الرجال يعترفون: الصمت المنزلي سياسة 

 

 

كتبت:نجلاء ابو زيد

 أشعر في البيت برغبة شديدة في عدم الحديث، استمع لشكوي زوجتي من الأسعار والجيران والأقارب أسرح بعيداً ثم أضحك علي نكتة قالها أحد الأصدقاء فتغضب منى وتتركني فأعود لصمتي وأريح بالي وعندما أقابل أصدقائي أتحدث بحرية فيفهمونني ولا يضغطون علي

كانت هذه اعترافات أحد الرجال عن حبه للصمت المنزلي وللتعرف علي المزيد من الأسرار عن أسباب الصمت في البيت كان هذا الحديث الصريح مع الرجال 

عمرو صالح - محاسب - يقول: أثناء الخطوبة كنت أتحدث بطلاقة وكانت تفهمنى وتقدر مشاكلى فى العمل وتدعمنى لكن بعد الزواج أصبح الحديث ممل فما علاقتى أنا بخلافها مع الجيران أو فلانة التى تضع الزبالة على باب الشقة أو فلان الذى يأتى البيت محملاً بالأشياء، فاختار الصمت حتى تزهق وتتركنى فالصمت فى أحوال كثيرة أفضل من الدخول فى حوار قد ينتهى بخناقة عندما أقول رأيا لا يعجبها.

زوجتى دائما تختار التوقيت الأسوأ للحوار، هكذا بدأ فريد إسماعيل موظف حديثه وقال: أجلس مع أولادى وأسألهم عن المذاكرة وأصدقائهم وهواياتهم وأحيانا أتحدث مع زوجتى عندما يكون بالى هادئاً، لكن عندما تكون عندى مشاكل فى العمل أفضل أن أتناول الطعام وشرب الشاى ثم أنام لأهرب من كل شئ، هى عادة لا تدرك ذلك فتأتى بالشاى وتبدأ فى الحديث فى أمور تافهة تزيد توترى فأضع رأسى على المخدة وأتركها تتحدث كما يحلو لها فتغضب وتشكونى لأهلها دون أن تدرك أن الهموم هى التى تخرس اللسان وأن وجودها فى البيت يجعل كل ما يشغلها أمورا ليست هامة.

يختلف معه أحمد وفيق - موظف - قائلاً : الصمت فى المنزل يعنى لزوجتى أننى أعانى مشكلة ما لأننا أعتدنا على الحديث فى كل شئ ونعتبر الحوار بشأن الأولاد أو حياتنا من الأمور الطبيعية، وعندما ترانى صامتاً تبتعد عنى لفترة لتعطينى الفرصة للحوار مع نفسى لأنها بحكم العشرة تدرك أننى بعد فترة سأعود لطبيعتى، فالصمت أحيانا وسيلة لعدم إشراك الطرف الآخر فى الهموم.

حسن يسرى - بائع فى محل ملابس - يقول : زوجتى طلباتها كثيرة جداً وتظل فى البيت بمفردها مع الأولاد حتى عودتى ليلاً وما أن أدخل حتى تبدأ فى الرغى دون أن تدرك أننى مرهق من الرغى وإقناع الزبائن طوال اليوم فأفضل ألا أنطق حتى تزهق وتكف عن الحديث ، فالصمت هى وسيلة دفاعية لمعظم الرجال لإنهاء الحوارات المملة لكن إذا شعر الزوج أن حوارها مهم فلن يصمت لكن للأسف لا تطور آداءها وتعتبره هو المخطئ دائما دون أن تبحث الاسباب عندها.

مع الرجالة للحديث طعم ثان هكذا تحدث أشرف أنور مدرس وقال : بعد الزواج بفترة يكون كل شئ تقليدى وعادى والحوار ممل لكنه قائم على فترات لكن ما أن أخراً وأقابل أصدقائى إلا وييأخذ الحوار شكلاً آخر فالموضوعات بين الرجال اكثر انفتاحا ونتطرق لقضايا سياسية واقتصادية وكروية أما فى البيت فنفس الكلام الأولاد عاوزين والبيت عاوز، والمصروف خلص الموضوعات متكررة وعندما تغيرها تحدثنى عن البطل فى المسلسل التركى كيف يحب زوجته ويدلعها فأصمت حتى لا أنطق بما يغضبها.

خالد محمود - موظف -يقول : لقد أخترت الصمت كسياسة لنتوقف عن الخناقات فأى حوار يبدأ مع زوجتى لا ينتهى على خير فإذا شكت لى من إحدى زميلاتها فى العمل ثم حكت لى الخلاف وأخبرتها أنها مخطئة تبكى متهمة لى بأننى لا أنصفها أبداً وإذا تحدثت عن علاقتها بأسرتى وطالبتنى بأخذ حقها منهم أتشاجر معها وأطالبها بأن تتحملهم كما أتحمل تصرفات أهلها وهكذا وبالخبره وبعد سؤال الأصدقاء وجدت هذا الساحر المنزلى المعروف بالصمت أو قلة الحديث هى تضايق الزوجة لكنها تغلق باب الخناقات وهذا أفضل بالنسبة لمن فى البيت جميعاً.

وإذا كان الرجال يرون الصمت سياسة فما تعليق المتخصصين على هذا السلوك.

د. عادل المدنى استاذ الطب النفسى واستشارى العلاقات الأسرية والزوجية.

تحدث قائلاً : الصمت بين الزوجين مشكلة تعانى منها العديد من الأسر وهى مؤشر على أن العلاقة بين الزوجين تقترب من الجمود وتهدد الحياة الزوجية وعادة يعقبها انفجار أو انهيار وأحيانا انفصال، والصمت مرض يصيب الرجال أكثر من النساء وتختلف الأسباب المؤدية للصمت الزوجى باختلاف الأشخاص وطبيعة العلاقة بين الزوجين وأكد د. عادل أن الصمت من جانب الزوج قد يكون نوعا من الزهد فى الآخر خاصة وأن امتلاك الشئ يؤدى إلى الزهد كذلك قد تكون المرأة ودون أن تدرى من أسباب صمت زوجها ذلك أنها بعد الزواج تتنازل عن الأسلوب اللطيف وتوجه اهتمامها إلى البيت والأولاد مما يؤدى رى حدوث صدمة للزوج . وعندما يشعر الزوج بعدم القدرة على التواصل مع زوجته يختار الصمت وهنا لا يكون دليلا على الرضا إنما بديل عن النقد والابتعاد عن النكد وأشار أن استمرار حالة الصمت تؤثر نفسيا على الزوجة حيث تبدأ فى الشكوى من الصمت ثم تكف عن الشكوى وتفقد هى الأخرى قدرتها على التواصل مع زوجها وهنا على الزوجين الانتباه لخطورة الصمت أيا كان أسبابه وسعى كلاهما إلى حل هذه المشكلة وعلى الزوجة أن تدرك أن عليها ألا تشعر زوجها بأنه فى حالة استجواب لأنه فى هذه الحالة يرى أن الصمت يكون أفضل من الشعور بأنه متهم وعليها أن تختار التوقيت المناسب لبداية الحديث لتخرج زوجها من صمته . وعلى الزوج ألا يستمر فى الصمت وأن يعجب به لأنه بذلك يدمر أسرته بالتدريج فالصمت ليس شطارة ولا سياسية لكنه مرض له اسباب يحتاج فيه وعلاجه بصراحة 

 

المصدر: مجلة حواء- نجلاء أبوزيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1322 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,689,425

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز