لا عزاء للسيدات فى برلمان 2011
كتبت :تهاني الصوابي
الآن وبعد أن أغلق باب قبول طلبات الترشح لانتخابات مجلسى الشعب والشورى، فقد اتضحت الرؤية.. إقبال ضعيف من المرأة على خوض التجربة الانتخابية هذه المرة، بعد أن شهدت آخر انتخابات عام 2010 إقبالا كبيرا بسبب ما يسمى «الكوتة» التى أتاحت للمرأة 64 مقعدا مضمونا، قدمت لها على طبق من الفضة الخالصة، ولكن ما حدث من تجاوزات الحزب الوطنى وقتها سيطرت المحسوبية على اختيارات الحزب للنساء المرشحات، كان وبالا على المرأة بسبب ما أفرزته النتائج من احتلال لمجموعة من النساء لا تستحق الجلوس على الكرسى، ولا يملكن من المؤهلات والقدرات ما يمكنهن من القيام بالدور المنوط بهن فى حال تواجدهن فى المجلس.
الحقيقة أن تجربة الكوتة فى انتخابات 2010 كانت تجربة سيئة ووبالا على المرأة المصرية، وانتكاسة لمسيرتها وكفاحها على مدى سنوات طويلة للحصول على حقها فى الترشح والانتخاب، ويبدو أن تلك التجربة وافرازاتها انعكست آثارها على مدى إقبال المرأة على الانتخابات هذه المرة، وقد كنت من أشد المؤيدين لالغاء تلك الكوتة، واتاحة الفرصة للمرأة لخوض التجربة الانتخابية بلا مساندة حكومية خاصة بعد ثورة 25 يناير وآمالنا العريضة فى أن تكون الانتخابات حرة نزيهة، لكننى لم أكن أتوقع أن تكون النتيجة هى إحجام المرأة عن الترشح بهذه الصورة، حيث اختفت المرأة من ترشيحات برلمان 2011، إلا من قلة قليلة والنتيجة بالطبع بعد إعلان النتائج هو عدم تواجدها تحت قبة البرلمان، وهو ما يعنى حرمان نصف المجتمع من أن يكون لها صوت يعبر عنها، ويطرح قضاياها ويحقق أحلامها وطموحاتها.
والسؤال الآن لماذا جاء إقبال المرأة على الترشح لانتخابات مجلسى الشعب والشورى ضعيفا سواء على مستوى المستقلات أو الأحزاب، ولم تشهد المحافظات الإقبال الشديد الذى شاهدناه من قبل، حيث شهدت بعض المحافظات ترشح سيدة واحدة أو اثنتين أو ثلاث على أكثر تقدير، بما فى ذلك محافظتى الإسكندرية والقاهرة، حيث جاء إقبال المرأة ضعيفا على الترشيح على مقاعد مجلسى الشعب والشورى، فى حين أن بعض محافظات الوجه القبلى لم يتقدم عنها أى سيدة للترشح، وهو ما يطرح سؤالا أين المرأة من برلمان 2011 ؟ ولماذا هذا الاحجام عن برلمان بعد الثورة، على الرغم من تواجدها وحضورها فى الميدان منذ اليوم الأول للثورة مطالبة بالحرية والعدالة والمساواة وإسقاط النظام، وغيرها من المطالب التى كان للمرأة صوت عال فيها جنبا إلى جنب الرجل فى ليالى الثورة منذ بدايتها وحتى سقوط النظام بأكمله يوم 11 فبراير.
أين ذهبت هؤلاء الفتيات والسيدات، ولماذا لم يتقدمن للترشح وتركن الساحة لغيرهم ممن ركبوا الثورة واختطفوها وتقدموا للترشح هم لاحتلال مقاعد البرلمان بدلا من أصحاب الثورة الحقيقيين، ومن الذى سيعبر عنهن تحت قبة البرلمان ؟ ويطرح قضاياهن ومشاكلهن خاصة أن هناك زحفاً من التيارات الإسلامية المتطرفة تسعى لاحتلال تلك المقاعد وهو ما يعنى إصدار القوانين والتشريعات التى من شأنها تحجيم المرأة والعودة بها إلى غياهب الظلام.
الخوف كل الخوف أن يكون برلمان 2011 نهاية المطاف لمسيرة تقدم المرأة المصرية، ووقتها سوف يكون اللوم كل اللوم على المرأة المصرية التى تخلت عن دورها وانجازاتها وتركتها للغير من أصحاب الأفكار المتطرفة، ووقتها سوف نقول للمجتمع بأكمله ولا عزاء للسيدات.
ساحة النقاش