مهرجان الاسكندرية السينمائى

والتحدى الأكبر

كتبت :تهاني الصوابي

خطوة جريئة تحسب للقائمين على مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى ، وجمعية كتاب ونقاد السينما التى أصرت على إقامة المهرجان فى موعده ، وعدم القاء دورته هذا العام بسبب ما يردده البعض من المخاوف التى قد تحيط بالمهرجانات الفنية ، نتيجة نشاط الجماعات الدينية المتطرفة ، ومحاولة فرض سطوتهم وسيطرتهم على البلاد ، وتحريم كل ما يتنافى مع قيمهم ومبادئهم وافكارهم ، وربما كان هذا السبب هو الذى خلق روح التحدى لدى القائمين على المهرجان ، ليثبتوا للعالم أن مصر لا تعرف التطرف ، وترفضه أيا كانت أشكاله وأنواعه ، وانها فوق كافة التيارات ، وأن النسيج المصرى لا يخضع للترهيب والتخويف والتهديد.

الجميل أن تحرص إدارة المهرجان واعضاء جمعية كتاب ونقاد السينما والقائمين على المهرجان على إقامة جميع الفاعليات الثقافية والفنية الخاصة به ، بهدف عودة الحياة إلى وضعها الطبيعى رافضة التأجيل مما يعنى إعطاء انطباعاً بعدم استقرار الأوضاع خاصة الأمنية لدى العالم، وهو ما يعود بالأثر السلبى على صورة مصر بالخارج ، معتبرين أن قرار التأجيل يعتبر خطأ كبيراً ، حيث أن عقد المهرجان يبرز صورة مصر الحقيقية بعد الثورة ، وهو ما يريد العالم كله أن يراه من خلال أى نشاط فنى أو ثقافى يقام على أى مكان من مصر سواء كان القاهرة أو الغردقة أو الإسكندرية أو غيرهم.

حاول مهرجان الإسكندرية السينمائى مواكبة الأحداث وعدم الانفصال عن واقع المجتمع المصرى والتغيرات الأخيرة التى حدثت منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 فكان حفل الافتتاح بعنوان «على اسم مصر» وقدم فيه المؤلف والمخرج رصد لثورات السينما المصرية عن طريق مجموعة من الافلام منها «شئ من الخوف» «مصطفى كامل» ، «سيد درويش» ، «حادثة دنشواى» ، «بين القصرين» ، «الفاجومى» وغيرها ، كى تطرق العرض لمشاهد قلب ميدان التحرير وميدان القائد ابراهيم بالإسكندرية ومختلف ميادين محافظات مصر أثناء ثورة 25 يناير ، غير المسابقة التى تقام على هامش المهرجان ، وتعرض 11 فيلما قصيراً بعنوان (افلام 25 يناير) ، ويستعرض جوانب مختلفة من أحداث الثورة ، وهو ما دعا القائمين على المهرجان بإهداء دورته السابعة والعشرين لارواح شهداء الثورة.

يحسب لمهرجان الاسكندرية السينمائى أيضاً على مدى تاريخه بأنه يقدم فى الغالب ما يسمى بالسينما النظيفة وهو المصطلح الذى يستخدمه النقاد والمحررون الفنيون ويقصدون به السينما الخالية من المشاهد الجنسية الساخنة التى تميز معظم افلام المهرجانات حتى أن العامة من الجمهور لسنوات طويلة قبل ظهور الفضائيات والانترنت كانوا يترددون على افلام المهرجان فى دور العرض وقبل مشاهدة الفيلم كان السؤال الأهم (قصة ولا مناظر) تعبيراً عما إذا كان الفيلم يتناول قصة وحكاية وحدوتة أم يحتوى على مشاهد جنسية ساخنة تغازل غريزة المشاهدين ، وهى السمة التى كانت تغلب على بعض أفلام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته السابعة ، بينما بقى مهرجان الاسكندرية السينمائى حريصاً على عدم قبول افلام تحوى تلك المشاهد بقدر الامكان حفاظاًَ على هويته التى أقرها منذ بدايته وهى سينما نظيفة تحمل قيماً أخلاقية واجتماعية وذات سمات خاصة جداً.

المعروف أن مهرجان الاسكندرية السينمائى الدولى لسينما دول البحر الابيض المتوسط يقام كل عام فى شهر سبتمبر وقد افتتح للمرة الأولى عام 1979 من قبل الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والتى رأسها وقت انشائها عام 1973 الناقد والصحفى الراحل كمال الملاخ ، حيث يقام المهرجان تحت رعاية وزارة الثقافة ومحافظة الاسكندرية.

نتمنى أن يحقق مهرجان الاسكندرية السينمائى الحلم الذى راود القائمين عليه وتنجح دورته هذا العام ويخرج بالصورة اللائقة به ، ويظل كما هو على خريطة المهرجانات الدولية المتميزة خاصة وأن دورته هذا العام تعقد فى ظل ظروف سياسية واجتماعية وثقافية تختلف عن السنوات السابقة.

 

 

المصدر: مجلة حواء -تهاني الصوابي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 471 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,814,392

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز