المُعلم ..!
كتب :حسين محمد
بيننا .. نعرفه جيداً ، نتعلم منه ، نور يضئ لنا الطريق يمتعك بنصائحه .. آدم .. و «حواء» يحتاجونه .. آدم «المعلم» النموذج الذى يحاسب نفسه أولاً بأول الباحث عنه دائما آدم ، وحواء .. فهل يوجد ..؟!
«يهزك» بحق ، تهابه ، تحترمه ، توقره .. معطاء .. قوى .. جسور ، شجاع .. قدوة .. مثال يحتذى به ، لا يسامح نفسه إذا أخطأ لا يتركها تعبث به وتحركه كيفما تشاء.
آدم .. «المعلم» يرجع إليه .. آدم .. ترجع إليه «حواء» يبصرهم ، يأخذ بيدهم ، يقودهم إلى مستقبل مشرق ، لا يبغى من نصيحته إليك شيئاً ، لا يطلب من تبصيره لهما اضاءة وطريقا يتنعم فيه ويأخذ جزاء ما قدم لهما هدايا ومنح وعطايا.
آدم يستوعب ، يحتوى - يحتضن - يؤوى ، يفيد يعلم .. ناهض دوما يعلم ما .. له .. وما .. عليه .. «شواف» «عراف .. «خواف» سمات الرجل القوى العاقل ، المتزن ، الناضج ، الحكيم .
«شواف» لأنه مبصر لما يراه ، وعلى مقدرة بقراءته بقوة وعلم .. «عراف» لأنه يعلم جيداً مدى واتساع ذلك الشئ الذى أمامه ، وإلى اين سيذهب به .. «خواف» تراه دوماً خائفا .. ليس من شئ ما .. ولكن «على» اشياء كثيرة .. على شخصيته ، سيرته عقله ، شاعراً بما يمكن أن يحوطه ، أو يقبل عليه من خطر يمسه ، أو يمس اقرب الأقربين.
يبهرك بتصرفاته ، بسلوكياته ، بتعامله مع المواقف .. بفطنته المتحركة باستمرار ، الموجهة له اينما تصرف ، وأينما كان ، وتعامل ، وأينما استبصر ما أمامه من مواقف .
شايفك .. حاسسك ، لا يعنفك ، يكفى أن ينظر اليك «معلماً» ، «دافعاً» «ناصحاً» ، «موجها» ، «معرفا» قد يكون ذلك فى الآباء ، الأزواج ، كبار السن أصحاب الخبرات والتجارب الحياتية المختلفة ، لكن هل يوجد .. آدم «المثل» .. «القدوة» .. الهادئ .. واسع الأفق قوى الحيلة .. نذهب نسأله فى أمور حياتنا ، ودنيانا ، وعقولنا ، ومداركنا ، والتجارب التى نعيشها «يستفز» ما بداخلنا .. لا يترك لك شيئاً تستطيع ملاحقته به ، أو يظهر منه أنك وصلت لمرادك وللحقيقة الغائبة عنك ولا تزال تلهث وراءها .. مال ذلك الرجل استطاع ، ويستطيع دوما أن يستفز ما بداخل كل منا .. صبور .. دءوب .. قوى الإرادة مفعم الإيمان .. متوقد الذهن .. يوجد ..؟!
ساحة النقاش