هل ماتت النخوة فينا؟!
كتبت :نبيلة حافظ
انفطر قلبى وأنا أشاهد أم سورية تبكى على أطلال منزلها وتودع أسرتها بأكملها بعد أن استشهدت فى الهجمات الوحشية للنظام السورى وظلت تصرخ وتقول : «أين أنتم يا عرب..؟ أين أنتم يا مسلمين ؟ هل ماتت النخوة فيكم .. ؟!
دموع هذه المرأة المكلومة وصراخها على الدمار والخراب والقتل الذى لحق بها جعلنى أشعر بالخزى والعار من موقفنا نحن العرب .. مسلمين واقباطاً من أبناء الشعب السورى الذى انتفض وثار ضد ظلم واستبداد حكم ظل جاثماً على حرية وكرامة الشعب لعقود طويلة .. وحينما طالب بحقوقه فى الحياة مثل باقى الشعوب الأخرى قوبلت ثورته السلمية بآلات الحرب.. والأسلحة الثقيلة تدك البيوت.. وتهدم المساج.. وتذبح وتقتل الأبرياء.. وتنتهك حرمة الأحياء والأموات.. خراب ودمار.. وعنف ودموية فاقت دموية الصهاينة .
فماذا فعلنا نحن العرب.. هل ماتت النخوة فينا .. ؟!
- ماذا قدمنا لهذا الشعب الأعزل الذى عانى على مدار عام وأكثر من كافة أنواع الظلم ..؟ الأبرياء يقتلون ويعتقلون .. ويهجرون من منازلهم ويعيشون فى رعب ودمار بلا قلوب تساندهم وأيادى تمد لهم المساعدة وكل ما فعلناه .. قليلاً من الوقفات .. وبعضاًَ من اللافتات التى تستنكر وتشجب أفعال هذا النظام الفاجر !!
هل ماتت النخوة فينا ..؟!
- كان يجب علينا نحن العرب .. مسلمين وأقباطاً أن ننتفض لنصرة الشعب السورى .. وأن نرغم الحكام العرب على أن يتخذوا موقفاً قوياً تجاه هذا الشعب .. وأن نعلن مقاطعتنا لكل نظام عربى أو عالمى ينحاز للنظام السورى .. كان يجب علينا أن نفعل الكثير .. ولكن للأسف لم نفعل شيئا .. وتركنا الشعب الأعزل وحيداً يواجه آلة الحرب مفرده.. !!
ويالها من سخرية القدر.. أن يكون هناك بشر بكل هذا الفجر والوحشية .. لا ..
لا يمكن أن يكونوا هؤلاء بشراً؟ من يستمتعون بمشاهد الخراب والدمار ويشعرون بلذة القتلى والدماء المسألة فى كل المدن السورية ..ً والأكدى والأمر أن لديهم القدرة على الكذب والخداع والمناورة والهدف الأوحد لهم لهو تنفيذ مخططهم فى دحر هذا الشعب العظيم.. يتخدون عناوين مختلفة لمخططاتهم .. تارة مواجهة مسلحة تواجه النظام السوري وشعبه وتارة أخري يطلبون تدخل مراقبين دوليين لوقف العنف بسوريا وللأسف الشديد العالم تنطلي عليه هذه الخدع .. وينجرف وراء مخططات بشار وعصابته.. والنتيجة مزيد من الضحايا والدمار!!
لقد انتفض الشعب السورى وقدم أعظم ثورة عربية .. ثورة انطقت الأبكم .. وبصرت الأعمى.. وثقفت الجاهل.. ثورة عرفت العالم من هم أحرار سوريا.. ثورة أنبتت من دم كل شهيد آلاف الثوار .. ثورة لم ترهبها آلات الحرب .. ولم يفزعها آلاف الشهداء .. بل جعلت شعبها يزداد إصراراً على الحرية .. شعباً يقاوم ويطالب دون كلل أو ملل أو خوف ومازال التاريخ يسطر ملاح بطولة هذا الشعب .. الذى يوقن بأن نصر الله أت لا محالة .. وأن الخزى والعار على العالم الذى لم ينصره ..!
ساحة النقاش