كتبت : فاتن الهواري

منذ اكتشافه في عام 1933 بلندن وفيروس الأنفلونزا يحصد أرواح الملايين عبر العالم ، وفي هذا العام وتزامنا مع تحذيرات من ظهور نوع جديد من الفيروس عرف بـ«الكرونا» أطلقت وزارة الصحة حملة قومية بعنوان «معا ضد الأنفلونزا» لرفع الوعي بخطورة المرض.

حواء رصدت فعاليات هذا المؤتمر الطبي الكبير الذي شارك فيه نخبة من أساتذة الطب وعدد من الجمعيات الطبية المعنية لتتعرف عن قرب علي الجهود المبذولة في هذا الصدد.. فكانت هذه السطور 

انطلاقا من مسئولياتها تجاه هذه القضية أعلن الأستاذ الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة إطلاق الحملة القومية «معاً ضد الأنفلونزا» للتوعية بمخاطر الإصابة بالأنفلونزا الموسمية وذلك بالتعاون مع إحدى عشرة جمعية طبية مما يدل على أهمية الاحتياط لهذا المرض .

لم ينس الأطباء أسوأ ظهور للإنفلونزا فى العالم وهى الأنفلونزا الأسبانية التى حصدت فى عام 1918 20 مليــون ضحية حول العالم .

وفى عام 1933 فى لندن تم اكتشاف هذا الفيروس المسبب للمرض ومنذ ذلك الحين لم تحدث إلا موجتان مدمرتان الأولى فى عام 1957 وراح ضحيتها 70 ألفاً والثانية فى عام 1968 وحصدت 34 ألفاً . وعلى الرغم من أن لقاح الأنفلونزا كان متاحاً منذ الأربعينيات وساهم فى إنقاذ حياة الملايين من الوفاة .

شارك فى المؤتمر عدد من أساتذة الطب والجمعيات الطبية حيث أكد د. عمرو قنديل وكيل أول وزارة الصحة على مجهود الوزارة فى رصد عدد المصابين فى جميع المستشفيات بمصر مشددا علي أهمية تطعيم الفريق الصحى ضد الأنفلونزا الموسمية، وقد أقيم المؤتمر الذى أعد له د. هشام طراف عن مرض الأنفلونزا وخطورته.

حواء كانت من الحاضرين لمؤتمر وزارة الصحة الذى أعلن فيه د. محمد مصطفى حامد وزير الصحة إطلاق الحملة القومية معاً ضد الأنفلونزا .. وكان لقاؤنا الأول مع الأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق . ورئيس الجمعية المصرية للأمراض الصدرية والتدرن وسألناه عن الفرق بين الأنفلونزا والزكام فقال : الزكام كل الأعراض موضوعية ويعنى أن هناك رشحا وعطاسا مع إحمرار الأنف وآلام فى الحلق وسخونة قد تكون ضعيفة.

وغالبا لا توجد أعراض صدرية .. أما الأنفلونزا فتكون مصحوبة بالحرارة فى كثير من الأحيان ومصحوبة بآلام شديدة فى الجسم وتكسير وارتفاع فى درجة الحرارة وعطاس شديد وقد تتطور إلى التهاب فى الشعب الهوائية وفى بعض الأحيان تتطور إلى التهابات رئوية .. الأعراض العامة أكثر بكثير فى الأنفلونزا وأقل بكثير فى الرشح والزكام ، يختلف العلاج وفق تطور الحالة..

أمراض متشابهة

وأسأل الدكتور عوض تاج الدين .. عن هل هناك تشابه بين الأنفلونزا مع أمراض أخرى كالتيفويد أو الالتهاب السحائى لدرجة قد يصعب على الطبيب نفسه أن يفرق بينهما ؟

ويجيب الدكتور عوض: نعم هذا صحيح وقد تبدأ هذه الأمراض فى بعض الأحيان بأعراض تشبه الأنفلونزا وهنا يجب اللجوء إلى التحاليل الطبية حتى نصل إلى التشخيص الدقيق..

الأضرار

وعن الآثار السلبية للإنفلونزا يقول وزير الصحة الأسبق : الآثار السلبية كثيرة منها أعراض عامة تجعل المريض إنساناً غير منتج يسيطر عليه التعب والإرهاق وقد ينقطع عن العمل لعدة أيام ، وقد تحدث مضاعفات تكون تكلفتها كبيرة جداً سواء على المريض أو المجتمع، وفى بعض الحالات قد يتعرض المرضى لبعض المضاعفات فى الصدر أو القلب أو الكلى وتكلفة علاج مضاعفات الأنفلونزا تكون باهظة للغاية ، وفترة حضانة الفيروس ما بين يومين أو سبعة أيام وفترة المرض قد تمتد من خمسة إلى عشرة أيام.

الوقاية

وأسأل د. تاج الدين عن التطعيم ضد الأنفلونزا وهل هو ضرورى، ولماذا لا يكون لمرة واحدة فى العمر كالحصبة. ورفض البعض أخذ التطعيم بحجة أن التطعيم لنوع واحد فقط والأنفلونزا أنواع عديدة؟

يقول : التطعيم عادة ما نسميه «الموسمى» وهو تطعيم جديد وهو نفسه فيروسات الأنفلونزا أ - ب .

وعادة التطعيم يتكون من السلالات أو الأنواع الأكثر انتشارا فى العالم ولهذا التطعيم يغطى تقريبا 70 % فقط من الحالات التطعيم في توفير الحماية من كل المضاعفات .

وهناك أمصال تعطى مناعة قوية بحيث تمنع الإصابة بالمرض مرة أخرى، وعن السبب فى تكرار التطعيم سنوياً فيؤكد د. عوض على قدرة فيروس الأنفلونزا على التغير والتحول وهذا أسلوب معظم الفيروسات.

محاذير

ويؤكد د. تاج الدين على أن المصل ضرورى لبعض الحالات مثل المصابين بأمراض مزمنة فى الجهاز التنفسى ، والربو الشعبى وانسداد الشعب الهوائى المزمن وأمراض التهابات الرئة المزمنة والمرضى الذين يتناولون أدوية تقلل من المناعة وأولئك الذين يعالجون بالكرتيزون بكمية كبيرة أو لفترة طويلة .

أيضاً مرضى القلب ، وكبار السن والأطفال المعرضين للإصابة بالأنفلونزا هذه فئات لابد أن يطعموا .

الحساسية

وعن حساسية البعض للتطعيم ؟ يقول رئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن: هذا يحدث لعدد قليل من الناس ممن لديهم حساسية لصفار البيض لأن الفيروس يتم تخليقه على صفار البيض .

وفى بعض الأمراض العصبية النادرة للغاية أيضاً لا يفضل إعطاء هذا المصل، والطبيب يستطيع أن يحدد من الذى يجب استثناؤه وهم أعداد قليلة للغاية.

الأطفال

وكان اللقاء الثانى مع الدكتورة منى سالم أستاذة طب الأطفال بطب عين شمس ونائب رئيس جمعية السكر والغدد الصماء فى الأطفال .

وتركز د. منى سالم على تطعيم الأطفال ضد الأنفلونزا من ستة شهور إلى 9 سنوات ومن دون السنتين حيث نعطى لهم نصف الجرعة مرة والنصف الآخر بعد شهر، ومن هم فوق السنتين يأخذون الجرعة مرة واحدة.

ولكن هل التطعيم ضرورى للأطفال لحمايتهم من الأنفلونزا ؟

تقول الدكتورة منى : نعم.. وسابقاً كنا نطعم الحالات الخاصة مثل المصابين بالسكر والقلب وضعيف المناعة .

ولكن منذ عام نصت الجمعية الطبية الأمريكية للأطفال على تطعيم كل الأطفال وخصوصا الأكثر احتمالا للعدوى مثل أطفال السكر لأن الطفل عندما يمرض يتأخر دراسياً وتتعطل الأم وهذا يعطل المجتمع . والتطعيم يقلل احتمالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية بنسبة 76% .

الاستشارة

وتركز الدكتورة منى سالم على ضرورة استشارة الطبيب قبل تطعيم الطفل .

ومن شروط التطعيم أن يكون الطفل سليماً ولا يوجد لديه حرارة، وطفل السكر لابد من قياس مستوى السكر له أولاً.. ولكن إذا حدث وأصيب الطفل بالأنفلونزا فيفضل عدم ذهابه إلى المدرسة ويأخذ راحة لمدة يومين ويعطى بداية فيتامين C والأدوية المانعة للرشح مع تناول مشروبات ساخنة، ولو كان يعانى من السكر نضبطه له قبل اللجوء للمضاد الحيوى.

الوعي

وتتمنى الدكتورة منى سالم أن ترفع الحملة القومية «معا ضد الأنفلونزا» الوعى لدى المواطنين بخطورة المرض مؤكدة علي أننا نحتاج إلى حمالات كثيرة، «ومشيل أوباما» تقود حملة قومية ضد السمنة أتمنى أن نحذو حذوها فى مصر 

 

المصدر: مجلة حواء- فاتن الهواري

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,743,581

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز