نزهات الأحبه لها مذاق خاص!

كتبت :سـماح مـوسى

 دائماً كانت تشاهد المحبين علي شاشات التليفزيون .. وتقرأ الروايات.. كانت تتابع دائماً منظر المرتبطين وهما يتنزهان في أماكن رومانسية يتحدثان .. ويتهامسان .. تتشابك الأيدي ويفضي كل منهما إلي الآخر بما يؤرقه وبمشاعره ... ولكن الواقع صدمها عندما تم خطيبها .. وخاصة الظروف الاقتصادية التي تمر بها ... فتتساءل بينها وبين نفسها هل تقبل ظروف خيبها ولا تخرج في العيد أم أنها تصمم علي الخروج؟!

بدايتنا كانت مع البنات اللاتى يعشن قصص حب وحكاياتهن فى العيد وهو ماحدثتنا عنه (م.م) مخطوبة قائلة:التنزه -الظروف الاقتصادية

 منذ عام ارتبطت بعلاقة عاطفية توجت بخطبة لهذا نبحث دائماً عن فرصة للتنزة خارج المنزل لكى يعبر كل منا عن ما بداخله دون خجل من الأسرة أما إذا كان حالته المادية لاتسمح بالتنزة أقف بجانبه لأن المهم أن نكون سوياً ونعيش فترة خطوبة سعيدة لتتحول حياتنا إلى عيد متواصل وليس نزهه فى عيد الفطر وحده .

خطوبات وجه بحري

 أما (س.ر) طبيبة أسنان من محافظة الدقهلية فتروى حكايتها قائلة :

تزوجت من زميلى فى الجامعة رغم عدم التوافق الاجتماعى والاقتصادى ومعارضة أهلى لهذا الزواج ولكن حبى وإصرارى عليه قررت الزواج منه رغم أنه طوال فترة الخطبة لم نخرج معاً للتنزه سواء فى العيد أو غيره إلا أننا عشنا فترة مليئة بالحب والسعادة والآن نعيش حياة سعيدة ومعنا الآن بنتان وولد - ومن الدقهلية إلى الشرقية ومشاكل البنات واحدة وعنها تحدثنا (ل.هـ) مخطوبة منذ ثلاث أعوام تقول :

نظراً لتقاليد منزلنا التى ترفض خروج الفتاة مع خطيبها فأنا لا أخرج مع خطيبى إلا فى الضرورة لنجهز لعش الزوجية ودائماً ما تكون والدتى معنا أو أى من أفراد العائلة ومع كل ذلك فعلاقتنا العاطفية قوية ولم أتخيل يوماً من غيره فنقتصر على مجيئه بمنزلنا كل أسبوع مرة ومحادثات التليفون يومياً فلا يختلف الأمر فى الأعياد فدائماً معنا محرم .

وتقول (ع.ع) من محافظة الغربية مخطوبة منذ عشر أشهر منذ أن تمت خطبتى وكانت نزهاتى قاصرة على الحدائق مع خطيبتى إلا أن الأمر اختلف بعد اندلاع الثورة لهذا ذهبنا لنشهد المكان الذى غير مصار مصر فضلاً عن اتفاقنا على زيارة ميدان التحرير خلال عيد الفطر فهو أول عيد يأتى بعد الثورة.

للشبان رأي

 وإذا كانت هذه هى أراء البنات فترى كيف يرى الشباب العيد مع محبوباتهم يقول (محمد السيد) محاسب من محافظة الشرقية خاطب منذ عام «خطيبتى لا يفرق معها الخروج أو المكوث فى المنزل المهم أن نكون معاً لذلك فى ظل الظروف الاقتصادية التى أمر بها (علماً بأننى كنت أعمل فى شركة قطاع خا وأغلقت والآن أبحث من عمل مناسب لى لم نخرج للتنزه أما (ابراهيم محمد) موظف بالسجل المدنى بميت غمر محافظة الدقهلية خاطب منذ عامان يقول من الصعب أن يمر علينا (أنا وخطيبتى شهرين ولم نتنزه فالماديات لا تكون عائق بالنسبة لنا فاحتاج إلى خروجى معها علماً بأننى طوال الاسبوع عمل ولم آخذ إلا يوما واحداً أجازة فانتهز فرصة الاجازة كى نقضيه سويا خارج نطاق الاسرة

وعن خروجات الأحبة فى العيد يقول د/ سامى مرسى النجار وكيل كلية الآداب لشئون الطلاب والتعليم بجامعة الزقازيف وأستاذ علم النفس بها أن الإنسان ابن بيئته وطبيعته وثقافته فإذا كان هناك توافق إجتماعى وثقافى وفكرى وروحى بين الطرفين فلابد أن يتهيأ الجو المناسب لتبادل العواطف والأفكار وبصرف النظر عن خروجها سويا من عدمه خاصة فى ظل الازمة الاقتصادية الحالية التى يعانى منها كثير من الشباب لهذا على الطرفين تقدير ظروف بعضهما البعض واحترام صراحتهما لتوطد العلاقة بينهما أكثر

عبقرية المكان

 ويضيف د. سامى أنه رغم الفوضى وأعمال العنف التى شاهدتها كل محافظات مصر يوجد الكثير من الأحبة والمخطوبين يتنزهوا لكى يؤكدوا للجميع أن تلك الظروف الصعبة لم تؤثر على العلاقة العاطفية بل توطدها وتقويها إلا أن خروجاتهما أختلفت بعد الثورة فذوق الأحبة فى الأماكن التى يزورنها بعد الثورة فلم تعد والحدائق والكافيهات المنشأة على النيل المفضلة عندهم وحدها بل أضيف إليها الأماكن التى اندلعت فيها ثورة 25 يناير مثل ميدان التحرير وميدان القائد إبراهيم وغيرهما من الأماكن الثورية ليس لرمزيتها الثورية ولكن لأنها تعبر عن أصالة الإنسان المصرى وحب الانسان لذاته ولوطنه وللآخرين ولأن عبقرية المكان تصنع عبقرية الانسان المصرى فهذه الأماكن لها فلسفتها ومذاقها الخاص فأصبحت النظرة إلى تلك الأماكن نظرة المدافع عن الحقوق والحفاظ على كرامة الانسان المصرى ومكان يستريح فيه لأنه يعبر عما بداخله سواء من مشاعر وأحاسيس صادقة لا مجال فيها للخداع والغش فيكون أفضل مكان للبوح بما فى داخلنا وتحدث الانسان بصدق مع نفسه ومع الآخرين وهو مكان يجمع بين الثورية والرقى والتهذيب فى العواطف والوجدانيات والمشاعر الصادقة فى ضوء الجمع بين الشرعية الثورية والشرعية الرومانسية .

فقد يبعد هذه الاماكن عن محل إقامة الحبيبان (الخطيبان) ولكن يتحملوا مشقة السفر وتكلفته من أجل الاستمتاع بهذه الأماكن معهم والبوح بما فى داخلهم بصدق لبعضهم البعض .

 أما د/ محمد سمير عبد الفتاح عميد كلية الخدمة الاجتماعية جامعة بنها واستاذ علم الاجتماع يرى أن ثورة 25 يناير أثرت بشكل كبير على الحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية وبالتالى انعكست على العلاقات الانسانية داخل الاسرة وخاصة بين الخطيبان أو الاحبة فلم تعد النزهات كما كانت من قبل كذلك قلت الهدايا بين بعض الأحبة فى المناسبات المختلفة نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة لهذا انصح الفتاة أن تنظر لخطيبها نظرة موضوعية وتقيس الظروف الاقتصادية لخطيبها وتكون بسيطة وتستغن عن الاشياء غير الضرورية فى سبيل استمرار حياتها وعلاقتها الانسانية لأنها أفضل من العلاقة المادية.

كما أنصح الشباب بالحرص على التنزه مع محبوباتهم فى العيد وشراء الورود التى تعد لغة المحبين سواء فى العيد أو غيره من الأيام.

المصدر: مجلة حواء -سماح موسي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,468,406

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز