كتبت : منار السيد
تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي »الفيس بوك » دعوات للخروج يوم 25 يناير وهو »عيد الشرطة« للإطاحة بنظام وزارة الداخلية التي تستخدم العنف والتعذيب مع المواطنين ولعل أشهر الوقائع التي دعت للخروج في هذا اليوم هو موقع »الشاب خالد سعيد« الذي تعرض للبطش والتعذيب من قبل اثنين من الضباط حتى توفى متأثرا بجراحه ، وكان هذا فتيل اندلاع الثورة ، ولم يعط النظام أي أهمية لهذه الدعوات ، وشبهها بعض ممثلي الحكومة« بلعب عيال« ، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان .
في يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011 ، حيث لبى آلاف من الشباب المعارضين للنظام الدعوة التي تم تداولها على »الفيس بوك« و« تويتر« ، وخرجت المظاهرات السلمية من محافظات مصر خاصة القاهرة والسويس والأسكندرية ، وهتف الشعب »سلمية..سلمية« وفيه أظهر الشباب قيم التحضر بإهدائهم الورود وزجاجات المياه والطعام لعساكر الأمن المركزي ليبعثوا لهم برسالة حب واطمئنان بأنهم ليسوا ضدهم ، وأن وقفتهم الاحتجاجية للدفاع عن حقوقهم ، حتى حل ليل 25 يناير وطالبت الداخلية بإخلاء الميدان ، ولكن الشباب أصروا على الاعتصام في الميدان حتى الاستجابة لمطالبهم والتي تمثلت بإقالة وزير الداخلية وتطهير الوزارة، ولكن استخدمت الحكومة أسلوب قطع الخدمة عن الهواتف المحمولة والانترنت بمحيط ميدان التحرير، لم ييأس الشباب وصمدوا في أماكنهم ، حتى استخدمت الداخلية العنف لتفريق المتظاهرين من استخدام رشاشات المياه والقنابل المسيلة للدموع ومطاردتهم لاعتقالهم وكانت حصيلة اليوم الأول للمواجهات هو استشهاد ثلاثة من أبناء مدينة السويس والتي كانت أكثر غضبا واشتعالا بالإضافة إلى مئات من المعتقلين والمصابين ، وظنت الحكومة أنها نجحت في قمع المتظاهرين ، وتخيلوا أنهم سيستقبلوا صباحا مشرقا صافيا خاليا من أي تظاهر.
ضبط النفس
وفى اليوم الثاني للثورة، استمرت المظاهرات والصدامات بين أفراد الشرطة والمتظاهرين الذين رفضوا مغادرة الميدان لدرجة وصلت إلى أكثر مشاهد العنف والاشتباك ، ومن أشهر ردود الفعل التي حدثت في هذا اليوم هومطالبة الاتحاد الأوروبي للرئيس السابق بالاستماع إلى المطالب »الشعبية« بالتغيير، وأسفرت حصيلة الاشتباكات في يومي 25 ، 26 يناير إلى استشهاد 7 بينهم جندي شرطة وإصابة 182 شرطيا و118 من أفراد الشعب .
وفي اليوم الثالث للثورة الموافق الخميس 29 يناير 2011 الذي شهد استمرارا للاعتصام والاشتباكات بين المتظاهرين وأفراد الشرطة ، تداولت دعوات على نطاق أوسع للخروج من جميع المساجد للتظاهر بعد صلاة الجمعة ، في الوقت التي حدثت فيه أول واقعة مداهمة ومهاجمة لقسم شرطة الأربعين بالسويس ،وحرق سيارات للأمن المركزي ، وكان أشهر حدث لهذا اليوم هو اختفاء أو اعتقال الناشط وائل غنيم المسئول في شركة جوجل في مصر ،وفي الساعات المتأخرة قبل صباح يوم 28 يناير تم حجب السلطات موقعي فيسبوك و تويتر ثم تم قطع شبكات الانترنت وقطع الخدمة في الهواتف المحمولة وخدمات الرسائل القصيرة في جميع أنحاء الجمهورية .
جمعة الغضب
أما اليوم الحاسم وهو متمثل في اليوم الرابع للثورة الموافق الجمعة 28 يناير 2011« جمعة الغضب » ، أدى الشعب المصري صلاة الجمعة في جميع أرجاء الجمهورية ، وخرجت الحشود الغاضبة ليعلو فيه سقف المطالب المتمثل في إسقاط النظام ، لرفع هتاف »الشعب يريد إسقاط النظام«،وتعاملت الشرطة مع المتظاهرين بأبشع أنواع العنف من دهس وطلقات نارية وقنابل مسيلة للدموع وغيرها ليسقط في هذا اليوم أكثر من 800 شخص ، وإصابة المئات بإصابات خطيرة خاصة الخرطوش في العيون ، وكان النصيب الأكبر من الشهداء في هذا اليوم لمحافظة الأسكندرية ب87 شهيدا يليها السويس ب13 شهيدا، وفشل قمع الشرطة وعمت الفوضى وهوجمت جميع أقسام الشرطة في وقت واحد في جميع أنحاء الجمهورية، وهرب المساجين وتم حرق جميع مقرات الحزب الوطني ، وذلك حدث بعد انسحاب الشرطة من الشوارع ،وتوالت الأحاديث حول هروب المساجين والبلطجية وهجومهم على المنازل والمحال التجارية لارتكاب الجرائم ، لتظهر روح الشعب الأصيل في تكوين لجان شعبية للدفاع عن الممتلكات والمنازل والآمنين وتنظيم حركة المرور، ونزل الجيش وأعلن حظر التجول في القاهرة والأسكندرية والسويس .
ونأتي لليوم الخامس الموافق السبت 29 يناير الذي شهد استمرارا لأعمال النهب والبلطجة وتكوين اللجان الشعبية للوقوف أمامهم ، ووجه الرئيس خطابه للشعب ليبلغهم بإقالة الحكومة وتكليف الفريق أحمد شفيق بمهام الحكومة الجديدة ، وتعيين السيد عمر سليمان نائبا للرئيس.
وفي اليوم السادس تدفق المتظاهرين إلى ميدان التحرير في وسط القاهرة بالرغم من إعلان حظر التجول مطالبين برحيل الرئيس مبارك، ووقــوع مصادمات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة أمام مبنى وزارة الداخلية بالقاهرة حيث قتل 3 أشخاص وأصيب العشرات وتدخلت مدرعات الجيش المصري للسيطرة على الموقف ، وكان هذا أول مشهد لنزول الجيش بعد مشاهدة الدبابة في ميدان التحرير الذي أكد الجيش أنه جاء ليحمي وليس ليهاجم المتظاهرين
وفي اليوم السابع تزايد عدد المتظاهرين بصورة غير مسبوقة حيث كانت الدعوات إلى مليونية لمطالبة الرئيس بالتنحي، وقد ملأ المتظاهرون الميدان والشوارع المؤدية إليه رافضين الاستجابة لمطالبتهم الرحيل من الميدان ، وسيطر مشهد توقف حركة القطارات في البلاد.
المليونية
وفي اليوم الثامن خرجت عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع القاهرة وغيرها من مدن مصر في »تظاهرة مليونية« وقدر العدد بحوالي ثمانية ملايين شخص.وما أن انتهى خطاب الرئيس مبارك، الذي أعلن فيه عدم ترشحه لولاية جديدة، حتى قام كل المعتصمون في كل من ميدان التحرير بالقاهرة والشهداء بالأسكندرية بالإضافة إلي المتظاهرين بكل المحافظات برفض خطابه والهتاف بسقوطه في حين تعاطف البعض مع خطابه لاستخدامه كلمات أثرت في نفوس البعض.
موقعة الجمل
وفى اليوم التاسع خرجت مجموعات مؤيدة للرئيس السابق مبارك في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين لأول مرة منذ اندلاع الثورة.أعقب ذلك الهجوم على المتظاهرين بميدان التحرير فى الواقعة الشهيرة بموقعة الجمل حيث تم قتل وإصابة أكثر من 830 في الاشتباكات ، وقد كشفت التحقيقات بعد الثورة تورط قيادات كبرى في نظام مبارك، وأعضاء بالحزب الوطني ورجال أعمال في الاعتداء على المتظاهرين.
واليوم العاشر الموافق الخميس 3 فبرايرتجددت الاشتباكات في محيط ميدان التحرير، حيث حاول مؤيدو مبارك وبعض البلطجية اقتحام الميدان وإرهاب المتظاهرين من جهة ميدان الشهيد عبد المنعم رياضتوكوبري 6 أكتوبر، لكن الجيش تصدى لهم ومنع وصولهم للميدان ، وعلى إثر ذلك أصدر النائب العام قرارا بمنع سفر أحمد عز ، وحبيب العادلي، وزهير جرانة، وأحمد المغربي وتجميد حساباتهم..
جمعة الرحيل
أما اليوم الحادي عشر الموافق الجمعة 4فبراير 2011 احتشدت مئات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير للمطالبة بإسقـاط النظام في ما وصفوه »بجمعة الرحيل« وقد أدى المسلمونتصلاة الجمعةتوحماهم الشباب المسيحي في مشهد مهيب، وقرر الرئيس حسني مبارك بصفته الحاكم العسكري خفض ساعات التجول، لتبدأ في تمام الساعة السابعة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي .
وفي اليوم الثاني عشر راستقال جمال مبارك وصفوت الشريف من هيئة مكتب الحزب الوطني الحاكم وتم تعيين د.حسام بدراوي أميناً عاماً للحزب ، كما تم وضع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي مع 3 من قياداته تحت الإقامة الجبرية ، وتم تفجير خط الغاز الممتد بين مصر والأردن وإسرائيل.لنأتي لليوم الثالث عشر الموافق الأحد 6 فبرايرفقد أجرت جماعات المعارضة وبينها جماعة الأخوان المسلمين وبعض المستقلين حواراً مع عمر سليمان نائب الرئيس تم فيه التوافق على تشكيل لجنة لإعداد تعديلات دستورية في غضون شهور، والعمل على إنهاء حالة الطوارئ وتشكيل لجنة وطنية للمتابعة والتنفيذ وتحرير وسائل الإعلام والاتصالات وملاحقة المتهمين في قضايا الفساد مع استمرار الاعتصام القائم بميدان التحرير وجميع ميادين مصر،وتم الإفراج عن الناشط وائل غنيم .
ائتلاف الثورة
وفي اليوم الرابع عشر الموافق الأثنين 7 فبرايربدأ المتظاهرون في ميدان التحرير محاولات تشكيل ائتلاف يمثل شباب ثورة 25 يناير،والعديد من القوي الوطنية ،وحركات الاحتجاج مثل: شباب 6 إبريل ،والعدالة والحرية، وبعض أعضاء الحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغيير ،وشباب حزب الجبهة الديمقراطية ،بالإضافة إلي شباب الثورة المستقلين الذين لا ينتمون إلي أي تيارات سياسية .
التنحي
وفي اليوم الخامس عشر الموافق الثلاثاء8 فبراير اندلاع المليونية الثالثة في أسبوع الصمود حيث استمرت المظاهرات الحاشدة فيتميدان التحريرتوالأسكندرية وعدد من المدن المصرية للمطالبة بإسقاط نظام مبارك، وكان المتظاهرون في القاهرة يعطلون المؤسسات الحكومية حيث تظاهر الآلاف أمام مجلسي الشعب والشورى، ومقر رئاسة الوزراءت
ونأتي لليوم السادس عشر دعا المتظاهرون بميدان التحرير إلى تنظيم مسيرة تضم 10 ملايين مواطن الجمعة تحت مسمى جمعة الحسم، مطالبين الشعب المصري بتنظيم
ساحة النقاش