الإسلام حرر المرأة وعليها الدفاع عن حريتها

كتبت :أمل مبروك

 

في عام 1903 وجدت في فتاوى الشيخ محمد عبده امرأة مصرية تمتلك أسهمًا فى شركة قناة السويس ، والشركة كانت فرنسية في ذلك التاريخ ، والمرأة كانت تريد أن تبيع أسهمها، ولكن الشركة قالت : إنه وفق القانون الفرنسي لا يجوز لها أن تتصرف في مالها إلا بإذن زوجها، وأرسلت السيدة للشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية آنذاك ، فقال : إن المرأة لها أن تبيع وتشتري حسب شريعة الإسلام وقانونه .

 

دعاء

اللهم ياودود ياذا العرش المجيد يافعال لما يريد - أسالك بعزك الذي لا يرام وملكك الذي لا يضام ونورك ونور وجهك الذي ملأ أركان عرشك أن تغيثني وتصرف عني كل سوء -- ياحي ياقيوم

 

مانشيت

في سورة النور منهج متكامل لتعليم الشباب والشابات ما يُطلب منهم فى مجال آداب الاستئذان، وآداب البيوت، وختمت السورة بالحديث عن العورات

 

حد الذرائع

> لماذا مازال "سد الذرائع" لافتة كبيرة موضوعة على باب موصد هو باب مشاركة المرأة فى العمل العام وكافة مجالات الحياة عند بعض الإسلاميين ؟

نانيس عبد الحميد ? طبيبة أطفال

 

- يؤكد فضيلة الشيخ محمود عاشور ? وكيل الأزهر الأسبق ? أنه مما يؤسف له أن تصور بعض الإسلاميين لقضية المرأة متخلف ، وما يزال اهتمام الحركة الإسلامية بالرجال أكثر من النساء ، فبعض الإسلاميين يتحرجون إلى الآن من أن تكون هناك تنظيمات نسائية أو حركات نسائية من باب "سد الذرائع" ، وهذا خوف مشروع ، ولكن لو توسعنا فيه سنحرّم المباح، ويحضرني رأي الشيخ محمد عبده في موضوع "سد الذرائع" ، فهو يقول: هل نقطع اللسان لأنه أداة الكذب ؟ يجب أن نضبط الأشياء بضوابط الإسلام ولا نكبل حركتنا ، فالحقوق لا تمنح طواعية ، ومن قراءتي للسنة النبوية وصلت إلى أن المرأة لم تجلس مكتوفة اليدين في انتظار تحرير الإسلام لها، لقد سعت إلى ذلك، وواقعة "وافدة النساء" يستدل منها على أنه كانت هناك جمعية نسائية اجتمعت عضواتها ، وتناقشن وقررن إرسال مندوبة عنهن إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- يطالبن بحقوقهن . فأسماء بنت عبيد الأنصاري وفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهي تتقدم النساء وتتزعمهن وتقول له: أنا وافدة النساء إليك، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلاهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم أفلا نشارككم في هذا الأجر؟.وما انتهت أسماء من حديثها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حتى التفت النبي إلى أصحابه ثم قال: "هل سمعتم بمقالة امرأة أحسن من سائلة في أمر دينها من هذه ؟" فقالوا بلى يا رسول الله. فقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: 'انصرفي يا أسماء، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال '.فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

الإسلام إذن لم يسقط مطر التحرير على النساء من السماء بل استنفرهن ليتحركن ويسعين إلى حقوقهن ، فلا خوف إذن من منح المرأة كل ما كفله الإسلام لها من حقوق والخطأ وارد ، ولن يمكننا تطبيق الإسلام كله بشكل مثالي وإلا توقفت الحياة. فكلما سعينا إلى تطبيق الإسلام اكتشفنا فيه ما هو أكثر تفردًا وتميزًا فتستمر الحركة والسعي، ويظل لدينا ما يستحق الاكتشاف .

> ولكن كيف نحصن المسلمات من أن يكنَّ مبررًا لسد الذرائع حين يمارسن العمل العام بشكل مفتوح، وبلا ضوابط إسلامية لا تحيد به عن هدفه ؟

يقول الشيخ عاشور : إن الدين هو الحاكم والضابط الحقيقي ، وهذا منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تعامله مع قضية المرأة، فهو لم يحرم الاختلاط وإنما حرم الخلوة ، وكانت النساء يخرجن للصلاة حتى الفجر والعشاء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعندما حاول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - أن يمنع زوجته "عاتكة" - وكانت شديدة الجمال - من الصلاة فى المسجد ، وكان منزله ملاصقًا له قالت له: أتنهاني ؟ فقال : لا أنهاك لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال : لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله، فها هو الخليفة يرغب في شيء ولكن الدين يحكمه ويضبط رغبته.

هذا هو التحصين المطلوب : أن يكون الدين مرجعيتنا لا الأهواء الشخصية ، ولا أن يكون بيننا من يصرون على أن صوت المرأة عورة ، بينما قرأنا فى السنة عن خطيبة النساء التي كانت تقف على المنابر وتعظ النساء ، وعن الصحابية التي راجعت عمر بن الخطاب فى مسألة المهور بصوتها ، فقال : كل الناس أفقه من عمر ، ولم يقل لها - على شدته - : صوتك عورة ! مشكلتنا أننا نخلط بين العادات والتقاليد والإسلام ، يتحرج الرجل من مناداة زوجته باسمها معتقدا أن ذلك من الإسلام ، بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقف على الجبل ، وينادي : «يا فاطمة بنت محمد ، يا صفية بنت حُيي» لقد تخلفنا عن أكثر من 14 قرنًا مضت ، هي عمر التحرير الحقيقي للمرأة .

 

 

ابنى يتحرش بأخته

 

> ابني عمره 14سنة، دخل الغرفة على أخته، عمرها 16 سنة، وهي نائمة، ووضع يده على كتفها، أفاقت وصرخت فى وجهه فخرج يجرى من الغرفة ، فكيف أتصرف معه؟

ر . م - موظفة

 

- يؤكد فضيلة د. أحمد عمر هاشم ? عضو مجمع البحوث الإسلامية ?أن هذا الابن يعاني من مشكلة، وهو بحاجة إلى من يأخذ بيده ليجنبه الوقوع فيما هو أعظم مما وقع فيه، فالشباب فى هذه السن عرضة للإثارة، ومع صغر السن، وعدم التفكير في العواقب، وضعف الوازع الدينى، كل هذا قد يؤدى به إلى أن يُقدم على مثل ما فعل، بل وأشد منه، إذا لم ينتبه له الأبوان ، ويعيناه على التخلص من هذه الحالة التي هو فيها.

ولهذا فنصيحتنا هى الاعتناء بتربية الأبناء التربية الإيمانية، فإنها جزء مهم جدًّا فى ردع الإنسان عن ارتكاب الفواحش، سواء رآه الناس أو لم يروه ، والبداية تكون بمصادقة الابن عملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام : لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصادقه سبعا ثم أطلق له الحبل على الغارب ، وبهذه المصادقة لن يخجل الابن من الكلام عن كل ما يجول بخاطره من أفكار ومشاعر فيكون من السهل تعليمه الآداب الشرعية التي ينبغى الوقوف عندها، وتذكيره بأن هذه الآداب، الله عز وجل مطلع على تنفيذها، والقيام بها، وأنه سبحانه وتعالى لا تغيب ولا تخفى عليه خافية، ثم نذكر له عقاب الله تعالى للعصاة.

وفي سورة النور منهج متكامل لتعليم الشباب والشابات ما يُطلب منهم فى هذا المجال، بداية من آداب الاستئذان، وآداب البيوت، وختمت السورة بالحديث عن العورات، ومتى يُسمح للصغير بالدخول، ومتى لا يسمح، وآداب استئذان الكبار، فهذا هو المنهج القرآنى في تربية النشء ، ومن أهم الوسائل التي ركزت عليها السورة : تجنيب الأبناء والبنات أسباب الإثارة ، فهذا أمر فى غاية الأهمية، فهذا الابن بحاجة إلى أن يصان عن المثيرات سواء كانت مرئية أو مسموعة، ثم هو بحاجة أيضًا إلى تقوية الأعمال الإيمانية فى نفسه كالصلاة، والتذكير بالآخرة، فهذا من شأنه أن يهذب النفس، ويقوى في القلب مراقبة الله تعالى، والخوف منه.

ثم من الأساليب النافعة في هذا المقام : الاعتناء بالشباب الذين يجالسهم هذا الولد، من هم رفقته؟ فربما كانت رفقته أيضًا تدعوه إلى مثل هذه التصرفات، وتشجعه عليها، وتثيره إليها، ومن ثم فأنتم بحاجة كأسرة أن تعينوه على اختيار أصدقائه الصالحين، نسأل الله تعالى أن يصلحه، وأن يجنبه الخطأ والزلل، وأن يعصمه من المضلات ، إنه سميع قريب.

 

 

 

الآية المراد كتابتها

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ

 

 

 

 

المصدر: مجلة حواء -أمل مبروك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 553 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,884,155

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز