اعتـــــزلـــت الغــــرام

كتبت : سمر عيد

وسط كل هذا الصخب الناجم عن الثورات العربية الذي نشاهده يومياً علي القنوات الفضائية، وفي خضم كل الأحداث والدماء التي تراق علي أرض العالم العربي أدرت مفتاح التلفاز لأتخلص من كل هذه المشاهد المؤلمة ولم أجد ملاذا إلا الإذاعة فأتي إلي صوت الرائعة ماجدة الرومي وهي تغنـي : «أنا اعتزلت الغرام»

لقد وضعتنى كلمات الأغنية أمام سؤال مهم : ألا وهو : متى تعتزل المرأة الغرام؟!! وتقول وداعاً للحب إلى غير رجعة ...

حدثتنا د. ع مترجمة ألمانى قائلة : لقد وقعت فى الحب وأنا فى الـ 24 من عمرى واعتقدت أنه حب صادق فلقد كان زميلا لى فى العمل وشجعنى كثيرا بل وبذل جهداً كبيراً حتى يعلى من شأنى فى العمل بعكس ما يحدث عادة بين الزملاء خاصة فى مصر وبدأت أعجب بشخصيته التى كنت اعترف أنها شخصية جذابة ورائعة وتطور هذا الإعجاب شيئا فشيئا حتى أصبح حباً جارفاً وكنت أتوقع منه أن يطلبنى للزواج ظناً منى أنه إنسان على خلق ولكن مع الأسف فوجئت أنه بدأ يدعونى لزيارته فى منزله دون أن يطلب مقابلة أبى ليخطبنى وبدأ يلمح لى بأنه يريد عمل علاقة غير شرعية معى ، وعندها صدمت وسألته : ماذا رأى منى حتى يظن أننى فتاة يمكن أن تقيم مثل هذه العلاقات غير الشرعية ؟!! أجابنى مستخفاً بالسؤآل، وهل توجد الآن فتاة فى مصر لا تقيم علاقة غير شرعية مع رجل أو حتى مع عدة رجال؟!! فأخبرته إن كان هذا هو نوع النساء اللواتى عرفتهن فأنا لست كذلك، ومن يومها وأنا أغلق باب قلبى بمفتاح لا أعطيه لأحد .

الحب حرام

وتقول نهى محمود طالبة فى كلية هندسة : لقد حرمت الحب على نفسى لا لشىء إلا أنه محرم دينياً فلقد قال الرسول الكريم (إن العين تزنى وزناها النظر) وقد يعتقد البعض أن العلاقة المحرمة هى العلاقة الجسدية فقط بين الرجل والمرأة ولكن سمعت أحد الدعاه الإسلاميين فى إحدى الفضائيات يحرم النظر والتفكير والشعور بل وحتى التخيل أو الحلم لأنها من خطوات الشيطان .

مشاعرى فى الفريزر

وتضيف نورا محمد سيدة أعمال صغيرة : أنا شخصيا قد جمدت مشاعرى ووضعتها فى الفريزر لعدة أسباب يأتى على رأسها أننى امرأة مشغولة جدا ولا وقت لدى للحب فكل مايسيطر على تفكيرى هو النهوض بالمشروعات الصغيرة التى أقوم بعملها وبناء مستقبلى المادى جيدا أما عن رأيى فى الحب فأنا أرى أن الحب هو مجرد شعور وقتى إما يتبعه زواج فيزول هذا الشعور مع صخب الحياة ومع وجود الأطفال وتحمل المسئولية أو يتبعه فراق فيخلف حسرة وحزنا شديدا للمرأة لذا إذا فكرت فى الزواج فأنا هدفى أتزوج بعقلى لا بقلبى .

دواء الحب

وتعلق الكاتبة الكبيرة يسر السيوى قائلة : إن المرأة التى تدعى أنها استغنت عن الحب فى حياتها هى امرأة كاذبة لأن المرأة بطبيعتها كائن عاطفى وتتغذى على الحب، ولكن هناك نساء قد مررن بتجارب عاطفية سيئة وهؤلاء علاجهن أن يظللن يبحثن عن الحب الحقيقى ومهما طال الأمر سوف يجدنه فى يوم من الأيام فلا يداوى الحب إلا الحب وكما يقولون داونى بالتى كانت هى الداء ، والحب هو أساس كل شىء فى الوجود وقد يحل حب محل حب آخر فإذا ما فقدت المرأة حبها لزوجها فإنها تجد تعويضا عن هذا الحب فى أبنائها وهناك حب كبير لا ينبغى أن يختفى من قلوبنا إلى الأبد ألا وهو حب الله عز وجل هذا الحب هو الذى ينفع الإنسان فى الدنيا والآخرة، والعشق الإلهى موجود عند الصوفية فى الإسلام وعند المسيحيين (فالله محبة) ، إذن فالله عز وجل يحب فلماذا نحن نحرم الحب على أنفسنا ؟!

لا حرمانية فى الحب

وتؤكد استاذة الشريعة والمفكرة الإسلامية الكبيرة الدكتورة آمنة نصير أن الحب العفيف لا حرمة فيه وتقول : الحب فى حد ذاته كإحساس ليس محرماً وإنما الحرمانية تكون إذا ما تبعه علاقة غير شرعية ، إذن المسألة فى الحب هى مسألة نوايا فالنية إن كانت خالصة لله والمقصود منها اختيار شريك الحياة والزواج هنا يكون الحب حلالا أما إذا كانت النظرة للشهوة فهذا حرام، وملخص الفتوى أن الحب حلاله حلال وحرامه حرام.

الفرار

وتعلق الدكتورة إيمان صبرى أستاذة علم النفس ووكيل كلية الآداب بجامعة الفيوم : الحب لا يتوقف وإذا اعتزلت المرأة الغرام يكون اعتزالا مؤقتا بسبب تجربة حب فاشلة تكون قد مرت بها المرأة.

وإذا استجابت المرأة لرغبة الرجل فى إكمال العلاقة على طريقته خارج إطار الزواج تكون قد جلبت لنفسها كارثة كبيرة لأن الرجل بعدما يتم إكمال العلاقة يعود إلى لغة العقل ويقيم هذه الإنسانة من الناحية الدينية والأخلاقية فيجد أنها قد استجابت لرغباته وشهواته فيسارع بالفرار منها، وأنا أرى أن الحب الحقيقى هو الذى يكون دون هدف مادى أو جسدى . وأعتقد أن كثيرا من النساء يؤمن بذلك، لذا سيكون اعتزالهن الغرام، اعتزالا مؤقتا حتى يجدن الحب الحقيقى.