فواز والأربع ستات
كتبت : ماجدة محمود
طوال متابعتي لمسلسل " الزوجة الرابعة " وهناك سؤال ظل يطاردني وبإلحاح ، وهو لماذا ترضى الزوجة المصرية بالذل والاستسلام بهذه الصورة المهينة ؟ لماذا ترضى بالقهر والتبعية للرجل مهما أذاقها من هوان ؟ من اجل ماذا ؟ من أجل المثل الذى تربت وكبرت عليه " ظل راجل ولا ظل حيط " وللأسف هذا المثل أحيانا تؤمن به المرأة المتعلمة أيضاً ، فالموروث الثقافي والعادات والتقاليد كثيرا ما تتحكم فى أفكارها ونظرتها للأمور، ومن هنا نجد ما شهدناه فى مسلسل الزوجة الرابعة ونموذج الرجل المزواج الذى لا يفكر فى شئ الا نفسه ومتعته الشخصية ناسيا او متناسيا الطرف الآخر " الزوجة " التى هى الأم والسكن والستر كما قال المولى عز وجل " هن لباس لكم ، وانتم لباس لهن" صدق الله العظيم ، ولهذا لم اعرف لماذا ارتضت الزوجات العيشة مع ضره ، فمن خلق فواز ، خلق مثله وأحسن وان كان فواز هذا اخر رجال الكون ما تناحرت عليه النساء بهذه الصورة التى شاهدناها من خلال أحداث المسلسل ، ففواز رجل انتهازي ، كاذب ، غير أمين على نسائه ، يتخفى وراء " بما يرضى الله " والله ورسوله براء من أفعاله وأقواله ، فالإسلام لم يشرع تعدد الزوجات بهذه الصورة السلبية التى أساءت لديننا ، كما ان المسلم الحق لا يكذب ولا يظلم ، وفواز كذب ، لأنه لم يخبر الزوجة التى تحمل رقم أربعة الحقيقة ودائما ما تتفاجأ بوضعها داخل الأسرة ، فتضطر للاستسلام لأن " الفأس وقعت فى الرأس " كما يقول المثل الشعبى ، اما الظلم فيتمثل فى أمرين الأول سلب الزوجة الرابعة حقها فى ان تنجب وتمارس أمومتها التى تكون دائماً الدافع الأول وراء زواج أى أنثى والثاني انه يرتكب جريمة بإعطاء الزوجة موانع حمل دون علمها مما يؤثر عليها وعلى صحتها وقد يحرمها نعمة الأمومة طوال عمرها وهذه أفعال يقع بسببها تحت طائلة القانون ، فواز شخصية لاترى إلا نفسها تلهث وراء متعتها الشخصية مهما كلفها من مال ، أو جرح لمشاعر الآخرين ، وهنا أعود لبداية حديثي عن الاستسلام والقهر والتبعية التى ترضاها المرأة المصرية ، ولماذا ؟ ، لتكون فى كنف رجل ، حتى لو كان أنانىاً و مزواجاً ، كاذباً وغشاشاً ، ظالماً ومفترىاً ، لقد ان الأوان لأن نغير من هذه الأفكار الهدامة لمجتمعنا وقيمنا ومثلنا التى تربينا عليها ، وان تعرف المرأة قيمتها وقدرها، وهى التى كرمها القرآن وأعزها الإسلام فلماذا ترضى بالخضوع والخنوع ، وحتى اذا كان المسلسل من باب الفانتازيا ،ما كان يجب ان تقدم المرأة بهذه الصورة المزرية التى رأيناها عليها ، وعلى الجمعيات النسائية التحرك لشجب مثل هذه الأفعال فى حق المرأة المصرية التى هى بحق من أفضل النساء ، ورحم الله الفنان الكبير صلاح جاهين عندما قال: البنات . البنات أحسن الكائنات
ساحة النقاش