العبور العظيم مسئوليتنا جميعاً

كتبت :ايمان حمزة

عبور الهزيمة بنصر أكتوبر واستعادة الأرض مع الكرامة حلم حققناه منذ 38 عاماً وتجسد من جديد للعالم بثورة يناير 2011 .. ولكن الآن ومع كل هذه التحديات أصبح العبور بحياتنا للأفضل هو غاية آمالنا وأحلامنا التى نتمناها واقعاً حياً .. لننعم بالأمان والرخاء جميعاً .. وأن نتغلب على كل هذه التحديات والعقبات والصعوبات .. التى تواجهنا فى هذه المرحلة الانتقالية الحرجة التى تمر بها البلاد كما يحدث عادة بعد الثورات على مر التاريخ .. فتنتشر مظاهر العنف والبلطجة لبعض الوقت وما يتبعها أيضا من خسائر اقتصادية تؤثر على حياتنا بشكل خطير .. ولكن كيف نغير حياتنا ونضع أقدامنا على الطريق الصحيح .. كيف ننقذ أنفسنا وأبناءنا وأحفادنا .. فالأمور لم تعد تحتمل المزيد .. والأهم لنا جميعاً ..

 كيف نستجمع كل طاقات الاستفزاز والمرارة من كل ما مر به الشعب فى السنوات السابقة من الفساد والظلم .. الشعب الذى استطاع أن يثور ويثأر لنفسه بثورته ليحرر البلاد من الظلم ويطيح بالنظام بكل رءوسه ورموزه التى استباحت حقوقه وثرواته .. وليضعها خلف القضبان لتأخذ العدالة طريقها كشعب متحضر بالقانون لينال كل ظالم جزاء ظلمه. ونحقق أهداف ثورة 25 يناير من العدالة والحرية والكرامة لكل مصرى والحياة الكريمة للجميع .. أن نحقق ذاتنا وأن نتعلم كيف نحافظ على ثورتنا من كل من يحاولون أن يدمروا وحدة الشعب من أعداء الداخل والخارج .. وأن يضيعونا ويضيعوا معنا البلاد .. ولكن أصبح علينا التحدى الأكبر كيف نواجه كل ذلك وأن ننهض بمصرنا من كل هذه التحديات التى تواجهنا . رغم أننا حققنا بهذه الثورة السلمية العظيمة التى أذهلت العالم والتى راح فداءها المئات من الشهداء من خيرة شباب مصر .. كيف نحافظ على تراب بلادنا وكرامتها وكرامة كل مواطن مصرى وحقه فى الحياة الكريمة .. وفى تطوير التعليم وفى فرصة عمل تحقق طموحه وأحلامه .. وحتى نرى الديمقراطية تتحقق من خلال انتخابات حقيقية حرة لمن يمثلوننا فى المجالس البرلمانية من مجلسى الشعب والشورى .. ليصنعوا دستور بلادهم بوعى الشعب .. ومن أجل الوصول لاختيار رئيس الجمهورية.. قوى وعادل يعبر مع الشعب هذه المرحلة الخطيرة إلى بر الأمان والرخاء ونخرج من عنق الزجاجة.. أصبح علينا جميعاً أن نتكاتف من أجل إنقاذ البلاد .. وأن نتصدى لكل أوجه الفساد ممن يستغلون هذه الأوقات ويتاجرون بزعزعة وحدة الصف التى تجسدت فى نصر أكتوبر الشعب والجيش قوة واحدة وتجسدت من جديد فى ثورة يناير الشعب والجيش قوة ويداً واحدة ..

 المصريون جميعاً قوة واحدة لا فرق بين غنى وفقير أو مسلم ومسيحى امرأة ورجل حتى القوى السياسية كانت جميعاً يداً واحدة من أجل البلاد أولاً .. لمسنا أروع قيم الإنسان المصرى الأصيل تتجسد واقعاً حياً من جديد .. لنتصدى بشهامة وقوة لمن يحاول أن يزرع الخوف والبلطجة فتصدت اللجان الشعبية فى ظل التراجع الأمنى بل كانت تتصدى للغلاء ولكل من حاول أن يستغل الفرصة ليتاجر بقوت الناس.. الحل بأيدينا والنهوض بالإنسان المصرى وحل مشاكله هو الحل للخروج من هذه المرحلة الحرجة وقد أصبح الحل الحقيقى وكلمة السر هو تضافر جهود كل المصريين.. فجهود البشر وعقولهم المفكرة المبدعة للخروج من المشاكل التى تواجهنا مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى واجتماع المال الذى سيتحقق ويزيد بالعمل والإرادة والصبر والتصميم .. من خلال استغلال موارد بلادنا المتاحة لحين عودة الاستثمارات والسياحة التى ستأتى سريعاً عندما تستقر الأمور من جديد .. بإعلام واع ورجال دين مستنيرين وهنا يأتى أيضا دور كل فرد منا فى مكانه كشباب فى أماكن دراستهم بالمدارس والجامعات والعمل وكأمهات وآباء يرسخون القيم داخل أفراد أسرهم .. ونتواصل مع أبنائنا ونضرب المثل والقدوة.. لا فرق بين بنت وولد فالمجتمع يحتاج لكل طاقاته وقدراته .. كآباء وأمهات نضرب المثل والقدوة داخل المجتمع فى مواقع عملنا وفى الشارع وفى كل مكان بالعمل الجاد والتصدى لكل مايواجهنا من عقبات وتحديات بالتفكير المنظم والبعد عن التكاسل فمن أجل المصلحة العامة أولاً ستتحقق كل المصالح لنا ولأبنائنا وأجيالنا ..

 فقط لنطور من أنفسنا بكل سبل التكنولوجيا .. وكيف نستفيد بها مع سواعدنا القوية لمزيد من الخير فى الزراعة والصناعة والتجارة من أجل تحقيق اكتفائنا الذاتى من الغذاء وكل احتياجات حياتنا وبذلك سنقلل من هذه الأموال التى توجه بالعملة الصعبة لاستيراد كل شىء لنحولها بعد ذلك إلى أموال للداخل لفرص عمل للشباب.. لمساكن كريمة تحقق أحلامهم فى بناء أسرة جديدة .. لنحمى أجيالنا من الضياع والإنحراف والجريمة ونحمى أطفالنا من عصابات الشوارع ومن تسربهم خارج التعليم ليفقد طفولته من أجل إعالة أهله ..

 كيف نستفيد من ثروتنا البشرية الكبيرة لنحولها لطاقة كبيرة تفيدنا جميعاً بدلاً من أن تلتهم كل سبل الخروج من الواقع الحالى .. فليكن الاستثمار فى الإنسان هو طريقنا للأمان والرخاء .. ولنعد استغلال كل أراضينا ونتجه بعيداً عن الزحام والوادى الضيق بوعى وفهم جديد لنعمر الصحراء ونحافظ على أرضنا الخصبة ونستثمر سيناء ونحمى بلادنا ونظهر للعالم ومن قبل أنفسنا كيف نستعيد مكانة مصر التى كانت دائماً والتى كرمها المولى .. أن نستعيد المكانة اللائقة بنا من جديد ولنعبر جميعاً ونخطو هذه المرحلة بكل مالدينا من تحد وإصرار ولا فرق بين إنسان وآخر امرأة ورجل كلنا معاً من أجل بلدنا وأبنائنا وأحفادنا من بعدنا فلنكن جميعاً عونا على هذه المسئوليات العظام .. فيد الله فوق يد الجماعة.

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 734 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,727,076

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز