لنستعين بالشباب والشعب للخروج من الأزمة

كتبت :إيمان حمزة

 

لابد أن يكون هناك حل حقيقى وجذرى لما يحدث فى مصر الآن لتهدئة الجموع المحتشدة المحتقنة الثائرة .. ولوقف هذا التصادم الدموى الذى يدمرنا جميعاً .. يدمر أمننا ويدمر اقتصادنا .. وقبل كل شىء نخسر فى سبيله الإنسان المصرى الذى نراه الضحية الأولي سواء بفقد أو الإصابات الجسدية والنفسية التي تصيبه وهذا التناحر بين نسيج الشعب الواحد .. لابد أن يكون هناك حل حقيقى ... فالنتواصل مع هؤلاء الشباب ونرى مطالبهم .. وليكن هذا التواصل من خلال شخصيات مصرية لها ثقلها وتأثيرها من شباب الفكر والدين والسياسة ومن المسئولين بالدولة ومن العلماء .. من الأهمية أن نصل إلى هذا الشباب فى كل مكان من محافظات مصر وإلى الشعب المصرى ومطالبه المشروعة .. ونحاول معاً وضع الحلول الممكنة فى ظل الظروف الراهنة .. وهذا التدهور الاقتصادى الخطير .. كيف نوفر احتياجات الناس الأساسية حتى نمنع هذا الغضب وهذا الإحتقان وهذا الانفجار المتكرر والمصادات حتى نوقف مزيد من الخسائر الخطيرة على مستوى مصرنا جميعاً .. فالنطرح مشروعا قومى سريع لإنقاذ بلادنا وإنقاذ شعبنا مما وصلنا إليه .. ليضع كل محب لبلده ولشعبه لينفذها الجميع ومعها نفسه ليضع تصور ولو لحل جزئى للأزمة الحقيقة التى نحن بصددها .. على شرط أن يكون هناك تفعيل حقيقى للأخذ بما يفيد حقيقة للخروج من الوضع الحالى الخطير .. ومن الأهمية القصوى أن يشارك كل إنسان مصرى لا فرق بين امرأة ورجل.. صغير وكبير.. وبين الغنى والفقير .. بين أى انتماءات حزبية أو مسلم أو مسيحى .. فكلنا أولاً وأخيراً مصريين .. أبناء هذا الوطن ونتمنى له ولنا النجاة والسلامة من هذا الوضع الخطير الذى سيدمر حياتنا جميعاً إذا لم نسارع لأن نتشارك فى الحلول وبشكل سريع وحاسم - والوضع لم يعد يحتمل فقط مشاركة جبهة الإنقاذ الوطنى مع القيادات السياسية .. بل علينا أن ننظر للشعب المصرى جميعاً وإلى الشباب الثائر .. أن نتواصل معه ونتحاور لنرى ليس فقط مشاكله ومطالبه التى يعلنها بل أيضاً نفكر معه ونرى كيفية رؤيته لحل هذه المشاكل والعقبات والتحديات وألا نستهين بهذه الأفكار لأن شعبنا وشبابنا لديه أفكار حقيقية فقط يريد من يستمع إليها ويضعها قيد التنفيذ.. لدينا عقول علمائنا المفكرة للخروج من أزمة الطاقة والبنزين ببدائل متوفرة لدينا لنفعل هذه المقترحات بأقل إمكانيات والتى وصلنا إليها .. ولنكملها بالثروة البشرية المصرية العظيمة لنشرك الشباب والشعب فى العمل وفى الأرباح حتى نزيد من حماسهم على العمل بجد وإتقان لرفع مستوى دخله ولتوفير فرص عمل لحل معضلة الفقر والبطالة وهو التحدى الأكبر .. لنوفر الأمن والأمان للإنسان المصرى والشارع والمدرسة والمصنع والمستشفى والمنزل ومؤسسات مصر كلها من خلال لجان شعبية وتحمى من الشعب إلى جانب الشرطة ولنحاول أن نحل هذا التصادم بين الشرطة والشعب والعكس -علينا أن نشعر كل مصرى كيف أن كرامته مصانة وأن حقوقه محفوظة وغير مهددة كما قامت ثورة 25 يناير 2011 ونادت بها من «عيش .. حرية .. كرامة إنسانية وعدالة وديمقراطية» . . علينا أن نواجه جميعاً هذا الخطر الذى يراد بنا وبمصرنا .. علينا أن نتوحد جميعاً فى مواجهة هذا الخطر للحفاظ على كل شبر من أرضنا وعلى ممتلكاتنا وثرواتنا الطبيعية وأن نستغل هذه الثروة بشكل حقيقى لمزيد من الدخل القومى لرفع معدل دخل الإنسان المصرى فى مواجهة هذا الغلاء .. علينا أن نحل مشكلات الإنسان البسيط فى العشوائيات والمناطق الفقيرة والأكثر فقراً في كل محافظات مصر .. أن نتواصل معهم ونبدأ فى حل مشكلاتهم الحقيقية وإلى هذه القنابل الموقوتة التى تصدر هذه الأخطار والمتمثلة في أطفال الشوارع .. ولنعمل علي نجعل الحلول ميسرة لإعادة آدمية كل هؤلاء بدلاً من قهرهم تحت عنف عصابات الشوارع التى لاترحم لنمد أيدينا لكل هؤلاء حتى لانزيد الحقد والكراهية لنا داخل نفوسهم لشعورهم بأننا نتعمد إهمالهم كبشر لهم نفس الحقوق كمواطنين .. لنعمل جاهدين ومن الآن وبشكل فورى علي توفير فرص عمل لمشاريع متناهية الصغر لجذب هؤلاء الأطفال وأهلهم .. من أجل لقمة عيش شريفة وحياة كريمة أن نشجع أهل الخير داخل مصر وخارجها لبناء مساكن آدمية لهم ونوفر لهم الأمن والحماية من عصابات الشوارع والعشوائيات التى تستغلهم وتعمل إهدار ماتبقى من آدميتهم .. لنمنع هذا التحدى من جذوره ونحاول بكل طاقاتنا حل هذه الكارثة الإنسانية .. لننقذ أنفسنا جميعاً من الجرائم التى تصدر إلينا وليس فقط إليهم .. فنحن جميعاً فى قارب واحد ينشد النجاة .. وعلينا أن نبدأ فوراً بالتواصل والحوار البناء لنخرج من هذه المصادمات والمواجهات .. ونتعرف علي المطالب والحلول معهم .. ونعمل علي تحقيقها معهم ومن خلالهم وكل طاقات شعبنا ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني مع الأفراد من الشباب والنساء ورجال وسيدات الأعمال وأعلم أن الكل أصبح يعانى من هذه الأزمة الاقتصادية التى نمر بها وألقت بخسائرها على الكل.. علينا أن نشارك جميعاً فى إدارة هذه الحياة من خلال اختيار أكفأ العناصر البشرية والقدرات والخبرات لكل التخصصات واختيارها لإدارة عجلة الحياة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية. وأن نعيد للمرأة المصرية قيمتها وكرامتها ولنرفع الظلم عنها ليصح المجتمع .. المرأة المصرية التى قدمت كل طاقاتها لمجتمعها علي مر التاريخ على مستوى الأسرة وهى البناء الأول للمجتمع ولمشاركتها فى إدارة عجلة الحياة بعملها علمها وخدماتها التطوعية لنعيد الكرامة والحقوق المتساوية التى أقرتا لها لاشريعة الإسلامية حق من الخالق وليس منحة أو هبه من أحد من خلقه .. نرى هذا التخاذل من كرامتها والتى نراها تهان من بعض ضعاف النفوس فى الشوارع ومن تعرضها لهذا التراجع من الحقوق متناسية إنه مايقرب من 25 إلى 30% من الأسرة المصرية تعولها المرأة فقط وخاصة فى الأسرة الفقيرة بسبب وفاة العائل من أب أو زوج أو من طلاق وهجر أو عجز ومن مرض .. بل أحياناً يفرض عليها ذلك وهو موجود بكامل صحته ويفرض على زوجته وصغاره العمل ليعيلوه وهى نماذج مرفوضة منا جميعاً ولكنها موجودة .. نرى العنف يمارس على المرأة بكل أشكاله ليحرمها أيضا من ميراثها الشرعى الذى أقره المولى لها فى القرآن الكريم وأكد عليه رسولنا الكريم .. حتى فى صنع القرارات بمجتمعنا أصبحنا نرى هذه المشاركة الضئيلة بالمجالس البرلمانية ولا أحد ينصفها لتشارك أفضل الكفاءات برؤيتها لخدمة بلادهاً .. وللأسف مازلنا نرى من يريد أن يرجع بنا للوراء ويمنع مشاركة المرأة للرجل فى خدمة مجتمعها على كل المستويات.. نعمل علي تنشأة الأجيال وإدارة عجلة العمل فى كل المجالات ليقف المجتمع بكل طاقاته فى وجه التحديات فى وقت نحن في أمس الحاجة لكل هذا فى الوقت البالغ الخطورة علينا جميعاً .. فلنستعين برجال الدين المستنيرين والداعيات لنعرف الناس صحيح دينهم بعيداً عن مادخل إليه من مغالطات حاول الاستعمار قديماً استغلالها ليضعف من قوة وطاقات الشعوب . يجب أن نبدأ فوراً فى العمل بها لنخرج جميعاً من عنق الزجاجة التى نمر بها .. لنشعر كل مصرى أن هذه بلده وأنه يستطيع أن يشارك فى إنقاذها لينقذ نفسه ويعم الخير على الجميع .. لنتوحد جميعاً لإنقاذ حياتنا وكرامتنا كمصريين أذهلنا العالم بثورة 25 يناير 2011 .. لنستعيد تصميمنا وإرادتنا وقوتنا على أن نحل مشكلاتنا بأنفسنا وبعقولنا وسوعدنا بتوحدنا ووحدة صفنا المصرى من جديد ولنستعين بالله لينقذنا جميعاً . ولنتذكر دائما قوله تعالى : «واستعينوا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا».. وأيضا «وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها» .

المصدر: مجلة حواء -إيمان حمزة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,468,068

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز