منوعات صائم

كتب : طاهر البهي

شهر رمضان المبارك هو شهر الخير و «لمة» الأسرة على مائدة الإفطار ، وهو شهر الصوم والعبادات وتراص المسلم إلى جوار اخيه فى صفوف الصلاة على مدار اليوم ، بدءاً من صلاة الفجر وحتى صلاة التراويح.

يشهد الجميع بأن هذا الشهر المبارك هو شهر تأتى فيه الخيرات من حيث لا يحتسب العباد ، حيث تفيض البركات وتعم الخيرات ، وتسود أرجاؤه مشاعر السلام والطمأنينة..

وفى مصر يكون للشهر الكريم طعم آخر لا نظير له فى أى مكان على أرض المعمورة ، يمكن تسميته بأنه «طعم حصرى لخير رمضان».

الصحافة :

كان هناك برنامج شهير بالتليفزيون المصرى اسمه «غدا تقول الصحافة» وفى الإذاعة أيضاً هناك تنويعة على هذا المعنى بعنوان «غداً لا تقول الصحافة» وأتمنى أن يضاف لهما برنامج جديد قديم يمكن أن نطلق عليه «أمس قالت الصحافة» وهو ليس من باب الحنين إلى الماضى ، كما أنه ليس هروبا من تقييم الواقع ، ولكن آفة هذا العصر أننا لا نقرأ تاريخنا ولا نستوعب منه الدروس والعبر، فهل قرأ زملائى من شباب الصحفيين، أساتذتنا أمثال: الحكيم أحمد بهاء الدين.. لأن من فات قديمه تاه - كما يقول المثل الشعبى ، لذلك على شباب المهنة أن يعيدوا قراءة تراث مطبوعاتهم وأعلامها أمثال : جلال الدين الحمامصى ، مصطفى وعلى أمين ، أحمد بهاء الدين ، إحسان عبد القدوس ، لويس جريس ، أنيس منصور ، موسى صبرى ، أحمد رجب ، كاريكاتير وأشعار صلاح جاهين .. وربما نفكر فى طريقة لإعادة بث مقالات مبدعينا تليفزيونيا لمن لا يقرأ.

توك شو :

الدعوة أصبحت ملحة لأن نلغى تماما هذه الحوارات التى تتسم بالضجيج والتمثيل والافتعال ، فهى تذكرنى بمصارعة المحترفين القائمة على تمثيلية محبوكة للفوز بمراهنات المخدوعين !!

رياضة :

توقفت ثقافتى الكروية يوم مباراة اعتزال نجم الكرة محمود الخطيب ، والأمر لا يعود أبداً إلى تحزب كروى ، ولكنه قد يعود إلى حنين لزمن ترك أخدوداً فوق الجبين، حضرت المباراة فى استاد القاهرة الرياضى ، وأصررت على متابعة المباراة وسط جماهير الدرجة الثالثة وهم بالمناسبة الداعم الأول لكرة القدم فى مصر ، وكان بمقدورى أن أشاهد المباراة إلى جوار الفنان محمود شكوكو الفنان الشعبى الجميل الذى كان جالسا مرتديا كاباً انجليزىاً راقى فى مقصورة الاستاد ، وكنت فى هذه الأثناء أنشر مذكرات بيبو - محمود الخطيب فى مجلة صباح الخير الشابة العريقة ، وسمعت من قرب تعليقات جمهور الدرجة الثالثة وسط احتفالية أظنها لن تتكرر للاعب كرة آخر.

محمود الخطيب وهو لا يحتاج إلى دعاية مجانية منى هو واحد ممن تركوا بصمة سحرية على وجوه الملايين من معجبيه ، ومعه حسن شحاتة وفاروق جعفر ويكن حسين والشاذلى ، وعلى خليل نجم الزمالك حتى صوت وتعليقات شيخ المعلقين المصريين الراحل كابتن محمد لطيف، كان لها طعما آخر مميزا يدعو للبهجة والمتعة!! البيروقراطية :

كتبت يوما مقالاً فى قالب قصصى ، أحكى فيه وقائع تجربة شخصية عن استخراج أوراق رسمية من مجمع التحرير خاصة ببناتى ، وحكيت عن اليوم الأول لى فى دهاليز المجمع عندما اكتشفت أن المكتب الذى قصدته وهو يخص وزارة التعليم مغلق، وفى اليوم التالى تكرر نفس الحدث ، وعندما عقدت صداقة مع أحد الموظفين صارحنى أن الموظف «بيصّيف» ومش سايب المفاتيح، وبعد اتصالات مكثفة تم حل الحلقة الأولى من الرحلة ثم أخذونى إلى مقر آخر تابع لنفس الإدارة فى أماكن مختلفة فى باب اللوق وفى عابدين وفى أكثر من مقر فى المنطقة الواحدة، وكان فى كل زيارة يلفت الموظفون نظرى إلى أن الورق ناقص «ختم» أو «تمغة» ، أو «طلب» فأكرر الزيارة فى اليوم التالى حتى نشأت صداقة بينى وبين الموظفين ولكن ينادوننى باسمى المجرد كل صباح ويدعونى لمد يدى لاشاركهم إفطارهم وبعضهم كان يحكى لى مشكلاته الخاصة ثم عندما اطلب ختم النسر يقولون إن الوقت تأخر وأن الموظف المختص غادر إلى منزله. ولكن من الإنصاف أن أقول إن وزير التنمية الادارية اهتم بالمقال وكذلك وزير التعليم وقتها وجاءتنى قيادات تعتذر وتعد بتعديل المسار .. فهل تعدل المسار .. أتمنى !

اضحك .. كركر :

فى يوم من ايام ما قبل الثورة قرأت تصريحا لأحد السادة الوزراء الذى يبدو أنه يتمتع بخفة ظل أنه اعتمد نحو 24 مليون جنيه .. على ما أذكر .. من أجل تدريب الموظفين على الابتسام فى وجه المواطنين، ورغم أن الخبر فى مضمونه يعد مضحكا إلا أنى لم ابتسم ، لأنه كان لى «حسبة» محددة ، هى أنه إذا تم توزيع المبلغ على نحو 6 ملايين موظف فى الجهاز الإدارى للدولة يعنى كل موظف سوف يكون نصيبه حوالى 4 جنيهات وهو مبلغ غير كاف لأن يبتسم الموظف ولا المواطن !!

سماعى :

أرى أن ثقافة أم كلثوم وعبد الوهاب أمر لم يتكرر ولا أرجو أن يتكرر فى تاريخ الفن العربى والعالمى ، السيدة أم كلثوم بقربها الذكى من باقة من ألمع مثقفى عصرها وعلى رأسهم أحمد رامى والشيخ أبو العلا وآخرين ممن شكلوا ثقافتها ووعيها الذى نضجت ثماره فى اختيارها وأدائهــا واحساسها بالكلمة واللحن .. نفس الشئ تكرر مع عبقـــرى الألحان موسيقار الأجيال محمــد عبد الوهاب فى علاقته الوثيقة بأمير الشعراء أحمد شوقى.

أما الأثر الأهم والمشترك بين السيدة أم كلثوم وعبدالوهاب فهو تقربهما الشديد من القرآن الكريم ، ويهمنى أن أسجل حقيقة لمستها فى حياة كثير من الناجحين النابهين وهى أن تلاوتهم للقرآن الكريم كانت مفتاح الكنز الذى نهلوا منه طوال حياتهم والذى استمدوا منه النجاح .

المصدر: مجلة حواء- طاهر البهي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 482 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,867,671

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز