المرأة والحوار الوطنى وكيف نغير واقعنا للأفضل

كتبت :ايمان حمزة

كيف نغير حياتنا للأفضل ونضع أقدامنا على الطريق الصحيح للنجاح فى الحياة.. كيف نستطيع أن نتحكم فى مشاعرنا .. ونتحكم فى إنفعالاتنا .. وأن نستعيد ذاتنا من حالات الحزن والاكتئاب .. والأهم كيف نستجمع كل طاقات الاستفزاز والمرارة.. لتصبح قوة وطاقة دافعة نواجه بها التحديات مهما تعاظمت.. أن نؤمن بقيمتنا وقدراتنا فى أن ننهض ببلادنا من هذه الأزمات التى تواجهنا .. نتعلم كيف نبنى بعد أن قمنا بالثورة وحققنا ما عجز عنه الآخرون فى إسقاط الظلم واستعادة الحرية .. ووضع من نهبوا ثروات البلاد واستباحوا دم الشعب خلف القضبان من كل رموز الفساد وهو أمر لم يكن فى الخيال .. ليصبح واقعا نلمسه ونراه .. بقى أن نكون أكثر وعياً وحرصاً على بلادنا .. نعم لا نتهاون فى أن ينال الظالم جزاء ظلمه بالقانون والعدالة .. لا نتهاون فى أن نستعيد حقنا فى ثروات بلادنا .. ولكن بالأسلوب الذى يحفظ لنا هذه الحقوق ولا يضيع معها ما تبقى أيضاً.. من حق كل انسان أن يدافع عن حقه ولكن ألا يهدر حقوق الآخرين من أبناء الشعب الأبرياء فى طريقه .. عندما نجتمع فى الميدان للتعبير عن غضبنا وحقنا فى أن نرى العدالة تأخذ حقنا ممن ظلموا وقتلوا هذا الشعب .. وأن نكون رحماء بأنفسنا وبلادنا بأبنائنا وأمهاتنا وأبائنا وأجيالنا .. فلا نسمح لأعدائنا فى الخارج والداخل أن ينفذوا بيننا ليدمروا وحدتنا وصفنا .. ويستغلوا حماسنا فى إستفزازنا بطرق تخترق حبنا لمصرنا .. وهدفنا النبيل الذى قامت من أجله ثورتنا السلمية العظيمة بأهدافها الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية واستعادة الثروات وراح فداؤها زينة شباب مصر من الشهداء وسالت دماؤهم الذكية تروى أرضها..

ولنتذكر أن نكون أكثر وعياً .. فشعبنا تعلم الكثير مما سبق حتى لا نرى من جديد من يسرق الثورة ويلبسون ثوبها ليضلوا شبابنا وشعبنا عن السبيل.. فنرى الأمور تتحول إلى بلطجة وقطع طرق ومزيد من وقوف عجلة الانتاج ومزيد من افتقاد الأمن والأمان .. وخراب الاقتصاد .. والمزيد من الفوضى .. شعبنا المصرى واع وعليه أن يفتح عيونه وآذانه لما يحدث من حوله فلا نسمح للشائعات أن تضللنا عن هدفنا .. ومن أن تظهر العدالة ويأخذ الظالم أو الفاسد المغتصب للثروات حقه بالقانون - حتى نستطيع أن نستعيد الحقوق .. ألا نتعجل الأمور فلا تعود لنا الأموال من الخارج ونتهم بأن المحاكمات غير عادلة وفى نفس الوقت ألا نتراخى أو نتهاون .. فتضيع المظالم على أصحابها .. فقط علينا أن نكون حذرين أيضا نحو من يندس بيننا ولا يريد لنا خيراً .. ولنهدأ قليلاً لنرتب خطواتنا حتى لا يضيع منا الطريق .. فالأهم أن نحافظ على ما حققناه من قيام الثورة ونكمل طريقنا فى تحقيق الأهداف من عدالة إجتماعية وتنمية لمكافحة الفقر والبطالة من أجل حياة 85 مليون ومن أجل أن نحافظ على كيان مصر فى الداخل والخارج ولنتوحد على قلب واحد الشعب والجيش حتى لا ينفذ إلينا العدو وفى أوقات الفوضى والأزمات .. ولنستعيد أماننا وأمننا حتى تنتظم حياتنا من جديد .. كما نريد أن نرى عودة الاستقرار والشرطة الجديدة التى تخدم الشعب وتحافظ عليه .. وعلى ممتلكاته وتجبر الشعب على احترامها من جديد فليس كل أبناء الشرطة ممن كانوا يحيدون عن الحق من أجل مصالحهم والنظام بل هناك الكثير من الشرفاء ونحن أحوج ما نكون إليهم ولنعيد الثقة المتبادلة بين الشعب والشرطة والعكس حتى نضرب بيد من حديد على كل من يعيثون فسادا وبلطجة ويروعون الآمنين ويقفون ضد استقرار البلاد وعودة الاقتصاد وانتظام عجلة الإنتاج ..

بنت مصر

المرأة المصرية أكثر وعياً وذكاء فى هذه المرحلة لما يحدث حولها ولهذا كانت سباقة فى صناعة ثورة 25 يناير من الفتيات اللاتى ألهبن حماس الشباب واستجمعن كل طاقتهن عبر الفيس بوك والتويتر أحدث أساليب تكنولوجيا الاتصال فى هذا العصر .. وجدناها فى الميدان كتفا بكتف مع باقى شباب مصر تقف فى وجه الظلم لاتهاب رصاصات القناصة ولا عربات الموت فى قلب ميدان التحرير، وكل ميادين محافظات مصر وجدناها تتبرع بالدماء وتضمد الجراح وتعلم وتشجع وتدفع زينة شبابها من أجل مناصرة الثوار .. بل أن الثوار هم أبناؤها وأخوتها وأباؤها .. وجدناها أعلامية لا تهاب الأهوال تنقل الحدث والحقيقة بشفافية .. وجدنا العالم كله يشيد بشباب مصر فتيات وفتيان الذين أقاموا الثورة السلمية العظيمة والتحم معهم الشعب وحماهم الجيش .. الذين نظفوا الميدان وكل الميادين بعد ذلك .. الذين توحدوا على أن الدين لله والوطن للجميع وكلنا فداء الوطن مسلماً ومسيحياً وكلنا مصريون .. وقفت الفتيات والسيدات يصطحبن أطفالهن يرددن من أعماقهن .. نريد أن تستمر هذه الروح أن تتفجر من داخلنا فى وجه كل من يشعل الفتنة ويذكى الإحتقان بين نسيج شعبنا الذى عاش وتربى على ذلك عبر تاريخنا وحاضرنا ليمتد لمستقبلنا ونستعيد أماننا الذى حاول البعض أن يشعل الحرائق من مستصغر الشرر .. هذا دورنا كأمهات داخل بيوتنا ونحن نعلم ونربى ونوعى أبناءنا صغاراً وكبارا نقوم بمسئوليتنا تجاه هذه الأمانة التى وهبنا الخالق إياها ..

حماية مصر وإدارتها ودورة عجلة الإنتاج فى كل مكان بالمدارس وإعادة الزراعة والصناعة والتكاتف على سعينا الحقيقى من أجل إنقاذ بلادنا .. هذا ماتقوم به المرأة المصرية فى كل مكان مع رجال مصر وشبابها .. وهو ما قدمته دائماً فى الحياة وفى الأزمات والحروب التى مرت علينا .. وهنا يأتى دورنا من جديد لنأكد على قيمة المرأة المصرية وقامتها التى يحاول البعض أن يتناساها الآن أن يقلل من قيمتها ومشاركتها فى وقت نحن أحوج ما نكون من تواجد كل السواعد والقدرات من أجل إنقاذ بلادنا مما نمر به فى مرحلة خطرة .. علينا أن نتكاتف نتعاون نتلاحم نتراحم نتكافل لنعين المحتاجين منا حتى لا يزداد فقرهم وحاجتهم ولا تزداد أعداد البطالة وحتى لا تضيع الحقوق .. لماذا لا نجعل الواقع أكثر تفاؤلاً وأملاً وأن يكون لصالحنا جميعاً فلنترك الإنسان المصرى .. والمرأة المصرية بكل كفاءتها وقدراتها داخل بيتها وداخل مجتمعها فى كل المجالات .. أن نعطيها فرصتها ولا نحرمها حقوقها من أجل حقوق الأسرة المصرية ككل من أجل أن نستمع لكل آراء المصريين ورؤيتهم لحل ما يواجهنا من مشاكل وينطلق بنا أيضا إلى طريق السلامة والتنمية والخير وتطوير التعليم ومحو الأمية وربطها بخلق فرص عمل بإفساح المجال للمبتكرين والمفكرين من أجل مصلحة البلد منها ومن أبنائها .. فى كل مكان على أرض مصر .. فهناك الكثيرون الذين لا نعرف عنهم شيئاً فقط يحتاجون لفرصة لمن يمد لهم أيديهم حتى يحولوا واقعهم للأفضل .. فقط فلنعطى كل إنسان حقه هذا هو أهم أهداف الثورة .. العدالة الإجتماعية والمشاركة دون تمييز .. من أجل حاضر أفضل ومستقبل نخرج فيه إلى واقع يأخذنا إلى التنمية والسلام والرخاء لنا ولأبنائنا وأجيالنا من بعدنا.

المصدر: مجلة حواء- ايمان حمزة
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 715 مشاهدة
نشرت فى 25 مايو 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,468,679

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز