اشاعات .. اشاعات

كتبت :تهـــانى الصوابى

المؤكد أن وراء كل شائعة مستفيد، يصدر الشائعة بتخطيط محكم، وذكاء، ويدبر لها بابداع وعبقرية وفن، لتدمير معنى جميل أو صورة ذهنية، للطرف الآخر، واشاعة الرعب والفزع أو الفوضى ، أو غيرها من الأغراض التى تكمن فى نفس من يطلق الشائعة أياً كانت جهته ، شخص أو منظمه سياسية، أو جهاز أمنى بحيث تكون هنا الشائعة مغرضة ومقصودة، ولها هدف وليست فعلاً عشوائىاً ، لأنه المستفيد الوحيد من وراء اطلاقها، وهو ماحدث مؤخرا فى ثورة 25 يناير، عندما استخدمتها الثورة المضادة لتحقيق أغراضها فى اجهاض الثورة، وهو أسلوب قديم ومعروف، حيث تكثر الشائعات أوقات الأزمات لأغراض سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية .

فعلى الرغم من مرور ما يقرب من ثلاثة شهور على قيام ثورة 25 يناير فإن البعض من معارضى الثورة مازالوا يطلقون الشائعات ببث أخبار لا أساس لها فى الواقع على مواقع الانترنت بعد أن أغلقت أجهزة الاعلام الرسمية فى وجههم السبيل إلى نشر بعض الأخبار غير الحقيقية، أو التهويل من بعضها أو التهوين فى البعض الآخر .

المعروف أن هناك جهات متخصصة فى اطلاق الشائعات، وقياس اتجاهات الرأى العام بناء على تلك الشائعة، حيث يتم تنظيمها ونشرها فى كل مرحلة لتغيير الاتجاهات وتحويلها أو تبديلها ، أو تدعيم بعض الاتجاهات الموجودة أو تحديدها أو التخلص منها نهائيا، مثلما حدث مؤخرا حيث انهالت علينا العديد من الشائعات التى حاولت زعزعة الثوار عن موقفهم، وتحييدهم تجاه بعض الأشخاص، بل وتغيير افكارهم واتجاهاتهم تجاه بعض القضايا، لكنها باءت جميعا بالفشل، والحقيقة أن محاولات تلك الجهات لا تتوقف بين الحين والآخر، فتطالعنا بشائعة من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار عند المواطنين، واشاعة الفوضى ، وكلها محاولات لاجهاض الثورة.

وهو ماحدث مع وائل غنيم أحد الشباب الذين فجروا ثورة 25 يناير من خلال موقعه على الفيس بوك «كلنا خالد سعيد»، حيث طالته الشائعات بأنه يدعو إلى الماسونية من خلال اللوجو المرسوم على الـ تى شيرت الذى يرتديه ، فى حين أنه لوجو لماركة تى شيرت عالمية للأسف لا يوجد لها فرع فى مصر، مع أنها منتشرة بمعظم أنحاء العالم، واتضح فيما بعد أن اللوجو المقصود خاص بقناة MTV الأوروبية يتشابه مع لوجو تلك الماركة العالمية .. ولا علاقة للأثنين بشعار الماسونية.

أما الشائعة التى ترددت وتناقلت بين المواطنين بسرعة البرق بأن الدعوة السلفية بالإسكندرية ستقوم بمسيرات صحفية يوم الثلاثاء 29 مارس الماضى لمهاجمة المتبرجات، والقاء ماء النار على غير المحجبات وقد مر يوم الثلاء بلا مسيرات أو القاء ماء نار، وتبين أنها شائعة رغم اختلافى الشديد فى الكثير من التصرفات التى تنتهجها الجماعة السلفية، لكن الحق بالحق يذكر، فقد تبين أن الجماعة بريئة من تلك الشائعة التى أثارت الرعب والفزع لدى معظم فتيات وسيدات مصر خوفا أن تنتهج الجماعة مسلك العنف فى فرض تعاليم الدين الإسلامى بالقوة والإكراه وهو ما يتنافى مع المبدأ الأساسى فى الدين أنه «لا إكراه فى الدين» أو محاولة إقامة الحد بالقوة كما فعلت مع المواطن الذى قطعت أذنه، والسيدة التى طردت من منزلها.

أما الشائعة الأخيرة التى كادت أن تعصف بالعلاقة القوية بين الجيش والشعب التى ترددت أن القوات المسلحة استخدمت القوة لإنهاء اعتصام طلبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وهو ما دعا القوات المسلحة إلى إصدار بيان بحقيقة الموقف، وناشدت المواطنين بالابتعاد عن الشائعات التى يطلقها بعض الأفراد، بهدف افساد العلاقة بين الجيش والشعب مؤكدة أن حماية الجيش للثورة بدأت منذ يوم الحادى عشر من شهر فبراير الماضى والعمل على الدفاع عنها، واتخاذ الكثير من الاجراءات لانجاحها رغم الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد، وأن من يطلقون الشائعات هدفهم واضح، وهو زعزعة الأمن والاستقرار واشاعة الفوضى بغرض اجهاض الثورة.

المؤكد أننا فى حاجة ماسة وقوية إلى مواجهة الشائعات بقوة وحزم من خلال جهة مسئولة لتجميع الشائعات التى تنتشر بين الناس وتحليلها وعرضها على لجنة من المتخصصين فى العلوم الاجتماعية، لتحليلها ومعرفة الظروف والأحداث التى سبقت ظهورها، ومدى انتشارها وردود أفعال المواطنين تجاهها ومعرفة مدى خطورة تلك الشائعة، وأثرها على المواطنين والبلاد ثم تقديم الحلول لكيفية مواجهتها، والرد عليها .

اعتقد أن مواجهة الشائعات والقضاء عليها فى مهدها يجب أن يكون هدفاً آخر يضاف إلى أهداف ثورة 25 يناير من أجل الحفاظ عليها . 

المصدر: مجلة حواء- تهاني الصوابي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,678,022

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز