كتبت :سمر عيد

 لقد تناولت السينما المصرية علاقة الحماة بزوجة الابن منذ الستينيات تقريباً، وكلما قدمت كانت بشكل هزلي جداً وكانت تؤكد أن علاقة الحماة بزوج ابنتها وزوجة ابنها علاقة تشوبها الكثير من المشاكل، ولعل لهذا جذور من الواقع، فكم من بيوت ضربت وشردت الأطفال بسبب الحماوات، وكان آخر الأعمال السينمائية التي قدمت في هذا الصدد فيلم «جيم أوفر» الذي أكد أن اقتراب زوجة الابن من حماتها كاقتراب النار من البنزين و«حواء» التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصتها وذكرتها، نزلت إلي الشارع المصري لترصد علاقة الحماة بزوج ابنتها وزوجة ابنها، وهل هذه العلاقة تختلف إذا ما كانت زوجة الابن تعمل والحماة نفسها تعمل أم لا؟ أسئلة كثيرة حاولنا الإجابة عنها في هذا الموضوع.

 

التقينا بأم محمود - ربة منزل - والتى حدثتنا قائلة: لقد تزوجت زوجى بناء على رغبة حماتى، فهى التى اختارتنى لابنها وفضلتنى على نساء القرية كلها وفتياتها، وكنت أظن فى البداية أننا سنصبح أنا وحماتى سمناً على عسل، ولكن على ما يبدو كنت مخطئة، فأنا لم أكن أعرف أن زوجى كان يعمل وينفق على أمه وأخواته البنات اللواتى لهن معاش من أبيه وهذا المعاش لا يكفيهن على حد قول حماتى، فلم أمانع فى بداية الزواج أن ينفق زوجى على أمه وأخواته مثلما كان يفعل قبل الزواج بى، ولكن بعدما رزقنا بالمولود الأول ازدادت المصاريف وأصبح هناك متطلبات لابنى، فمن غير المعقول أن أترك زوجى ينفق على أمه وأخواته وأترك ابنى «جعان وعريان» لذا طالبته أن يخفض ما يدفعه لأمه وأخواته حتى نستطيع الإنفاق على ابننا، واقتنع زوجى بما قلته له وأنقص من النقود التى يدفعها لأمه، وما إن فعل ذلك حتى أقامت حماتى الدنيا ولم تقعدها وقالت له: زوجتك هى اللى «سلطتك» كى لا تبر أمك ولا تنفق على أخواتك البنات، وبدأت حماتى تدبر لى المصائب والمكائد بينى وبين زوجى حتى تطلقنى وقد كدت أن أطلق من زوجى بالفعل ووصل بها الأمر أنها اتهمتنى فى شرفى، وادعت أننى على علاقة برجل آخر غير زوجى، ولكن الحمد لله أظهر الله براءتى من هذه التهمة حيث تأكد زوجى أن هذا الرجل مصاب بعاهة ولا يستطيع الاقتراب من أية امرأة عندما حكى له بنفسه ذلك، هذا ما تفعله بى حماتى ولا أملك إلا أن أقول «حسبى الله ونعم الوكيل».

زي العسل

وترى مروة السيد موظفة بإحدى شركات التجميل أن العلاقة بين الحماة وزوجة الابن تختلف إذا كانت زوجة الابن تعمل والحماة أيضاً مشغولة وتعمل وتقول: إن علاقتى بحماتى جيدة جداً فأنا أعتبر أن الله عز وجل قد رزقنى بأم ثانية وأنا أعمل وحماتى هى التى تحمل ابنتى الصغيرة وترعاها، وأيضا حماتى مشغولة فهى تقوم بتطريز العبايات والشنط وتبيعها، وأنا أرى أن علاقة زوجة الابن بالحماة تتأثر إذا ماكانتا تعملان أم لا، لأن العمل يجعل لكل واحدة حياتها ومسئولياتها ولا وقت لديها للشجار أو مكايدة الأخرى، فـ « النقار» والشجار هما عنوان النساء «الفاضية» اللواتى لديهن وقت لتدبير المكائد، وأنا وحماتى والحمد لله لسن من هذا النوع.

وتضيف صباح محمد على - ربة منزل- حماتى «زى العسل» فهى لديها 6 بنات ولكنها تقول أننى أفضل من الـ 6 بنات بالنسبة لها فعندما تمرض أنا اللى أسهر إلى جوارها وأنا اللى أرعاها، وأحب أن أهاديها فى عيد الأم وأحب أن أهاديها فى الأعياد والمناسبات.

وأنا أعاملها جيداً حتى تعاملنى زوجة ابنى فى المستقبل بشكل جيد.

سيدة البيت

ويقول عماد عبد اللطيف - صاحب محل أدوات كهربائية -: أنا أشعر أننى متزوج من حماتى لا من زوجتى، فكل شئ فى المنزل تستشير فيه زوجتى أمها وأنا أصبحت ألحظ الموضوع فكلما أردت فعل أى شئ أو تغيير ديكور المنزل أو شراء أى شئ لأبنائى اتصل بالهاتف بحماتى واسألها عن رأيها لأننى أعرف إنه لم أفعل ذلك سوف تقوله زوجتى وأنا أعانى من هذا الموضوع فزوجتى بلا شخصية أمام أمها كما يقولون «بنت ماما»، فهى الفتاة الوحيدة على ثلاث «صبيان» لذا تعتبرها أمها صديقتها وحبيبتها وابنتها وكل شئ وهذا قدرى وأنا راضٍ به.

زعيمة عصابة

وتؤكد منى محجوب - موظفة بإحدى شركات الاتصالات - أن حماتها كانت تصلح لأن تنضم إلى أحد التنظيمات الإرهابية وتقول: حماتى مخططة بارعة فى صنع المشاكل وعمل المؤامرات والدسائس، وما إن تزوجت ابنها حتى شكلت ضدى جبهة مكونة من ابنتيها وزوجة ابنها الكبير وبدأت «تطلع فى القطط الفاطسة» فتارة طبيخى عك، وتارة سمعى تقيل، وتارة لا أفهم، وتارة أنا قليلة وعديمة الإتيكيت، وتارة أنا لخمة لا أعرف كيف أرتب منزلى وملبسى، وتارة أنا متخلفة لا آكل بالشوكة والسكين وتارة أنا أعلم أولادى «قلة الأدب» واللسان الطويل، وتارة أنا متعجرفة ومتكبرة ولا أقبلها فى منزلى، وتارة أنا «أسلط» ابنها الأصغر عليها، كل هذا قالته على حماتى وساندها فى ذلك ابنتيها وزوجة ابنها الكبير وأنا بريئة من كل هذا، ولقد حاولت مراراً وتكراراً أن أقترب منها وأحاول أن أصلح صورتى لديها، لكن هيهات ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

حماة وراء كل طلاق

وتؤكد د. نورا رشدى - أستاذة الخدمة الاجتماعية -: أننا لو بحثنا وراء كل حالات الطلاق أو أغلبها فى مصر سنجد حماة تقف وراء كل طلاق وتقول: هذا موضوع هام جداً، خصوصا إذا ما سلم الابن أو الابنة أذنه إلى أمه وتركها تذكر مساوئ زوجته أو مساوئ زوجها، وعادة ما تكون الحماة أكثر شراسة من زوجة ابنها أو من زوج ابنتها، لأننا فى المجتمعات الشرقية نعتبر الذكر مميزاً عن الأنثى، وتنظر الأم إلى زوجة ابنها على أنها خطفته منها وأخذت الرجل الذى ربته وكبرته كى ينفق عليها، وإذا كان للزوج أخت لم تتزوج أو مطلقة أو أرملة فإنها تنضم إلى أمها وتشاركها مشاعرها تجاه زوجة ابنها، لأنها ترى أن أخوها هو الذى أصبح فى منزلة والدها، خصوصاً إذا كان الأب متوفياً وهنا تشكل جبهة ضد زوجة الابن أو حزب شعاره الكراهية وعمل الدسائس والمؤامرات، أما بالنسبة لزوج الابنة فإن المشاكل تنشأ من أن الأم تريد لابنتها عادة أن تكون أوفر حظاً منها فى زواجها، وتريدها أن تكون أفضل من كل النساء وخاصة نساء وزوجات أبنائها الذكور، وأنا أنصح كلاً من الزوج والزوجة ألا ينقلا وجهة نظر الأم ورأيها للطرف الآخر، يعني لو زوج لا يخبر زوجته أبدا بما تقوله أمه عليها من الكلام السيئ، والرجل عادة يقع فى مأزق هل يرضى أمه أم يرضى زوجته فإذا أرضى أمه فإن زوجته سوف تطلق، وإن أرضى زوجته فإن أمه ستغضب عليه، لذا أنصح حواء أن تحتوى حماتها وتتقرب إليها وتهاديها وتقوم معها بالواجب مثلما تقوم به مع أمها إن مرضت أو احتاجت إليها مادياً، وعليها ألا تقاطعها من باب «الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح» لأن قطيعتها ستكون لصلة الرحم والتى تورث غضب الله عز وجل وأهمس فى أذن حواء، الحماة أن تعامل زوجة ابنها باللين وأن تعلمها وتعطيها خبرتها برفق، لأنهم فى النهاية قد أصبحن أسرة واحدة 

 

المصدر: مجلة حواء- سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1559 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,676,542

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز