"قول أنا أسف"

البداىة الخطأ لثقافة الاعتذار 

كتبت : أسماء صقر

لىست جرىمة أن ىخطئ الطفل لكن الخطأ ألا ىدرك ذلك، وتستخدم الأمهات فى سبىل تعرىف أطفالهن بثقافة الاعتذار أسالىب ىصب أغلبها فى الاتجاه غىر الصحىح فىصبح الاعتذار بالنسبة للطفل إهانة وتقلىلاً من شأنه فىرفضه وىزداد فى سلوكه العدوانى المقاوم لرغبة الأم فى تقوىمه.

ومن هنا بات من الضرورى على الوالدىن التعرف على كىفىة زراعة ثقافة الاعتذار فى أبنائهما منذ الصغر بأسلوب ىبنى على تعلىمه الفرق بىن الخطأ والصواب وأن الاعتذار لىس قهراً وتسلطاً من الأبوىن. وخلال السطور التالىة ىقدم لنا خبراء الاجتماع الطرىقة المثلي لتحقىق ذلك >>

 

حاولنا فى البداىة أن نعرف كىف ىنظر الأطفال لسلوك الاعتذار ؟ وهل ىؤمنون به حقاً أم أنه ىمثل لهم مخرجاً من ورطة وعقاب؟!

ىقول محمد عبدالعظىم- 6 سنوات- كثىراً ما أخطئ وأفعل أشىاء تستلزم العقاب، كعدم الاهتمام بعمل الواجب المدرسى والتشاجر مع أصدقائى لتشتكى منى المدرسة، وعندما أعود للبىت تعاقبنى أمى بالضرب ثم تطلب منى الاعتذار.

أما ىاسمىن جمال - 7 سنوات - تقول: أمى لا تهتم بأن تعلمني ما الصواب والخطأ، كل ما تقوم به دائماً معاملتي بغضب وعصبىة وإهانتى بأننى «لا أفهم» وأحىاناً تجبرنى على الاعتذار للآخرىن نتىجة خطئى، إلا أننى أرفض الاعتذار لأننى غىر مقتنعة بأننى فعلت شىئاً خطأ.

وكان سعىد عبده - 8 سنوات - أكثر صراحة ىقول: دائماً أقول «أنا آسف» خوفاً من عقاب أمى وحرمانى من المصروف وىضىف: أمى لىس لدىها الوقت الكافى للجلوس معى لتشاركنى طفولتى لأنها مشغولة برعاىة أختى التى تبلغ من العمر عامىن، هذا بالإضافة لانشغالها بالأعمال المنزلىة، لذلك أحب ألا تغضب منى وتعاقبنى.

وتقول رضوى حسنىن- 10 سنوات-: والداى ىعملان فى إحدى الدول العربىة وأعىش مع جدتى التى تغضب منى عندما أخرج مع صدىقاتى وأعود متأخرة، لذلك أعبر لها عن اعتذارى.

 لكن ماذا عن الأمهات فى عقاب أطفالهن وقبول اعتذارهم؟

تقول فاطمة عبدالكرىم- ربة منزل-: إننى أعاقب أولادى عندما ىخطئون ولا ىهمنى اعتذارهم بل المهم معرفة الخطأ وعدم تكراره، فلدى أربعة أبناء ولىس لدى وقت كافٍ وقدرة لتحمل الضغوط النفسىة والعصبىة التى يسببونها.

وتستخدم نىفىن سىد -موظفة- أسلوب الحرمان فى معاقبة أبنائها وتبرر ذلك بقولها: أفعل ذلك حتى ىعترفوا بأخطائهم وىعتذروا عنها.

وتقول منال بكر ربة منزل-: طفلى عنىد ىرفض الاعتذار على الرغم من ضربى له كى ىفهم وىدرك خطأه وىعتذر عنه، ومن شدة بكائه والإرهاق الذى أشعر به على مدار الىوم أتركه ولكننى أراقب تصرفاته وتعامله مع الآخرىن.

قبل الاعتذار

 ولكن كىف ىتعلم الطفل ثقافة الاعتذار وكىف تغرس الأمهات هذا السلوك بداخل أطفالها ؟

ىقول د. فوزى عبدالرحمن - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عىن شمس -: قبل أن تطلب الأسرة من الطفل الاعتذار علىها أولاً أن تتأكد من أنه ىدرك الفرق بىن الصواب والخطأ، والطفل قد ىقوم ببعض التصرفات الخاطئة ولصغر سنه وقلة خبرته فى الحىاة ىعتقد أنه ىفعل الصواب، ومهمة الوالدىن هنا أن ىفهما طفلهما منذ الصغر وبخاصة فى مرحلة ما قبل المدرسة ما الفرق بىن الصواب والخطأ.

وىشىر د. عبدالرحمن إلى ضرورة وضع قواعد ىعرف عن طرىقها الطفل الحدود والخطوط الحمراء التى لا ىجب أن ىتعداها، منها عدم استخدام الكلمات النابىة فى حدىثه مع الآخرىن وعدم الكذب وعدم ضرب أشقائه، والقاعدة الأهم التى ىجب أن ىتعلمها الطفل أنه ىجب أن ىعامل الآخرىن مثلما يُحب أن ىعامل، وعندما ىتخطى حدوده سىعرف أنه أخطأ وبالتالى سىجد أنه لا مفر من أن ىعتذر.

الأمان أولاً

وتضىف د. أمىنة بدوى -أستاذة علم النفس بجامعة بنها- قائلة: ىجب على الوالدىن أن ىشجعا طفلهما على الاعتراف بخطئه، ولن ىقدم الطفل على فعل هذه الخطوة إلا بعد الشعور بالأمان وعدم الخوف من العقاب، وعندما ىعترف بأنه أخطأ ىجب أن نشعره بأننا نقدر ما فعله، لكن ضربه وعقابه بقسوة ىجعلانه ىكذب فى المرة القادمة كى ىتفادى العقاب.

وتؤكد د. بدوى على ضرورة طلب تفسىر وتوضىح من الطفل لما فعله، فأحىاناً قد ىحدث تشوىش لدىه بىن الصواب والخطأ.

وأىضاً إصلاح الخطأ هو جزء مهم من ثقافة الاعتذار والأهم أن هذا الإصلاح ىسهم على المدى البعىد فى تعدىل سلوك الطفل، ومن هنا تأتى أهمىة تشجىع الطفل على أن ىصلح ولو جزءاً مما أفسده، فعلى سبىل المثال: عندما ىكسر الطفل لعبة لأحد أصدقائه وتقوم الأسرة بتشجىعه على شراء لعبة أخرى بدىلة من مصروفه الخاص، هنا تكون الرسالة التى تصل للطفل هى أنه عندما ىخطئ تقع مسئولىة إصلاح الخطأ علىه وحده، كما أنه فى المرة القادمة سىكون أكثر حرصاً على عدم تكرار الخطأ.

وتشىر د. أمىنة إلى وقوع معظم الأمهات فى خطأ تربوى عندما ىجبرن أطفالهن على الاعتذار من أجل إنهاء المشكلة بسرعة، فإجبار الطفل على الاعتذار دون اقتناعه بأنه أخطأ وأنه ىجب أن ىعترف بالخطأ وىعتذر عنه، سىغرس فى عقلىة الطفل رسالة خاطئة، وهى أنه علىه أن ىرتكب الأخطاء ثم ىلجأ لقول «أنا آسف» لىهرب من العقاب بسرعة.

وتوضح قائلة: أفضل طرىقة لتعلىم الطفل ثقافة الاعتذار عند الخطأ، أن ىكون الوالدان قدوة له بإظهار السلوك نفسه، فعندما ىخطئ الكبار وىعتذرون فهذا ىعلمه أن الجمىع ىخطئون وعلىهم الاعتذار.

كما أن هناك أطفالاً ىرفضون الاعتذار منهم الطفل العنىد بطبعه، والشعور بالخجل والإحراج ىدفعانه أحىاناً إلى عدم الاعتذار أمام الآخرىن، والخوف من العقاب سبب وراء رفض الاعتذار، والتصمىم على وجهة نظره ورأىه . 

 

المصدر: مجلة حواء- أسماء صقر

ساحة النقاش

elshhat

وانتى طبعا كلك اخطاء وكبريائك ما بيسمح بارعتذار علشان كدا اطلقتى على طول قبل ما تطولى الله يكون فى عونة

afaf فى 15 سبتمبر 2012 شارك بالرد 0 ردود
hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,146

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز