الحب.. والغرام.. نظرة شرعية

كتب :محمد الشريف

 منذ بزوغ فجر التاريخ الإسلامي والمسلمون يتساءلون في أمور دينهم وانطلاقاً من قوله تعالي «اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» نتوجه أسبوعياً إلي علمائنا الأجلاء من أهل الدين للوقوف علي إجابات لما يتساءل عنه المسلمون»
 علامات استفهام كثيرة يضعها المجتمع على العلاقة العاطفية التى تجمع بين الشاب الفتاة، البعض يدين هذه العاطفة وما يتبعها من غرام وحب، تتعرض الفتاة بشكل خاص إلى حالة من الاستخفاف بمشاعرها، والرفض لارتباطها، على الرغم من أن الرسالات السماوية جميعها تحترمها وتحتضنها. وتصحيحاً للمفاهيم الخاطئة حول هذه العاطفة، سألت «حواء» عن نظرة الشرع لها بعد رسالة من قارئتها -نيرمين عادل- موظفة - جاء فيها: أحببت شاباً، وأعلم يقينا أن ما بداخل قلبى لا يمكن أن أتحكم فيه، وأشعر بحيرة، لا أريد أن أغضب الله، وفى نفس الوقت أؤمن بأن ما يجمع بيننا حب عفيف فماذا أفعل، وما رأى الدين فى هذه العلاقة ؟

 يقول د. محمد وهدان- رئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإسلامية: الإسلام ليس ضد الحب، بل معه بشرط أن يؤدى إلى الزواج، وقد حسم الرسول.. هذه المسألة فى الحديث الذى يرويه عبدالله بن مسعود حيث قال: لم ير رسول الله..للمتحابين أفضل من الزواج. أما ما يقع بين الشباب من تجاوزات باسم العاطفة فالإسلام منه براء. وخروجاً من هذه الأزمة وحتى لا تغضب الفتاة ربها إذا ما أحبت شاباً، ولم تساعده ظروفه على الارتباط بها بالشكل الواجب شرعاً فلتخبر أباها على سبيل التلميح لا التصريح صوناً لحيائها، وعلى الأب أن يرضخ لرغبة ابنته إذا ما رآه مناسباً ولا يجبرها على شىء. ويستدل د. وهدان على ذلك بتلك الفتاة التى جاءت إلى رسول الله ü وقالت إن أبى زوجنى من ابن أخيه ليرفع بى خسيسته وأنى كرهت ذلك. فدعا الرسول أباها وجعل الأمر إليها، فقالت: إنى أجزت ما فعل أبى، ولكن أردت أن اُعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شئ.

 السهو في الصلاة


 - الخشوع هو الثمرة المرجوة من الصلاة، التى هى الصلة الوثيقة بين العبد وربه، وحتى تُحقق هذه الثمرة، فعلى المرء ألا يفكر فى شىء سوى وقوفه بين يدى الله عز وجل، إلا أن الشيطان الذى تعهد بإغواء بنى آدم، لا يترك سبيلاً ولا مسلكاً ليفسد على الإنسان هذه الثمرة إلا سلكه، وصلت حواء رسالة من قارئتنا -سماح عودة- طالبة - تقول فيها:

 - أسهو فى صلاتى فأترك قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة أو أترك التشهد الأول فى الركعة الثانية وأقف للثالثة، بعدها أتذكر أنى لم أجلس للتشهد، فما الحكم؟

 يقول د. لطفى عبدربه - أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر-: يكاد لا يخلو إنسان من الوساوس والأفكار الدنيوية التى يحرص الشيطان على تجميعها أمام المصلى ليخرجه من حالة خشوعه وإقباله على الله، لذلك كان هذا التعليم النبوى الكريم «إذا صليت فصل صلاة مودع»، وحضور القلب فى الصلاة هو روحها قال -صلى الله عليه وسلم- «من صلى ركعتين لم يحدث نفسه فيهما بشئ من الدنيا، غفر له ما تقدم من ذنبه» - رواه ابن ماجة، ومما يساعد على حضور القلب فى الصلاة أن يقبل الإنسان على صلاته وقد أفرغ قلبه من التفكير فى أمور الدنيا ويتجه إلى الله بجوارحه فى سكون وتذلل، وقد ثبت أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يسهو فى صلاته، وصح عنه «إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكرونى»، وهناك حالات كثيرة يشرع فيها سجود السهو، كسؤال القارئة من نسيان التشهد الأول من الصلاة ، حيث عده بعض الفقهاء أنه سنّة يُجبر نسيانها بسجود سهو، فقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : إذا قام أحدكم من الركعتين فلم يستو قائما فليجلس، وإن أتم قيامه فلا يجلس، ويسجد سجدتين .. فإذا نسى المصلى التشهد الأول أجبرته سجدتا السهو ووقتها فى نهاية الصلاة قبل التسليم.

 أما عن قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة . فحكمها أنها سنة ولا يلزم نسيانها سجود سهو . فإذا لم يقرأها المصلى بعد الفاتحة أجزأت، وإن زاد فهو خير . والله أعلم

المصدر: مجلة حواء -محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 759 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,886,560

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز