رمضان وأجازة الأبناء عبادة وثقافة وترفيه

كتبت :ايمان حمزة

تأتى أيام رمضان المباركة هذا العام مع أجازة الأبناء ، بعد عناء عام طويل من القلق والتوتر الذى عم كل بيوتنا
مع الشهادات بمراحلها الدراسية الإبتدائية والإعدادية وانتهاء بامتحانات الثانوية العامة مع الجامعات والشهادات الفنية والمتوسطة .. ومع النتائج .. يتحدد
مستقبل الأبناء باختيار ما يناسب ميولهم ورغباتهم من الكليات والتى يحددها أيضا المجموع من الدرجات التى تحددها كل كلية، وإن كان البعض من القادرين
استطاع أن يطوع الأمر لرغبات الأبناء من خلال الكليات والجامعات الخاصة .. المهم هنا أن نؤكد دائما للآباء والأبناء أن الهدف ليس فقط الالتحاق بكليات
القمة ولكن الهدف الحقيقى هو اللحاق بقطار النجاح لأبنائنا فى الحياة .. علينا أن ننظر بنظرة متفائلة لنجد أمامنا كليات جديدة تتعانق وآفاق العصر
الحديث واحتياجاته من البحث عن سبل للابتكار والإبداع بعيدا عن الأبواب المغلقة التى تولد الإحباط ومرارة الإحساس بالعجز والفشل فليس معنى عدم
الالتحاق بكليات القمة من الطب والصيدلة والهندسة أن الفرصة قد ضاعت كما يفعل الآباء بأبنائهم .. ولكن هناك كثير من الناجحين فى الحياة قد التحقوا
بكليات من الآداب والتجارة وكليات اللغات .. ومعاهد الكمبيوتر وغيرها من المعاهد الصناعية والفنية ولكنهم أيضا سلحوا أنفسهم بمزيد من المهارات من
تعلم اللغات وتقنيات التكنولوجيا الحديثة، فقط عرفوا جيدا ما هى قدراتهم التى يبرعون بها مع احتياجات سوق العمل فى مصر والخارج .
ولتكن فرصة فى رمضان لنا مع الأبناء أن ننطلق لنرفه عن أنفسنا بشكل أفضل ونستمتع بأوقات الاجازة المتبقية فمع اجتماع وتواصل الأهل والأقارب
والأحباب على أيام رمضان السمحة ومع الاجتماع على ممارسة شعائر الصلاة والعبادات، مع إحياء المعاملات الطيبة مع كل من حولنا .. ليتعلم أبناؤنا أن
الدين المعاملة من أجل خير البشر وقوة الصلاة بين أبناء المجتمع الواحد .. فالدين لله والوطن للجميع ككما علمنا رسولنا المصطفى الكريم .
أيضا لنجعل الاجازة فى رمضان فرصة للحيوية والنشاط والإنطلاق لاكتشاف المواهب والقدرات الإبداعية داخل أبنائنا من تذوق الفن والموسيقى وممارسة
الرياضيات الحقيقية، وأيام رمضان فرصة كبيرة للتواصل بين أفراد الأسرة ومتعة الحوار المشترك الممتد بالحب بعيدا عن الانفعالات والشد والجذب فى
أوقات الدراسة والامتحانات.
وهى فرصة لمد جسور الحب والتفاهم وترك مساحات التعبير عما يريدون وما يدور فى نفوسهم وكيف يمارسون حقهم فى الوجود بحرية مسئولة.

ولنشجع أبناؤنا وبناتنا على تثقيف أنفسهم والاستمتاع بالقراءة فى أثناء الصوم، فإلى جانب قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية والتفكر فى معانى الإسلام
والصحيح ودعوته للخير والتسامح وحب البشر والرفق على الضعيف وعلى الحيوان والطير .. وفى الإعجاز فى قدرة الخلق للبشر والكون .. فأترك لكل ابن
وابنة حرية اختيار ما يحبون قراءته لتنمية عادة القراءة وفوائدها من الصفر، فشجعى الصغار بالقصص الجذابة وصورها الملونة التى يتفاعل معها بالرسم
أيضا والتلوين بنفسه لكل ما يراه من حوله من الطبيعة ومن حيوانات وزهور وطيور وأشخاص .
ولتكن فرصة للتعاون جميعا كأم وأب وأبناء على إعداد مكتبة مبتكرة صغيرة داخل البيت أو داخل حجراتهم، لتضم العديد من الكتب والقصص المتصلة لهم
.. لتكن فرصة للاجتماع معا والاستمتاع بأوقات مشتركة بينكم أبناء وآباء، لتكن فرصة جميلة أيضا للحوار فى أمور تمر بحياتهم أو قد تعترضهم ولا يجدون
من يمد لهم يد تعينهم على طريقهم الصحيح قبل أن تمتد إليهم أيادى أخرى من أصدقاء السوء لأنهم كانوا أقرب إليهم .
وإن كان الكمبيوتر والنت قد جذب كل انتباه أبناؤنا فلنجتمع معهم على القراءة عبر شاشة الكمبيوتر والتواصل أيضا على برامج ترفيهية وتثقيفية مفيدة
ومرحة .. أو ننطلق مع صغارنا إلى الحدائق العامة ومكتباتها وموسوعاتها فى كل مجالات الحياة بما فيها من خيال علمى يتحقق فى عصرنا الحالى واقعاً ..
فقط فلننمى الإبداع والابتكار والتذوق الفنى ليرقى الذوق العام ، ولكن للأسف البعض يسئ للفن بهذا الحوار المبتذل الذى يجرح الإحساس والذوق بدلا من
أن يرقى به وخاصة هناك صغار ونساء وكبار وأيضا شباب يفسد عليه أسلوب حياته .. وهو ما خرجت علينا الكثير من مسلسلات رمضان بشكل صادم لنا
يتنافى مع قيمنا وأخلاقنا وجلال هذا الشهر الكريم.
فإن كنا مع حرية الإبداع ولكن هذا ليس من حرية الإبداع فى شئ .. بل إنه أكثر ما يسئ إلينا ولا يضيف ما يفيد .. ونحن أحوج ما نكون فى هذا الوقت
وهذه الظروف التى تمر بها مصرنا إلى ما يفيدنا ويثرى حياتنا .. والترفيه لا يعنى الإسفاف فرفقا بنا ولا تجعلوا الدراما المصرية التى كانت دائما مدعاة
فخر إلى وسيلة لتشويه صورتنا أمام أنفسنا والآخرين

المصدر: مجلة حواء- ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 699 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,862,793

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز