الكوميديا قبل المنطق أحيانا

كتبت :منال عثمان

رغم السلسلة المعذبة التي نعيش فيها وتكاد حلقاتها تحكم قبضتها تماما حول أعناقنا وتقريبا نحن فى مرحلة بلا مسمى فلا أحد يفهم شيئا على الإطلاق ، يزداد الطين بلة هذا الموسم بأفلام كوميدية هي حارقة للأعصاب أكثر بهذه الثرثرة والأصوات الزاعقة والاقتباسات التي حرصت بشدة على التشويه والتحايلات السينمائية العجيبة التي تفتقد تماما لمنطقية الأشياء حتى يستسيغها أى عقل بشرى حتى ولو كان صاحبه يشاهد السينما من باب الترويح عن الذات..حتما سيتوقف ويتساءل ما هذا؟ هل هي مرحلة سينمائية مشوشة كحياتنا كلها أم تجربة قص ولزق ومن كل فيلم مشهد دون منهجية أو طيف سينمائي موحد؟وصدقا لن يجد إجابة لهذه الكوميديا غير المنطقية التي حفل بها هذا الموسم>> الآنسة مامي فيلم ياسمين عبد العزيز الجديد في هذا الخط السينمائى الذى اختارته لنفسها فى المواسم السينمائية الأخيرة والذي يعتمد على وجودها بين أطفال وهم وهى محركو هذا السيرك إن جاز التعبير الذى يفتقد للمنطقية كحال أفلام الشركة المنتجة للآنسة مامي دائما.. الفيلم تأليف المخرج المسرحي خالد جلال وإن كان يحق لنا أن نوجه له رجاء فحتما سيكون "ابقى في مكانك المسرحي المتميز فالتأليف له ناسه " ولا يمكن لأي متابع مخلص للسينما لا يعرف ان الآنسة مامي هو تحويل أو اقتباس كوميدي صارخ للفيلم العالمي الدرامي الرومانسي family man الذى قام ببطولته نيكولاس كيدج والذي تدور أحداثه حول رجل يرفض فكرة الزواج هروبا من تحمل المسئولية ليجد نفسه فجأة مسئولا عن مجموعة أطفال لابد أن يتحمل مسئوليتهم الفيلم المصري تحول فيه البطل إلى بطلة وغامت كل الرؤى الدرامية تحت وطأة الإصرار على كوميديا أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد لها سعر ولا مشجع فى عالم السينما الآن التي تعتمد فيها ياسمين على الإداء الحركي والضرب والركلات والتعامل العنيف والظهور وسط أطفال الذي قدمته ياسمين قبلا فى الدادة دودي والثلاثة يشتغلونها يجوز كان مقبولا لكن في هذا الفيلم ازدادت الجرعة وفلتت المنطقية من أصابعهم رغم أن مخرجه وائل إحسان مخرج تاريخه القصير يحمل بصمات كوميدية معقولة أرهقتنا ياسمين بهذا الآداء الذي مؤكد سيخرجها بهذه الأفلام من حلبة المنافسة بين نجمات الصف الأول اللواتي يتعين عليهن أن يتمتعن ولو بقليل من الرقة أمامها كالعادة وعذرا لهم الحشو أو البطانة الموجودة غالبا في معظم الأفلام الكوميدية "انتصار وسعد الصغير ومعهم الفنان حسن الرداد الذي أعتقد أن الظروف السينمائية الحالية طحنته وجعلته يقبل أن يكون ظلا للنجمات فى أفلامهن رغم مؤهلاته الجيدة مهمة في فيلم قديم والحقيقة وأنا أقولها على الملأ ... لم أفهم أبدا هذا الفيلم ولم استطع أن أربط أي شىء بأي شىء فيه ولم أعرف فحوى العلاقات ولا مفاهيمها - شىء من وراء العقل -هذا الفيلم يفتقد للحد الأدنى من الأبجدية السينمائية التي جبلنا عليها جميعا .. الفيلم بدون تزويق ما هو إلا (سبوبة) بكل معنى الكلمة وليس لدينا اعتراض لكن حتى لو أردت صنع فيلم هكذا من الهواء هبه بعض التركيز،بعض المنطقية فلا تكفى جماهيرية فيفي عبده لإنقاذه أبدا ، وماذا تفعل أمام كل هذا التهلهل وعدم وجود فيلم من الأساس ،كل الحكاية بعض مشاهد شهيرة لأفلام مصرية جيدة تستوحى مجددا ويتخللها رقصات وضحكات وأغاني شعبية ،إنه نوع جديد مؤلم للاقتباس أو الاعتماد على أفلام شهيرة 30 فبراير إنه التيمة أو الفكرة التي اعتصرت مرارا بين رحايا سينمائية كثيرة ،فكره الحظ السىء الذى يطارد بطل الفيلم سامح حسين ويعانى منه دائما تذكر أنت منذ عهد الريحانى وبعده إسماعيل ياسين كم مرة قدمت هذه الفكرة، والمضحك المبكى أن هناك مشاهد منقولة بالمللي لكن للأسف بعد أن أفقدوها منطقيتها لأنها أجتزت من أحداث منطقتها وجعلتها جميلة في وضعها الأصلي إنها كوميديا أقرب للحال الآن فاقدة المنطق والمنهجية والوقوف على أقدام ثابتة، إنها أفلام كسيحة لم تكن من بنات أفكار أحد

المصدر: مجلة حواء -منال عثمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 412 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,685,809

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز