«حـــــواء» تكشف عنها..
مخاوف نسائية برلمانية
كتبت : مروة لطفي
فى يوم 25 يناير نزلت المرأة بجانب الرجل للمطالبة بسقوط النظام.. وبالفعل.. تحقق هدفهم واستعد الجميع للمشاركة فى بناء مصر من جديد.. لكن للاسف.. فوجئت النساء بتقليص دورهن فى تلك المرحلة الهامة سواء فى التشكيل الوزارى الحالى أو غيره من المناصب القيادية.. وليت الوضع توقف عند هذا الحد بل امتد إلى حملة شرسه تقودها بعض التيارات المتطرفة لسحب كل ما حققته المرأة المصرية من انجازات عبر سنوات طويلة من الكفاح.. الأمر الذى أصاب معظم النساء بالقلق على مستقبلهن مع أول انتخابات برلمانية بعد الثورة وحول تلك المخاوف كان التحقيق التالى
بدايتنا كانت مع الدكتورة/ هدى بدران رئيسه رابطة المرأة العربية التى عبرت عن تخوفها قائلة: لا شك أننى أشعر بخوف شديد على المرأة بعد الثورة ويرجع ذلك للتهميش الذى لاحظته تجاه المرأة بدء من لجنة تعديل الدستور والتى خلت تماماً من أى عنصر نسائى رغم الكفاءات النسائية العديدة فى مصر وانتهاء بجميع المناصب فى كافة التخصصات والتى خلت تماما من العنصر النسائى وكأن مصر خالية تماماً من النساء المتفوقات لهذا ينتابنى خوف شديد على وضع النساء فى الانتخابات البرلمانية القادمة..
ولأننى كغيرى من عضوات الجمعيات النسائية المتخوفات على وضع المرأة فقد قررنا عمل تحالف يجمع بيننا كرابطة مرأة و 16 جمعية نسائية تحت مسمى اتحاد نسائى يهدف للتعبير عن رأينا واعلاء دور المرأة والحفاظ على حقوقها..
وسوف يكون لإتحادنا النسائى دور فى الانتخابات البرلمانية القادمة حيث تعمل على توعيه النساء الناخبات حتى لا يتم استخدام اصواتهن ضد أنفسهن كنساء من خلال جميع توكيلات لرجال من العائلة أو خارجها ضد قضايا المرأة فنحن نسعى لتوعية النساء بالتعرف على برامج المرشحين لاختيار الافضل وفى حالة وجود مرشحة سيده لها برنامج مناسب ندعو النساء للوقوف بجابنها..
كذلك سوف نقوم بعمل دعاية للمرشحات فضلاً عن توفير متطوعات فى كافة الدوائر الانتخابية لمساعدة الناخبات حتى يقمن بدور فعال للحفاظ على حقوقهن من خلال الاختيار المناسب.
وتضيف د. هدى بدران أن الحفاظ على حقوق المرأة ومواجهة التيارات المتطرفة التى تسعى لتهميشها يحتاج لتضافر الجهود من قبل الأعلام، المثقفين. الجمعيات النسائية حتى ننشر المفاهيم السليمة..
مفاهيم خاطئة
وترى الكاتبة المتميزة وفية خيرى أن نساء مصر يواجهن خطراً داهماً خلال الانتخابات البرلمانية القادمة ويرجع ذلك للمفاهيم الدينية الخاطئة التى تروجها بعض التيارات المتطرفة لهذا تدعو نساء مصر المثقفات للتضافر من أجل تصحيح المفاهيم لأنه فى حالة عدم حدوث ذلك سوف تضيع كل المكاسب التى حققتها النساء عبر تاريخ طويل من النضال. كذلك أطالب الأزهر الشريف بإنقاذ نساء مصر ونشر المفاهيم الدينية الصحيحة الخاصة بالمرأة.
وتتفق سامية الزاهد رئيسة لجنة المدارس بالهلال الأحمر مع الرأى السابق وتضيف : إن الشريعة الإسلامية أعطت للمرأة كافة حقوقها وكرمتها أكثر من أى قوانين وضعية ومن ثم كان الحكم الاسلامى يعطى للمرأة حقوقها بالكامل لذلك فجميع ما حققته المرأة من أنجازات مالية مصدرها التشريع لهذا ينتابنى تخوف شديد حين أسمع عن أفكار بعض التيارات المتطرفة لحقوق المرأة وما حققته من مكاسب ودعوتهم لإلغائها بحجة الصاقها بالنظام السابق.. واتسائل ماذا عن وضع النساء إذا نجحت تلك التيارات فى الحصول على مقاعد بالبرلمان؟!..
مرحلة انتقالية
وتؤكد الكاتبة الصحفية بهيرة مختار أننا فى مرحلة تحول ومن ثم لابد أن يصاحبها إيجابيات وسلبيات ومن ايجابياتها أن تتقدم المرأة لترشيح نفسها للبرلمان بينما يعد عدم تحقيقها لوجودها الفعلى من السلبيات التى تدعو الحركة النسائية فى مصر لإعادة تنظيم صفوفها من جديد خاصة مع انسحاب العديد من القيادات النسائية بعد الثورة لاتهامهن بأنهن من أتباع النظام السابق على الرغم من أن كثيراً منهن مظلومات فليس كل من شاركت فى عضوية المجلس القومى للمرأة بصفتها ناشطة بإحدى الجمعيات الأهلية أصبحت تنتمى لزوجة الرئيس السابق باعتبارها رئيسية للمجلس القومى للمرأة.. فما ذنب هؤلاء العضوات بأن زوجة الرئيس هى رئيس شرفى لهذا المجلس؟!..
وجدير بالذكر أن كثيراً من هؤلاء العضوات كانت لهن آراء مناهضة للدولة منها وقوفهن ضد رغبة مجلس الدولة حين رفض تعيين قاضيات لهذا أرى أن الهجمة ضد المرأة شرسة وتحتاج كفاحاً نسائىاً شديداً من أجل الحفاظ على ما حققته من مكاسب..
وتتفق سعاد الديب نائب رئيس جمعية حقوق المستهلك مع الرأى السابق وتضيف أنها ترددت كثيراً فى أى مشاركة نسائية بعد الثورة رغم أن الكثيرين يطالبونها بالتقدم للترشيح لعضوية البرلمان ويرجع ذلك لتخوفها الشديد من المشهد السياسى الحالى حيث يتصدره الأخوان، السلفين فضلاً عن احجاب الافكار المتطرفة بينما تنتمى لفكر ليبرالى لهذا تخشى من استخدام البعض لافكار دينية مخلوطة من أجل أهداف سياسية لتنعكس تلك الافكار سلباً على المرأة وتسلبها حقوقها..
وتناشد سعاد الديب نساء مصر المثقفات للتوحد من أجل أصدار بيان ينص على رؤيتهن لمستقبل الحركة النسائية لإرساله لمجلس الوزراء والمجلس العسكرى..
صعوبة التنبوء
وإذا كانت الأراء السابقة تكشف عن مخاوف النساء على مستقبلهن فى الانتخابات القادمة فهناك أخريات يصعب عليهن التنبئ بما سوف يحدث منهن الدكتورة حورية مجاهد استاذ بكلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة قائلة: أعتقد أن ما تمر به مصر فى الفترة الحالية من تغيرات مفاجئة يصعب على أى شخص التنبوء بما سوف يحدث لهذا أناشد من تجد نفسها من نساء مصر القدرة على المشاركة السياسية التقدم للترشيح فى حالة سريان الانتخابات البرلمانية فى الموعد المحدد لها رغم أننى أتمنى تأجيل تلك الانتخابات لمدة عام على الأقل حتى تتضح الرؤية ويكون هناك فرصة للاحزاب والتيارات المختلفة بتنظيم صفوفها..
وتختلف الدكتورة/ ماجى الحلوانى عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً مع غيرها من الاراء حيث ترى أن الفرصة متاحة أمام جميع النساء لاثبات انفسهن فلا داعى للقلق.. وعلى كل من ترى فى نفسها القدرة على خوض العمل السياسى التقدم للترشيح كذلك تتمنى أن يهتم المجلس القادم بقوانين الأحوال الشخصية الخاصة بالمنازاعات الزوجية والرؤية على أن تأتى جمعيها فى صالح الأطفال حتى ينشأوا فى مناخ من الاستقرار العائلى.
ساحة النقاش