فلنصنع دستورنا بإرادتنا الحرة

 كتبت :إيمــــا ن حــــمزة

أدمت قلوبنا جميعاً كمصريين أحداث الأيام الماضية من مصادمات دامية أسفرت عن نزيف الدم المصرى الغالى من الشهداء والضحايا والإصابات التى لا نفرق فيها بين انتماءات ، فكلنا مصريون - وما يحدث من انقسامات .. كنا قد حذرنا منها من قبل على صفحات مجلتنا وفى كل إعلامنا الذى ينادى بمصلحة بلادنا ومن كل الشرفاء المصريين فالاختلاف فى الرأى ليس معناه المصادمات بل يجب أن يكون من أجل الصالح العام .. عزاؤنا لكل الشهداء ودعواتنا بالرحمة والمغفرة من الله والصبر لكل الأهل ولكل شعب مصر ..

ومازلنا نؤكد على ماسبق ودعونا إليه على صفحات مجلتنا ودعوت إليه على هذه الصفحة فى العدد السابق . إن الأهم مصرنا ووحدة وسلامة شعبنا وتحت هذا العنوان كانت دعوتنا أن نتذكر أننا ننشد جميعاً إنقاذ ما يحدث من حشد الحشود من مؤيدين ومعارضين ومن هو الأكثر ومن هو الأقوى ومن هو الكسبان ومن هو الخاسر .. للأسف لأن جميعنا سنخسر وستسفك الدماء لأننا سنصبح فريسة سهلة أمام أعداء الداخل والخارج ممن يتربصون بنا ويتآمرون على وحدة هذا الشعب وهذه القوة التى كانت فى ثورة 25 يناير 2011م عندما اتحدنا قوة واحدة تحت المصلحة العامة كلنا مصريون لا فرق بيننا مسلماً ومسيحياً شعب واحد غنياً وفقيراً .. امرأة ورجلاً .. أحزاباً سياسية أو تيارات وإنتماءات دينية، صغيراً وكبيراً الكل فى واحد هو شعب واحد وانتماء واحد هو مصرنا .. ومصلحة بلادنا ومصلحة هذا الشعب ، كانت هذه هى روح الثورة التى استطاعت أن تنجح فى التخلص من نظام الحكم الفاسد الذى أهدر حقوق وثروات المصريين .. ولكن للأسف رغم الدعوات أن نلجأ إلى الحوار بعيداً عن العنف المتوقع والذى حدث بالفعل مع دعوات البعض أن ينزل كل فريق بأعوانه ليناصره ويؤيده ويبين من هو الأكثر عدداً ، وفى البداية زعم البعض أنه من أجل أن يقنع كل فريق برأيه بالنقاش وكنا قد حذرنا بصعوبة هذا على أرض الواقع وهناك من سيستغلون ثورة الغضب فى النفوس واحتقان الوضع ليحولوا الأمر إلى أحداث دامية خطيرة .. وكما شاهدنا بأعيننا كل ذلك على حساب المواطن المصرى وأمن وسلامة المواطن والوطن ومزيد من الخسائر للجميع وتدهور الوضع الاقتصادى وتراجع العمل والإنتاج وللأسف النتيجة غير مرضية لأحد ، فالكل خرج خاسراً .. لم يعد إلا أن نخرج للاستفتاء على الدستور الذى تم وضعه من جمعية التأسيسية لإعداد الدستور والذى كان أحد أسباب هذا الاختلاف فى الشارع المصرى .. وليقل كل مايراه مناسباً ، هل هو مقبول ومفيد لنا ؟ أم أنه لايجده يحقق المصلحة له ولوطنه .. لكل منا كامل إرادته فى الاستفتاء الأهم ألا تترك الساحة ولا تنزل إلى الاستفتاء فإننا نضيع فرصتنا ونغير بذلك نتيجة الاستفتاء .. لغير إرادتنا بسلبيتنا .. وإن كان تخوفنا ألا يصل كل إنسان منا إلى حقيقة مايريده لأنه قد لايكون ملما بحقيقة كل مادة وأهميتها .. البعض يراه مفيداً والبعض يعترض على بعض مواده، الفترة كانت قليلة فى العرض على الشعب وسط هذه الأحداث الدامية ولكن الأهم ألا يضل أحد منا أو يضغط على فئات الشعب وخاصة أن نسبة الأمية لدينا تصل إلى 40% صحيح أن الشعب أصبح أكثر وعياً وإلماما بما يحدث ولكن هل الكل قد وصل لحقيقة مايحدث ومايريده فعلاً .. وأريد أن أقول أننا كلنا مصريون يهمنا مصلحة شعبنا ومصلحة بلادنا وأنها لنا جميعاً وليس لأحد دون الآخر .. فقط أريد أن أستفهم «وأستأذن فى نقطة نظام ، كيف يكون للمادة 231 فى الدستور الذى سنستفتى عليه اليوم والتى تنص أن تكون الانتخابات التشريعية التالية لتاريخ العمل بالدستور بواقع ثلث المقاعد لنظام القائمة والثلث للنظام الفردى .. ويحق للأحزاب والمستقلين الترشح فى كل منها» وتساؤلى ولماذا إذن التقسيم مادام الكل يسمح له بالترشيح على القائمة والفردى .. وهو السبب الذى كان وراء حل مجلس الشعب السابق بقرار قانونى من المحكمة الدستورية وهو دخول الأحزاب على ثلث الفردى .. وإن كان سيتم ذلك بشكل قانونى مع الدستور الجديد والذى سيقوم عليه مجلس الشعب الجديد .. فكيف يعلن أنه يمكن للمعارضة أو من يريد تغيير بعض المواد التى لم يتفق عليها تقديمها بالحوار فى الأسبوع الماضى حتى يمكن أن تنظر لطرحها بقرار من رئيس الجمهورية على المجلس الجديد للشعب فى دورته الأولى ليقرر إذا تم الموافقة على هذه البنود بالأغلبية أو ثلثى الأعضاء .. لست أدرى كيف يكون ذلك على هذا التساؤل فقط على هذه المادة وهو فى صميم تكوين مجلس الشعب الجديد .. أنا هنا أتساءل وأستفسر عن ذلك فهل يستطيع أن يجبنا أحد القامات القانونية الكبيرة التى نحترمها داخل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ولكم كل الشكر والتقدير