ليلة فرح ابنى العزيز! (1)
كتبت :سكينة السادات
ونحن على أبواب عيد الفطر المبارك أعاده الله على مصر وأهلها ، وأمة الاسلام جمعاء بالخير واليمن والبركات وأسأل الله أن يسبغ على مصر وأهلها ومسئوليها الأمان والأمن والطمأنينة والثقة فى أن الله سبحانه وتعالى لن يتخلى عن الكنانة وأهلها وأن ما نلاقيه من صعاب هذه الأيام ، سوف ينتهى بإذن الله وأن الله سوف ييسر أمورنا ويهيئ لنا من أمرنا رشدا .
حكاية اليوم أوجعت قلبى ، فليس أصعب على الانسان أن يكون جرحه من أقرب الناس إليه ، بل الإنسان الذى ضحيت من أجله كثيرا وعانيت الأمرين حتى وضع قدمه على أول الطريق... ثم يكون البعاد وتنمو الوحدة داخل النفس والقلب .
وعندما بدأت تفيق من الصدمة وتتلفت حولها وجدت فراغا كبيرا وسكونا ولم تجد أحداً حولها سوى الخواء!!
قارئتى ماجدة من أجمل السيدات التى وقعت عليها عينى .. هى شابة فى حوالى الأربعين من العمر ، ما شاء الله (طول بعرض) كما يقولون ، مع أناقة وأصل طيب وثقافة عالية!!
قالت لى .. سوف أحكى لك حكايتى منذ بدايتها لأن البداية مهمة جداً فأنا الابنة الوحيدة لأحد القضاه الذى كان مشهورا فى مصر ولى شقيق واحد يعمل قاضيا أيضاً درست فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة واخترت قسم الصحافة والإعلام وكنت أشعر أننى لا أحب شيئاً فى الحياة أكثر من القراءة والكتابة وفعلاً كانت لى تجارب ناجحة فى الكتابة لكن الحظ لم يسعدنى ولم استطع استكمال دراستى الجامعية بسبب زواجى الذى هو موضوع حكايتى لك اليوم وربما تتعجبين من قصة زواجى ولكن أقسم لك أننى صادقة كل الصدق فى كل حرف .
واستطردت ماجدة .. كنت فى السنة الثانية فى الجامعة وطلبت منى أستاذتى أن أتدرب على الصحافة فى إحدى وكالات الأنباء الاجنبية وفعلا ذهبت إلى الوكالة واستقبلونى استقبالا جيداً وطلبوا منى إجراء عدة تحقيقات صحفية قمت بإجرائها على الفور وكانت سعادة أستاذتى بى كبيرة وحصلت على أول مكافأة مالية من عملى وكان مبلغ 80 جنيهاً بالتمام والكمال ! وعشقت العمل بالصحافة وبعد حوالى ستة شهور طلب منى مدير التحرير إجراء حوار مع أحد الشخصيات المهمة فى ذلك الوقت وهذا الأمر مضى عليه الآن اكثر من ربع قرن .
وذهبت للقاء الشخصية المهمة بعد أن حدد لى سكرتيره موعدا مسبقا وكان الموعد فى مكتبه وكان معروف عن ذلك الشخص أنه محترم ومن أسرة طيبة وفى ريعان الشباب رغم مركزه المحترم ولابد أن أقول إنه لم يكن يعمل فى الحكومة !
استقبلنى السيد / محمود استقبالا جيداً ووجدته إنساناً خفيف الظل جدا ومثقفاً وخريج جامعة بريطانية معروفة وأنيقاً ولفت نظرى أنه كان ينظر إلىّ نظرات إعجاب ويسألنى أسئلة شخصية كثيرة منها.. متى تتخرجين فى الجامعة ؟ ما هى أخبار سيادة المستشار (يقصد والدى) تعرفين أن شقيقك كان زميلى فى مدارس الجزويت.
وهى مدارس فرنسية فى القاهرة وأشياء من هذا القبيل ! المهم أننى حصلت منه على الحديث الصحفى وذهبت إلى الوكالة وكتبته لكن بصراحة تامة وجدتنى أفكر فى لباقته وشياكته ومكتبه الأنيق وكلامه اللطيف وقضيت ليلة كاملة استعيد كل كلامه معى !
وبعد يومين وجدت أخى يضحك معى قائلاًَ :
- حقيقى يا ماجدة رحتى استجوبتى الأستاذ محمود وعصرتيه قوى؟
فوجئت بالسؤال وشحب وجهى للمفاجأة وقلت لأخى والذى هو صديقى المفضل فى الدنيا .
- أيوة .. كنت أجرى معه حديثا صحفيا للوكالة وعجبهم الحديث وباعوه للصحف والوكالات الأخرى!!
ابتسم أخى وقال لى .. طيب ورأيك إيه فى محمود نفسه؟
قلت له .. هو إنسان دمه خفيف ومحترم وخريج اكسفورد وناجح فى شغله .. لكن إيه سبب سؤالك؟.
قال أخى .. محمود عاوز يتقدم لك يا ماجدة وطلب موعداً مع الوالد ولكن هو مسافر المانيا يقضى فيها ثلاث سنوات يأخذ الدكتوراه ويفتح مكتب لشركته هناك وعاوزك معاه!
أحسست (بدوخة) شديدة من المفاجأة (وتلجلجت) وسكت ولم استطع الرد على أخى وبعد أن تماسكت قليلا قلت له..
- طيب .. والجامعة ومستقبلى الصحفى وأنا بموت فى الصحافة ؟
قال أخى .. إذا حصل نصيب تكملى الجامعة هناك - لكن مستقبلك الصحفى ده علمه عند الله ولما تبقوا ترجعوا مصر تقرروا .. ده إذا حصل نصيب وإذا وافق الوالد .
هل تزوجت ماجدة من محمود.. وماذا حدث بعد ذلك الأسبوع القادم أكمل لك باقى الحكاية !
ساحة النقاش