حقوق المرأة فى الإسلام

كتبت :ايمان الدربي

لم تكن للمرأة مكانة تذكر قبل الإسلام كان في الأغلب ينظر إليها علي انها لدوام النسل البشري أو لتدبير عمل المنزل .. بل أن البعض كان يتعامـل معهـا علي أنها سلعة تباع أو تشتري وإنها متاع يملكه الرجل ويملك مـن أمـرهـا كـل شيء حتي حق الحياة .. وعندما جـاء الإسـلام كـانـت البداية لإصلاح حال المرأة وإعطاء حقوق كثيرة لها كانت مهضومة في الجاهلية هذه الحقوق هي محور موضوعنا

وكان أول الحقوق للمرأة عندما جاء الإسلام فنهى عن عادة واد البنات وقتلهم أحياء وهدم التقاليد الظالمة وأنكر على الذين يحزنون بميلاد المرأة .

قال الله تعالى :

«إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ، يتواري من القوم من سوء ما بشر به يمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء مايحكمون» صدق الله العظيم .

«حق الميراث»

وكما أعطى الإسلام المرأة حقها فى الحياة أكد على حقها فى الميراث وحقها فى التملك وحقها فى الصداق وجعل لها أهليتها الخاصة فى التعاقد وفى إجراء العقود من بيع أو شراء أو رهن أو هبة أو وصية .

الثواب والعقاب

كما ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة فى شئون المسئولية والجزاء والثواب والعقاب .

بمعنى أن المرأة التى تعمل صالحاً وهى مؤمنة لها جزاؤها فى الدنيا وفى الآخرة .

وللأسف ورغم ذلك مازال حتى الأن قبائل وعائلات كثيرة فى الصعيد تحرم المرأة من ميراثها وخاصة عندما يكون الميراث من الأراضى الزراعية وهكذا لاينفذ البعض شريعة الله ناسين أو متناسين ما أقره الله فى كتابه العزيز .

حدود الإسلام

كما ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة فى الحدود وفى سائر أنواع الجزاء والعقاب ففى حد الزنا وتطبيقه على الرجل والنساء .

يقول الله تعالى : «الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة» .

وكذلك فى حد السرقة يأمر الإسلام بتطبيق نفس الحد على الرجل والمرأة .

«والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله» .

حق التعليم

كما ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة فى حق التعليم والثقافة وأباح لها أن تتعلم العلم والأدب بل إن عليها تعلم ما يتصل بأمور الدين لتقف على معرفة الأحكام ولتحسن القيام بالعبادات وسائر الوظائف فى هذه الحياة .

وقد جاء فى الحديث الشريف «طلب العلم فريضة على كل مسلم» .

ولم يفرق الإسلام فيما منحه من حق التعلم للمرأة المسلمة بين أن تكون حرة أو أمة بل أن توجيهات الإسلام فيما يتصل بشأن الأمة كانت أكيدة عن أبى بردة قال : «قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - أيما رجل كانت عنده وليدة - أى جارية - فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران» .

  تثقيف القلب والروح وتهذيب العقل وتعليمه من الحقوق المعنوية والروحية والتى لها أهمية فى تسيير الحياة وتنظيم حقوق المرأة المادية الأخرى .

يوم للمسلمات

ولقد طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم مبدأ تعليم المرأة وتثقيفها بما كان يصفه مع المسلمات من تخصيص يوم لهن يجلس لهن فيه هو وأمهات المؤمنين إلى جانب الأيام التى تجمع بين المسلمين جميعاً .

روى البلاذرى فى «فتوح البلدان» أن الشفاء العدوية وهى سيدة من بنى عدى رهط عمر بن الخطاب كانت كاتبة فى الجاهلية وكانت تعلم الفتيات وأن حفصة بنت عمر أخذت عنها القراءة والكتابة قبل زواجها بالرسول عليه الصلاة والسلام .

ولما تزوجها طلب إلى (الشفاء العدوية) أن تتابع تثقيفها وأن تعلمها تحسين الخط وتزيينه كما علمتها أصول الكتابة .

والعديد من الشواهد مما يدل على تعلم النساء وظهورهن فى علوم القرآن والحديث والفقة واللغة منذ عصر بنى أمية .

وذكر ابن خلكان أن السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن على ابن أبى طالب كان لها بمصر مجلس علم حضره الإمام الشافعى نفسه وسمع عليها فيه الحديث .

وروى أن المقرى فى كتابه «نفح الطيب» إنه كان لابن المطرف اللغوى جارية أخذت عن مولاها النحو واللغة ولكنها فاقته فى ذلك وبرعت علي الأخص فى العروض حتى سميت بالعروضية وأنها كانت تحفظ عن ظهر قلب كتابى «الكامل للمبرد» و«الأمالى» لأبى على القالى .

دور الأم

وإذ تقرر فى الإسلام للمرأة هذا الحق فإنه ينظر إلى قضية تعليم المرأة نظرة عادلة ومثمرة بحيث لايطغى تعلمها وحقها فيه .

وما أتاحه الإسلام لها لايطغى هذا على دورها كزوجة وعلي دورها كأم فهذا هو دورها الأصيل بين الأمومة والزوجية . لتكون رسالة المرأة فى الحياة وما كان تعليمها الذى منحه الإسلام لها كحق الا مكملا وهاديا لدورها ورسالتها .

ومن ناحية أخرى لايكون قيام واجب على حساب آخر من واجبات الأمومة والزوجية وهكذا كان النساء فى صدر الإسلام فهذه اسماء بنت أبى بكر الصديق تقول :

«كنت أخدم الزبير «زوجها» خدمة البيت كله وكنت أسوس فرسه وأعلفه وأحتشى له .. وكنت أخرز الدلو وأسقى الماء وأحمل النوى على رأسى من أرض له على ثلثى فرسخ .

الحقوق الاقتصادية

لم يكن للمرأة قبل الإسلام حق التملك .. فلما جاء الإسلام اعطاها حقوقها ومنها حقها فى الملكية فأصبحت تملك وتبيع وتشترى بضوابط تحفظ لها كرامتها وعفافها دون امتهان أو شطط .

وقرر القرآن الكريم حقها فى التملك كالرجل .

«للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ولم يجعل الإسلام فرقاً بين الرجل والمرأة فى التملك وفى كمال الأهلية من حقها أن تملك وتبيع وتشترى وتدير تجارتها وأعمالها وليس لأحد من أهلها أو عشيرتها ولاية عليها فى ذلك مادامت مكتملة الأهلية .

حقوقها الدستورية والتشريعية

من حق المرأة أن تدلى بصوتها فى الانتخابات لأن الإسـلام اعطـاهـا حـق التعبير عن رايها وليس من حق التعبير ألا تعطى صوتها فى الانتخابات بل من حقها أن تختار من ينوب عنها فى المجالس النيابية والتشريعية .

قال الله تعالى :

«والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» صدق الله العظيم .

ومما يدل على إحترام رأى المرأة ماثبت عن سيدنا عمر رضى الله تعالى من نزوله على رأى السيدات عندما عارضته امرأة فى مهور النساء وكان قد نهى عن المغالاة فيها فقال «أصابت امرأة وأخطأ عمر» .

والسؤال الآن ماهى الحقوق الأخرى للزوجة على زوجها كما تقره الشريعة هذا سؤالى لدكتور محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر والذى أكد :

حق الوفاء

أما أهم الحقوق المعنوية من وجهة نظرى على زوجها الوفاء لها بأن يظل الرجل علي العهد الذى بدأ حياته به مع زوجته فلا يكون فى أول حياته معها محباً ودوداً ومخلصاً حميماً ثم إذا كبرت أو تغيرت أو مرضت أو نحو ذلك يتنكر لها أو يعاملها معاملة غير كريمة أو إذا تغير عمله أو وظيفته أو منصبه إلى أعلى مما كان عليه يحاول أن يغير زوجته أو أن يطلق الأولى ليتزوج بثانية فليس هذا من الوفاء الذى يجب أن يتسم به الزوج المسلم .

هذه هى حقوق الزوجة علي زوجها أما حقوقه هو عليها حقه فى الحفاظ علي البيت والشرف والعرض .

وفى الحديث يقول الرسول «صلوات الله وسلامه عليه» :

«ألا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً ، فحقكم عليهن أن لايوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأذن فى بيوتكم لمن تكرهون» .

المصدر: مجلة حواء -ايمان الدربي
  • Currently 80/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 1861 مشاهدة
نشرت فى 11 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,853,427

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز