كتب : محمد الشريف

حقا إنها مشكلة تواجه كل من يقبل على الزواج، نهى عنها الإسلام، واستنكرها المجتمع بكافة طوائفه، ألا وهى "المغالاة في المهور"، إلا أن بعض الآباء لا يزال متمسكا بها مقتنعا بأنها وسيلة لإعلاء كرامة ابنته، وتعظيم شأنها أمام من يتقدم لخطبتها، تلك المشكلة لا يشتكى منها الشباب فقط بل يشتكى منها الفتيات، مما دفع قارئة حواء "س.ع"لإرسال رسالة تقول فيها:أنا فتاة في سن الخامسة والعشرين، ملتزمة بفضل الله، ومن أسرة محافظة، تقدم لخطبتي شاب فى عمر مناسب، وأظنه من الطيبين، لكن أبى يغالى في المهر ومتطلبات الزواج مما يجعل الشباب يحجم عن خطبتي للظروف الاقتصادية، وأخاف أن يفوتني قطار الزواج، وليس لي سيطرة على والدي وكذلك أمي وكل المحيطين بى، فماذا أفعل؟

بين نهي الدين وإنكار المجتمع المغالاة في المهر

يجيب على هذه الرسالة ا.د.لطفي عفيفي عبد ربه، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، يقول:لقد كرم الإسلام المرأة وعظم شأنها أعظم تكريم، وأعطى لها حقوقا لم تمنح لها فى ديانة اخرى، فجعل لها مهرا عند زواجها وجعله رمزا لتكريمها ولم يجعله عائقا في سبيل زواجها، ولذلك لم يضع له حدا لا يزيد عنه ولا ينقص بل ترك تحديده للناس كل حسب طاقته وقدرته وفى ذلك يقول الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم""خير النكاح أيسره "وقال عمر"لا تغلوا في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا "أي تقوى عند الله"كان أولاكم بها رسول الله"صلى الله عليه وسلم"فقد زوج النبي ابنته فاطمة بعلي "رضي الله عنه"على درع مكسور، ومع هذا فقد اعتاد كثير من الناس على المغالاة في مهر المرأة عندما يتقدم لخطبتها شاب معتقدين في ذلك أنهم يؤمنون مستقبل ابنتهم، لكنهم ينسون أنهم بذلك يثيرون الحقد والغضب في نفس الخاطب، ويجعلون المهر عائقا في سبيل النكاح، مما يترتب عليه ازدياد معدل العنوسة وانتشار الفاحشة بين المسلمين.

ويضيف د.عبد ربه:هناك بعض الناس يتخذون المغالاة في المهر مظهرا للافتخار والمباهاة أمام الناس، وهذا يدل على فهمهم الخاطئ لان الشرف في العطاء والمسامحة والتيسير على الآخر وليس في التعسير عليه .

ويشير د.عفيفي إلى حق آخر من الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة قائلا:كفل الإسلام للمرأة حق قبول أو رفض الخاطب لحقها الآدمي في اختيار شريك حياتها إلا انه أرشدها للأسس تلك الاختيار فقال رسول الإسلام"صلى الله عليه وسلم ""إذا جاءكم من تردون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وعلى المسلم أن يأخذ بوصية رب العالمين حيث قال "وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ".

ويختم أستاذ الفقه المقارن حديثه بتوجيه النصح والإرشاد قائلا:لعل ما نسمعه عن نساء سلفنا الصالح اللاتي كانت الواحدة منهن مهرها القران والأخرى خاتم من حديد يجعلنا ندرك أن كرامة المرأة ليس فى مهرها لأنه ليس أكرم ولا أعظم من نساء الصحابة والتابعين ولو كان فى ذلك إعلاء لكرامة المرأة وشأنها لفعلوا ذلك، لذا فعلى الأب الكريم أن ييسر أمر زواج ابنته، فأيسرهن اتفاقا أكثرهن بركة، وعلى الأم أن تؤثر على الأب أو تذهب لمن تلمس منه تأثيرا عليه، وفى الغالب ستجد احد أصحابه أو أصدقاءه من يؤثر عليه حتى وإن كان بعيدا في القرابة.

علاج الوساوس أثناء الصلاة

أنا امرأة أفعل ما فرضه الله علي من العبادات، إلا أنني في الصلاة كثيرة السهو، بحيث أصلي وأنا أفكر في بعض ما حدث من الأحداث في ذلك اليوم، ولا أفكر فيه إلا عند البدء في الصلاة، ولا أستطيع التخلص منه إلا عند الجهر بالقراءة فبم تنصحني ؟"نوال السيد، موظفة"

يقول الشيخ:عبد الحميد الأطرش، أمين لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:: هذا الأمر الذي تشتكين منه يشتكي منه كثير من المصلين، وهو أن الشيطان يفتح عليه باب الوساوس أثناء الصلاة فربما يخرج الإنسان وهو لا يدري عما يقول في صلاته، ولكن دواء ذلك أرشد إليه النبي "صلى الله عليه وسلم" وهو أن ينفث الإنسان عن يساره ثلاث مرات وليقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإذا فعل ذلك زال عنه ما يجده بإذن الله عز وجل وليعلم أنه يناجي الله تبارك وتعالى ويتقرب إليه بتكبيره وتعظيمه وتلاوة كلامه سبحانه وتعالى بالدعاء في مواطن الدعاء في الصلاة، فإذا شعر الإنسان بهذا الشعور فإنه يدخل على ربه تبارك وتعالى بخشوع وتعظيم له سبحانه وتعالى ومحبة لما عنده من الخير وخوف من عقابه إذا فرط فيما أوجب الله عليه  

المصدر: مجلة حواء- محمد الشريف

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,690,470

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز