تقسى .. عشان بحبك !

 كان خطا أن صارحتها بحبي وإعجابي ويبدو أنه كان لابد ان أكون أكثر تماسكا عما كنت عليه كنت اظن أننا على خط واحد ومسافة واحدة
من العشق والهوى إلا ان ثمة فارقا لم تره عيني ولم يشعر به قلبي سقطت فيه لأفيق من أحلام عريضة بحب يعيد ضبط بوصلة حياتي إلى الاتزان
لتعمل بشكل طبيعي>>
وهنا تساءلت : ما ذنب قلب اخلص في مشاعره وأبدى استعداده لبذل كل ما هو مطلوب ليتقاسم الحياة مع قلب سيكون شريكا له لم أجد ردا
لسؤالي وتحدثت مع نفسي حديثا تغلب عليه لغة الواقع والعقل إنها الحياة بمرها وحلوها بخيالها وواقعيتها لا تحزن فقد سبقك إلى الجرح كثيرون .
ولم أستطع تحمل تداعيات آلام قلبي وقررت المواجهة وأعلنت الغضب ولكن غضب المحب المعاتب ذهبت إليها وصرخت في وجهها : لست إنسانة
قلبك تخلص من مستقبلات الحب فلم تعد عيناه تريان أو تسمع أذناه ..كيف تعيشين ؟ ما هو معنى الحياة في نظرك؟.
كان صمتها أمام هجومي مريبا ودافعا للخوف فهي لم تحرك ساكنا لم تؤكد ما أقوله أو ترفضه أحسست وقتها انني تجردت أيضا من إنسانيتي
وكنت قاسيا مع قلب لمجرد أنه لم يشعر بي شعرت بمدى قسوتي وغلظتي وكأن الحب يباع أو يشترى .
فاجأتني بدموعها …وساعتها ظننت انها دموع تدلل على قسوتي وجرأتي معها وهنا تمنيت لو اني اختفيت من أمامها وبالفعل قررت الانسحاب
والدوران غلى الخلف مستقبلا الطريق …لتبادرن بكلمة أكثر مفاجأة لى من دموعها قالت : أنا آسفة.. ذهلت من وقع هذه الكلمات على نفسي
واستدرت لأواجهها: آسفة ماذا تعنين بآىسفة هل كنت تدركين حبي وأدرت له ظهرك قاصدة أنت سفاحة ودموعك دموع التماسيح وأسرعت في
خطواتي نادما على كل لحظة الم عشتها في حبها متهما إياي بأنني غبي ساذج .
جذبتني راجية أن أمهلها بعض الوقت لتبين لي الحقيقة ثم استطردت مؤكدة لي أنها ممنوعة من الحب وأنها أصمت آذان قلبه عن كل نداء حب
يوجه إليه لأنها تخدم أمها المسنة التي تعتمد عليها في كل حركات حياتها وساعتها لم أكن مستعدة لأذوق طعم الحياة أو خوض غمار بحارها
..سامحني لقد كنت صادقا في إحساسك الذي كان يصيب شغاف قلبي لكنها أمي التي كانت رعايتها قدرا لا استطيع الفكاك منه وهي الآن في
رحاب الله بعد رحلة طويلة من العذابات.
تضاءل حجم معاناتي وآلامي أمام إخلاصها وتفانيها وتتضاعف حجم حبها بداخلي وتحول غضبي منها إلى طاقة حب متفجرة تكسب حبي
القديم مزيدا من الوقت ودار حديث بيننا من يتابع عمقه يشعر أننا عشنا سنوات من التواصل والمشاعر الجياشة تكلمنا في كل شئ وتعالت
ضحكاتنا واتفقنا علي دفة إدارة حياة سعيدة قوامها الإخلاص والحب العميق وسار كل منا إلى منزله محملا باقات الأحلام والأمنيات لمستقبل حالم.
جلست إلى أريكة تطل على نافذة استقبلت من خلالها السماء واستحضرت مرة أخرى حواري القاسي معها وكيف كنت أشد قسوة منها عندما
ظننت أنها تتجاهل نداءاتي وعاهدت الله أنني سأعوضها عن ذلك حبا وتفاهما وتواصلا لأخلد لغفوة دفعني إليها نسمات أطلت على عبر النافذة
على أمل بلقاء جديد ودنيا جديدة.

المصدر: مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 472 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,870,988

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز