخصيته ولهذا من حق الأبناء علينا أن نتعرف على صحتهم وهم أجنة وأن نعالجهم من أمراضهم بالكشف المبكر وعلاج قلوب الأجنة أو أى أمراض تصيبهم من الأسبوع الرابع عشر .. وعمل تحليل لخلايا السائل المحيط بالجنين وأيضا أشعة تليفزيونية بعد مرور 20 أسبوعاً للتأكد من تكوينه البدنى والعقلى حتى ننقذ هؤلاء الأطفال من البداية.. ليولدوا أصحاء بإذن الله فيمارسون حقوقهم فى الحياة ونحمى أجيالنا من الإعاقة وأيضا نسارع فى العلاج ليصبح أكثر قابلية للشفاء ونحمد الله أن هذه الثورة العلمية والطبية الحديثة أصبحت لدينا لنحمى بها أجيالنا .

اقرئى له

وبعد الميلاد يخرج الوليد إلى الدنيا باكياً خائفاً من المجهول مع فقد فردوسه الآمن ولايطمئن الا مع أحضان الأم وحنانها ومن لبنها ترضعه كل احتياجاته الغذائية والمناعية لتحميه وتقويه وتنمى ذكاءه .. ليتعرف بشغف على العالم المحيط به .. وينمو احساسه وتفاعله مع الحياة وهنا على كل أم محبة وواعية أن تقرأ لصغيرها القصص الجميلة المصورة بالألوان .. لتنمو مداركه ومواهبه ومهاراته وقدرته على التخيل.. غنى له.. تحدثى معه فتنمو محصلة كلماته وقدرته على الكلام الصحيح أشركى زوجك فى رعاية طفلكما فالأبوة مكتسبة وليست كالأمومة غريزية .. فتزداد الروابط بيننا .. علينا أن نلعب مع صغيرنا لينمو بدنيا ونفسيا وتنمو قدراته الذهنية .. وملكاته الابداعية .. لا يهم أن تكون الألعاب غالية .. ولكن أن تكون مفيدة وآمنة ولندمجه فى اللعب الجماعى حتى يتعلم التعاون والبعد عن الأنانية ..

ولنحببه فى الموسيقى والفنون ليرقى احساسه وذوقه ويستمتع بجمال الحياة ويشعر بمن حوله وتزداد الروابط والمشاعر الجميلة وتنمو بداخله .. نعلمه الرفق بالحيوان وبالطيور .. ونعلمه كيفية رعايتها وحبها .. ولنجعل بيننا صداقة وحب لنحتوى صغارنا لينمو ويكبروا على المصارحة لنا مع مساحات من التسامح والتحاور الحقيقى بعيدا عن العنف والعقاب القاسى مع من يلجأون إلينا فى مواجهة الحياة لنمدهم بطوق النجاة قبل فوات الأوان .. نعلمهم كيف يصبحون أقوياء فى تعاملهم مع الحياة .. وأن الفشل فى شىء ليس معناه نهاية الدنيا .. بل كيف نستفيد ونتعلم من أسباب فشلنا .. فيخرجون إلى الدنيا أشخاصاً أسوياء .

علينا أن ندرك أن عدم التمييز بين الأبناء وحرمانهم من حقوقهم هو أقصى مايدمر شخصيتهم ويفسد علاقتهم بإخوانهم وأخواتهم ويفرش العداوة والكراهية بينهم ويعرض الصغار للأمراض النفسية والاجتماعية ويلد العنف والشخصية التى تدمر وتحقد على من حولها وأهلها وتنمو لتمتد للمجتمع من حولها . ومانراه من عنف أيضا فى المدارس .

كيف يحمون أنفسهم ؟

المهم أن ننمى الثقة فى نفوس أبنائنا الصغار فهم لن يظلوا صغارا ولكل مرحلة أسلوب فى الاحتواء والتربية حتى يستطيعوا الاعتماد على النفس .. فلنوجه ونقدم الرعاية ونترك لهم مساحة ليتعلموا من تجاربهم فيشعرون بحلاوة التجربة وأن لهم شخصية قوية وليست هشة .

فقط علينا أن ننمى بداخلهم الهوايات والمهارات من فنون وموسيقى ورياضات واحراز البطولات فى خلق تنافس شريف بينهم فالعقل السليم بالجسم السليم وهو أمر ينمى الذهن ويحفز العقل على مزيد من الاستيعاب والتفوق والنجاح الدراسى والأمثلة حولنا كثيرة من الموهوبين والمتفوقين فى نفس الوقت .

فقط علينا أن نعلمهم ونوعيّهم كيفية حماية أنفسهم من ذوى النفوس الضعيفة ممن يسيئون الى براءتهم من المتعاملين معهم وللأسف أصبحنا فى زمن غريب نجد الخطر ممن يفترض أن نثق بهم من المرضى الذين لانعرفهم مهما كانت درجة قرابتهم أو من بعض المدرسين أو المشرفين عليهم فقط نعلم أولادنا كيف يحمون أنفسهم ويصارحوننا بكل ما يتعرضون له ..

ولنتذكر أن رسالتنا أن نصنع منهم شبابا قادرا على مواجهة الحياة بتحدياتها وقادرا على صنع نجاحاته .. وهى رسالة ليست هينة وتحتاج منا إلى صبر وقوة تحمل مع أجيالنا الجديدة التى أصبحت تعى الكثير بسبب حياتهم المنفتحة على العالم من انترنت ودش وفضائيات تحمل الايجابيات والسلبيات التى حملت معها كل مظاهر العنف ولكن أيضا العبقرية والابداع و الذكاء.. فلنتعاون بالحب والتحاور والصداقة مع بعض الحزم ليعرفوا حقوقهم وواجباتهم .. لنوفر لهم الحماية ونقف لمن يتربص بهم من أجل فلذات قلوبنا.

 

 

المصدر: رئيس التحرير ايمان حمزة - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,788,710

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز