مطلقة أم عانس ..الخيار مر
كتبت :سمر عيد
نتعجب كثيرا عندما نري فتاة جميلة، عاملة، متعلمة، مثقفة، ومن عائلة محترمة، وغير متزوجة! وعندما نسأل عن السبب؟ نعرف أن الفتاة أمامها خياران كلاهما مر، الأول: أن تظل بلا زواج وتحمل لقب «عانس»، والثاني أن تضطر تحت ضغط الأسرة وخاصة الأم التي لا يهدأ لها بال إلا وابنتها في الكوشة وبالفستان الأبيض، أن تقبل ويحدث بعد ذلك ما يحدث، فتقع فريسة اختيار تندم عليه طوال العمر.. «حواء» التقت بعض السيدات ممن تزوجن دون إرادتهن، احتراما لرغبة الآباء، وأخريات عازفات عن الزواج يرفضن الرضوخ والوقوع في هذا الفخ، غير ملتفتات للقب «عانس» والذي ترفضه معظمهن لأنهن يعملن، ويحققن نجاحات، ولاينقصهن شيء ويؤمن بإرادة الله عز وجل في مسألة الزواج فهي قسمة ونصيب
داية تشير أحدث الإحصاءات لوجود (5،10) مليون فتاة غير متزوجة تخطت من الـــ35، وأن معدل العنوسة 17%، وهى نسبة فى ازدياد، وأسبابها نطرحها خلال تحقيقنا هذا..
وقبل التعرف على رأى العازفات عن الزواج وأسبابه نقدم بعض الآراء لمن تزوجن دون إرادتهن، والحال الذى آلت إليه حياتهن..
تقول س.ع لقد أرغمتنى أمى على أن أتزوج من رجل عرف عنه البخل حتى لا أحصل على لقب «عانس» وفى النهاية هذا البخيل أصبح يرفض الإنفاق علىّ وعلى ابنه وأصبح أهلى مسئولين عن الإنفاق على فما الذى جنته أمى من زواجى؟! وأصبحت الآن عالة على أمى وبت أحلم بالطلاق لكنه مع الأسف يرفض أن يطلقنى حتى لا أحصل على مسكن أنا وابنه ولكيلا أقيم ضده دعوى نفقة للولد.
مثل هذا المشهد يتكرر كثيراً فى كثير من الأسر المصرية، وإذا عرفنا أنه يوجد فى مصر 13مليون شاباً وفتاة تجاوزت أعمارهم الــ35عاماً بلا زواج معهم 5،10مليون فتاة وأن معدل العنوسة فى مصر يمثل 17% وهذه النسبة فى تزايد مستمر.
كما تبلغ نسبة العنوسة فى المجتمعات الحضرية 38% وفى الوجه البحرى 8،27% وفى الوجه القبلى 25% ، وأمام كل هذه الحقائق ندرك تماماً مدى قلق الأهل على زواج البنات ومحاولتهم بكافة الطرق ألا تحصل البنت على لقب عانس، ولكن لهذا تداعياته فنظراً لتسرع الأهل فى تزويج بناتهم لأى شخص والسلام فقد زادت نسبة الطلاق فى مصر.
ويؤكد الجهاز المركزى للإحصاء أن نسبة الطلاق فى مصر فى تزايد مستمر لترتفع خلال عام 2010 بنسبة 79% فقد وصل عدد المطلقات فى مصر خلال 2011 ، 70 ألف مطلقة، وبلغت حالات الطلاق فى 2009 (387) حالة يومياً بمعدل 16 حالة طلاق كل ساعة. وسجلت السنة الأولى من عمر الزواج أعلى نسبة طلاق .
كل هذه الأرقام تدفع البنت المصرية إلى المفاضلة والاختيار بين لقب عانس وبين لقب مطلقة وهناك أسباب كثيرة تجعل البنت تفضل العنوسة على الزواج برجل غير مناسب.
وتتحدث عن ذلك مى محمود تقول: عندما يكون الرجل رجعياً وتفكيره متخلفاً ويعود إلى آلاف السنين عندها لابد من رفضه وتفضيل العنوسة على الزواج منه.
وتتفق معها مروة وليد مضيفة: أفضل العنوسة على الزواج من رجل بخيل مثلاً لأن نهاية الزواج من شخص بخيل هو الطلاق وقد يكون معى أطفال فأفضل أن أحمل هم نفسى فقط على أن أحمل هم نفسى وهم طفل.
مش عايزين بهدلة
وترى نورهان خالد أن العنوسة هى أفضل بكثير من بهدلة المحاكم وبهدلة الطلاق أو الخلع فيما بعد وتقول: يخشى الأهل عموماً على ابنتهم من العنوسة ولكنهم لا يعلمون أن نار العنوسة خير من جنة الطلاق فالمطلقة يعيب عليها المجتمع وقد يتهمها أحياناً فى شرفها، وأنا أرى أن العنوسة أفضل من الزواج برجل يطلب منى مثلاً عدم إكمال تعليمى أو ألا أعمل بعد الزواج، فرجعية الرجل المصرى تجعل كثيراً من الفتيات يفكرن ألف مرة قبل الارتباط برجل «سى السيد» فى عصر مفتوح ومتطور وبه ثورة علمية وتكنولوجية.
بهدلة البنات
وتفضل ناهد محمد مدرسة ابتدائى وأم لبنتين: أن تبقى بنتاها فى البيت على الزواج من رجل غير مناسب وتضيف: أكثر ما يجعلنى أرفض العرسان هو سوء الأخلاق ورقة الدين فلو كان الرجل بلا أخلاق وعلاقته بالله غير جيدة فمن الأفضل الابتعاد عنه، حرام بهدلة البنات وإن تساهلت فى تزويج ابنتى لأى شخص سوف أتعسهما بقية عمرها كله.
زوجوا البنات
وتنادى أم محمد - بوابة بإحدى العمارات - الأهل والناس جميعاً بتزويج البنات لأن زواج البنات سترة والبنت إن لم تزوجها قد تنحرف ووقتها ستجلب لأهلها العار، أو ستكبر فى السن وتمرض نفسياً عندما ترى صديقاتها وقريباتها قد تزوجن وانجبن.
الزواج في العشرينيات
وتعلق د . نورا رشدى - أستاذة الخدمة الاجتماعية - على هذا الموضوع قائلة:ـ طبعاً نسبة العنوسة فى تزايد مستمر نظراً لعدة أسباب، أول هذه الأسباب ارتفاع قيمة المهور والشبكة، وثانيها زيادة نسبة تعليم الفتيات تعليماً عالياً ووصول الكثير منهن إلى مراكز علمية مرموقة، فالرجل الشرقى يحب المرأة التى تكون أقل منه علمياً حتى يستطيع قيادتها .
وثالث هذه الأسباب هى الشخصية القوية لدى البنت فلو البنت شخصيتها قوية نجد أنها لا تتزوج بسهولة لأنه من الصعب أن تجد من يحاكى تفكيرها.
وعلينا أن نعترف أن هناك عيوباً جوهرية لرفض العريس وعيوباً سطحية، العيوب السطحية مثل أن يأكل بطريقة عشوائية أو لا يستطيع الأكل بالشوكة والسكين، أو أنه لا يعرف كيف يرتدى ملابس مناسبة وهذه العيوب البسيطة تستطيع المرأة إصلاحها فى زوجها بعد الزواج، أما العيوب الجوهرية مثل الأنانية والبخل واللسان القذر والسب والشتم وقلة الأخلاق والدين، وحب النساء ..كل هذه العيوب لا يمكن التغاضى عنها والأفضل العنوسة عن الارتباط بمثل هذا الرجل.
وأدعو الفتيات إلى الزواج فى سن العشرينيات حتى لا يضطررن إلى قبول رجل غير مناسب فى الثلاثينيات ولا يفوتهن قطار الزواج كما يقال، ناهيك عن أن الفتاة فى الثلاثينيات غالباً ما تكون تعمل وقد أصبح لها شخصية مستقلة وتكون قد تعودت على نمط حياة معين لا تستطيع أن تغيره
ساحة النقاش