ألة الزمن

كتبت : ايمان العمري

اختراع خيالي ممكن يتحقق وفي لحظة نلاقي نفسنا في زمن تاني وسط عالم مختلف.. وقتها سنختار أي زمن نعيش فيه، ويا تري إيه اللي نعمله في الزمن ده؟! سؤال طرحناه علي الأصدقاء... فماذا قالوا

بجد مش هزارعايز أعيش فى كوكب تانىالبداية من الزمن العتيق مع خلود محمد ــ طالبة ثانوى- تقول «أحب أن أركب آلة الزمن لأعود بها للوراء آلاف السنوات، لأعيش فى عصر الفراعنة، وبالتحديد فى زمن إخناتون ونفرتيتى، فهذا العصر شهد حضارة رائعة كم أتمنى أن أستمتع بها، وأنال من نعيمها.

وتتفق معها فى الرأى زميلتها ريم أنور والتى تتمنى أن تعيش فى عصر الفراعنة وبالتحديد فى عهد الملك رمسيس الثانى لما شهده ذلك العهد من تقدم، ورقى وتضيف قائلة: «لكننى لن أترك آلة الزمن سريعا بل سأجعلها تأخذنى للعصر الحديث لأعيش فى عهد الخديو توفيق، وفى ذلك الوقت سأشارك فى حركة الكفاح الوطنى بشكل مختلف حتى أمنع الإنجليز من دخول البلاد.

القصور والجهاد

ويبدو أن تغير التاريخ والمشاركة فى الحركة الوطنية حلم كثير من الأصدقاء «حبيبة مرسى» طالبة فى المرحلة الإعدادية تتمنى أن تأخذها آلة الزمن لعصر سعد باشا وثورة 1919 ليكون لها دورا إيجابيا فى المشاركة فى أحداث تلك الثورة، وتضيف قائلة: «فضلا عن الدور الوطنى الذى أعشق أن ألعبه أنا أيضا أحب هذه الفترة لما كانت تتميز به من وجود قصور رائعة الجمال ورقى، وجمال فى كل شئ.

وتستمر الصديقات فى لعب أدوار مهمة فى التاريخ مع ضحى أحمد التى ستأخذها آلة الزمن إلى عصر الخديو إسماعيل لتشارك بصورة فعالة فى الحركة الوطنية حتى تمنع التدخل الأجنبى فى شئون مصر.

لكن صديقتها هبة محمد ــ 15 سنة ــ ترى أنه يجب أن تكون البداية ليس بمحاربة الأجانب، ولكن برفع الظلم عن الفلاحين، وهذا ما ستحققه عندما تذهب بآلة الزمن لعصر محمد على باشا..

أما نورا محمد ــ 16 سنة ــ فهى ستشارك أيضا فى رفع الظلم عن الفلاحين وذلك بمشاركتها فى ثورة 1952، وتضيف قائلة: كم أتمنى أن أخذ آلة الزمن وأعيش فى عصر ثورة يوليو، وعهد الرئيس عبدالناصر لما كان فى هذا العهد من إنجازات عظيمة، وذلك على المستوى العام، أما بالنسبة للمستوى الشخصى فأنا أحب جدا الرئيس الراحل عبدالناصر وهو بالفعل فتى أحلامى {

السباحة فى الزمن .. من السباعى للحكيم

فكرة أن ينتقل الانسان بين الأزمان كم راودت العديد من الكتاب الكبار، وظهرت فى الكثير من الأعمال الفنية والدرامية ولعل آخرها فيلم «سمير، وشهير، وبهير» حيث انتقل أبطاله إلى زمن آبائهم، فى الــ70 ووجدوا أنه لم يكن مثاليا كما كانوا يصورون لهم ، لكن كم من الأعمال الأدبية التى صورت تلك المرحلة، ولعل الكاتب الكبير توفيق الحكيم أشهر من قدم ذلك ففى مسرحيته «رحلة إلى الغد» يركب آلة الزمن اثنان من المحكومين عليهم بالاعدام ليريا كيف سيكون الغد، وهنا قدم رحلة للمستقبل لكنه فى مسرحية «آه لو عرف الشباب» عاد الباشا العجوز شابا بفعل حقنة سحرية ــ أو هكذا حلم ــ ولكن الزمن من حوله لم يتغير فلم يشعر الشاب صاحب القلب العجوز بأية متعة.

ولكن حل يمكن أن يستمتع من يعيش فى غير عصره؟ هذا ما وجده مستحيلا يوسف السباعى فى مسرحيته «أقوى من الزمن» فعاشق الأميرة الفرعونية لم يستطع الحياة فى زمنها، كما أنه عندما أخذها لعصره لم تتواءم معه..

واستمرت فكرة السباحة فى الزمن مع كتاب كثيرين يقدمون شخصية تصطدم مع واقع مغاير لأفكارها فتحاول أن تغيره كما قدم أحمد بهجت «شهرزاد» التى حضرت من القرن الــ20 لتواجه شهريار وذلك فى معالجته لقصة ألف ليلة وليلة والتى قدمها فى مسلسل لعبت بطولته نجلاء فتحى أمام حسين فهمى.

وهكذا الكل يحلم بأن يعيش فى زمن آخر ويتخيل كم السعادة التى سيلاقيها هناك، ويظل الحلم يراودنا كلما ضاقت بنا سبل الحياة، لكن أحقا سنجد السعادة فى زمن آخر أم أن السعادة الحقيقية فى هذا الحلم الجميل؟!

المصدر: مجلة حواء- ايمان العمري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 567 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,873,457

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز